الكوماندوز الأميركيون وحلفاؤهم الأفغان يوسعون نطاق عملياتهم في شرق أفغانستان وسط تقارير رسمية عن استمرار «مقاومة» القاعدة في تورا بورا وجنوب قندهار

حكومة كرزاي تبدأ خطواتها الأولى نحو إعادة إعمار أفغانستان واللاجئون يعبرون عن ثقتهم بالعودة إلى ديارهم بالآلاف

TT

قال مسؤول اميركي امس انه لا تزال هناك «جيوب مقاومة» لتنظيم القاعدة في تورا بورا شرق افغانستان، معربا عن امله في ان تسفر عمليات الاستجواب الجارية لأسرى القاعدة وطالبان في افغانستان وباكستان عن معلومات مفيدة في الايام القليلة المقبلة عن قيادات التنظيمين وعلى رأسهم اسامة بن لادن والملا محمد عمر. من جهته، اشار مسؤول افغاني الى استمرار المقاومة من جانب مقاتلي بن لادن في جنوب افغانستان ايضا. في الوقت نفسه وسع الكوماندوز الاميركيون وحلفاؤهم الافغان نطاق عملياتهم في تورا بورا.

وقال كينتون كيث، المتحدث باسم التحالف ضد الارهاب الذي تقوده الولايات المتحدة، في مؤتمر صحافي امس في اسلام آباد «العمليات العسكرية في افغانستان ستتواصل حتى تحقيق جميع الاهداف». واضاف «ما زالت هناك جيوب مقاومة معظمها في شرق افغانستان.. المهمة لم تنته بعد». واضاف ان من الاهتمامات الاساسية للحملة مصير قيادات القاعدة وطالبان وتابع «عرفنا مصير واماكن وجود بعض هؤلاء لكن آخرين اما مختبئون او يلوذون بالفرار او محاصرون في واحد من جيوب المقاومة التي ما زالت موجودة». وقال «استجواب الاسرى وتحري المخابئ السابقة قد يوضحان الامور بعض الشيء في الايام المقبلة».

الى ذلك، قال وزير الخارجية الافغاني عبد الله عبد الله امس ان جيوبا من مقاتلي تنظيم القاعدة ما زالت صامدة في بعض القطاعات بجنوب افغانستان ايضا. واضاف في مؤتمر صحافي «نعتقد انه ما زالت هناك جيوب للقاعدة في بعض الاجزاء الجنوبية من افغانستان في ولاية باكتيا». وتابع ان عدة جيوب للقاعدة تنشط حول جنوب قندهار التي كانت المعقل الاخير لحركة طالبان الى ان استسلمت للقوات القبلية في السابع من ديسمبر (كانون الاول) الحالي.

ووسعت القوات الاميركية الخاصة التي تطارد بن لادن نطاق عملياتها الامنية في تورا بورا ومنعت الصحافيين من الوصول الى مواقع جديدة. ورابطت مجموعات من الكوماندوز من هذه القوات في مدرسة قريبة من قرية اغام على سفح الجبال البيضاء حيث تقع تورا بورا القاعدة السرية السابقة لابن لادن الواقعة على مسافة 30 كيلومترا جنوب جلال اباد. وكان الصحافيون يستطيعون الدخول الى قرية اغام والطريق التي تمر بالقرب من المدرسة في حين كان ممنوعا الاقتراب من هذه الاخيرة ومحيطها حيث كان يحول دون ذلك مسلحون من القوات الافغانية المحلية الذين كلفتهم القوات الخاصة ابقاء الصحافيين بعيدين. وتقوم فرق الكوماندوز الاميركية منذ اسبوع بتفتيش المغاور التي كانت تشكل القاعدة السرية لتنظيم القاعدة. وما زالت تبحث عن اية مؤشرات قد تدلها على اثار زعيم القاعدة او على الارجح على جثته في حال قتل خلال القصف. وطلب القائد المحلي حاجي موسى بناء على اوامر القائد حضرة علي حاكم ولاية ننغهار بالوكالة، من فريق اخر من الصحافيين مغادرة قرية اغام بعد ظهر امس. ولم يبق للصحافيين من الان فصاعدا امكانية التنقل سوى في الضواحي الجنوبية لمدينة جلال اباد او الطريق المؤدية الى اغام وتورا بورا. وافادت معلومات تسري منذ عدة ايام هناك عن وصول وشيك لتعزيزات اميركية الى منطقة تورا بورا.

من جهة اخرى، قال برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة امس ان ميليشيات مسلحة تعترض طريق شاحنات تحمل غذاء الى جنوب افغانستان وتفرض اتاوات كي تسمح لها بالمرور وتعرقل توزيع المعونات على الافغان الجوعى. وقال جوردان دي المتحدث باسم البرنامج ان الميليشيا تطلب 100 دولار عن كل شاحنة يؤجرها البرنامج لنقل الغذاء الى مدينة قندهار . واضاف انه بدون دفع هذه «الضريبة» لا يسمح للشاحنات بدخول المدينة. في الوقت نفسه، عقدت الحكومة الانتقالية الجديدة في كابل امس ثاني اجتماع لها امس. ولم ترد تفاصيل على الفور عن الاجتماع لكن حارسا بالقصر الرئاسي الذي توافدت عليه سيارات الوزراء صباح امس قال انهم يصلون لعقد اجتماع حكومي.وعلم ان وزيري الدفاع والداخلية بصدد اعداد تقرير عن الوضع الامني في العاصمة كابل وبقية مناطق البلاد. وسبق ان طلب رئيس الحكومة الانتقالية حميد كرزاي من وزارة الدفاع البدء بتشكيل جيش نظامي يضم عشرات الالاف من المقاتلين من الفصائل التي طالما قسمت افغانستان. ويعمل كرزاي ايضا على ضم آخر المستائين بهدف ضمان استقرار حكومة ائتلافية انتقالية ذات توازن سياسي واثني هش. وبين هؤلاء يندرج اهم قادة الشمال وهو الجنرال الاوزبكي عبد الرشيد دوستم الذي كان وجه انتقادات عديدة لتشكيلة الحكومة غير انه عين الاثنين نائبا لوزير الدفاع. وبدر عن دوستم تحرك رمزي عندما وافق على انضمام مقاتليه الى الجيش الجديد.

وصرح احد قادة المجاهدين الرئيسيين، عطا محمد، ان التجنيد سيتم على اساس تطوعي. وقال «ان انشاء ادارة جديدة سيفتح فصلا جديدا في تاريخنا ويجب بالتالي ان يكون لنا جيش جديد». كما اشار الى الدعم المتزايد الذي يبرز بين المجاهدين لمبدأ جيش مستقل عن اي تاثير سياسي لن يكون له بدوره تاثير على مستوى الحكومة. محذرا من ان البلاد بخلاف ذلك «لن تحظى بحكومة مدنية وديمقراطية». وفي بادرة على الثقة بحكومة حميد كرزاي التي تعمل بتفويض مدته ستة اشهر بدأ اللاجئون الافغان في باكستان في العودة لديارهم باعداد كبيرة من كويتا ومناطق حدودية اخرى عبر بلدة تشامان. وابلغ مسؤول حدودي باكستاني «يوم الثلاثاء وحده عادت 800 اسرة». ويشتري الافغان العائدون اجهزة تلفزيون واطباق استقبال البث الفضائي واجهزة فيديو ويقول تجار ان الاسواق في كويتا وتشامان وسبين بولداك خلت من العديد من هذه الاجهزة وان الاسعار ترتفع بحدة مع زيادة الطلب.