بن لادن يدعو إلى ضربات جديدة لـ«الاقتصاد الأميركي» ويحيي من وصفهم بـ«19 من طلاب الثانويات هزوا عرش أميركا»

TT

دعا زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في شريط فيديو بثته محطة «الجزيرة» القطرية أمس، أتباعه إلى الاجتهاد في البحث عن مفاصل الاقتصاد الأميركي وتوجيه مزيد من الضربات للولايات المتحدة.

وقال بن لادن، الذي بدا إلى جانب رشاشه، إنه «من المهم التركيز على ضرب الاقتصاد الاميركي» الذي يعيش حالة «نزيف مستمر»، لكنه يحتاج الى «ضربات أخرى».

وبدت كلمة زعيم تنظيم «القاعدة» متناقضة حول تبني هجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي في الولايات المتحدة. ففي بداية كلمته، ركز على «الحملة الصليبية الشرسة» التي تشنها الولايات المتحدة في أفغانستان، وأكد ان هذه الضربات «لا تقوم على دليل»، اذ ان هؤلاء «الذين خرجوا لنصرة المستضعفين (المتطوعين العرب الذين شاركوا في الجهاد الأفغاني) لا يعقل ان يذهبوا اليوم لقتل الأبرياء مثلما يزعم الزاعمون»، لكنه في وقت لاحق من كلمته أشار إلى معرفته الدقيقة بمنفذي الهجمات على مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، فقال «إن 19 من طلاب الثانويات هزوا عرش أميركا»، مشيراً إلى ان بينهم 15 من بلاد الحرمين و2 من الامارات، وواحداً من الشام (وذكر زياد الجراح)، وواحداً من ارض الكنانة (وذكر محمد عطا). واضاف ان هؤلاء «بتصرفهم هذا فتحوا باباً عظيماً للخير والحق»، و«قاموا بعمل عظيم جداً وجليل»، كما أنهم «رفعوا رأس المسلمين عالياً وأعطوا أميركا درساً لن تنساه أبداً».

وقال بن لادن ان هجمات 11 سبتمبر كانت «ضربات مباركة ضد الكفر العالمي، ضد رأس الكفر اميركا». ورأى ان تلك الهجمات «ما هي الا رد فعل ضد الظلم الممارس ضد اخواننا في فلسطين والعراق وكشمير وآسام». واضاف ان الذين ادانوا تلك العمليات «نظروا الى الحدث بصفة مستقلة ولم يربطوه بما سبق»، و«كانت نظرتهم قاصرة لا تنطلق من اصل شرعي ولا عقلي».

وتوقع بن لادن ان نهاية الولايات المتحدة صارت قريبة بغض النظر عن مصيره او مستقبل شبكته التي يتزعمها (القاعدة). وقال «بإذن الله نهاية أميركا قريبة، ونهايتها ليست متوقفة على وجود العبد الفقير أسامة قتل أم بقي». وفي ما يلي مقتطفات من الفيديو :.

«اما بعد، فبعد مرور ثلاثة أشهر على الضربات المباركة ضد الكفر العالمي، ضد رأس الكفر أميركا وبعد مرور شهرين تقريبا على الحملة الصليبية الشرسة على الاسلام، يطيب لنا أن نتحدث عن بعض دلالات هذه الأحداث».

«فهذه الأحداث بينت امورا كثيرة في غاية الاهمية للمسلمين، فقد اتضح بجلاء ان الغرب عامة وعلى رأسه اميركا يحمل من الحقد الصليبي على الاسلام ما لا يوصف.

والذين عاشوا هذه الأشهر تحت القصف المتواصل من الطائرات الأميركية بأنواع مختلفة يعلمون ذلك حق العلم».

«ولو كان عند أميركا من الادلة ما يصل إلى درجة اليقين ان الذين قاموا بهذا العمل كانوا ينتسبون إلى اوروبا، كالجيش الايرلندي مثلا، لكان عندها من السبل الكثير لعلاج هذه المشكلة، ولكن لما كان الامر مجرد شبهة تشير إلى العالم الاسلامي فظهر الوجه القبيح الحقيقي وظهر الحقد الصليبي على العالم الاسلامي بوضوح».

«وأحداث 22 جمادى الثاني الموافق الحادي عشر من (ايلول) سبتمبر ما هي إلا رد فعل للظلم المتواصل الذي يمارس على أبنائنا في فلسطين وفي العراق وفي الصومال وفي جنوب السودان وفي غيرها كما في كشمير وآسام. فالأمر يخص الأمة بأسرها فينبغي على الناس أن يستيقظوا من رقادهم وأن يهبوا لإيجاد حل لهذه الكارثة التي تهدد البشر جميعا».

«وأما الذين أدانوا هذه العمليات فهؤلاء نظروا إلى الحدث بصفة مستقلة ولم يربطوه بالأحداث الماضية والأسباب التي أدت إليه، فنظرتهم قاصرة ولا تنطبق ولا تنطلق لا من أصل شرعي ولا من أصل أيضا عقلاني، وإنما رأوا الناس ورأوا أن أميركا والاعلام يذم هذه العمليات فقاموا يذمونها».

«وهؤلاء مثلهم كمثل ذئب رأى حملا فقال لهذا الحمل ـ ولد النعجة ـ أنت الذي عكرت علي الماء في العام الأول. قال يا هذا لست أنا. قال بل أنت. قال انما أنا ولدت في هذا العام. قال إذن أمك التي عكرت علي فأكل هذا الحمل. فما كان من هذه الام المسكينة التي رأت ابنها يمزق بين انياب هذا الذئب الا ان دفعتها عاطفة الأمومة فنطحت هذا الذئب نطحة لا تقدم ولا تؤثر. فصاح الذئب وقال أنظروا إلى هذه الإرهابية. فقام هؤلاء الببغاوات يرددون ما يقول الذئب ويقولون نعم نحن ندين نطح النعجة لهذا الذئب. أين أنتم من أكل الذئب لابن هذه النعجة».

«فكان هذا الرد المبارك بفضل الله سبحانه وتعالى، وهذه الضربات المباركة لها دلالات عظيمة، فقد أوضحت بجلاء أن هذه القوة المتغطرسة المتكبرة هبل العصر أميركا تقوم على قوة اقتصادية عظيمة ولكنها هشة ما أسرع أن تهاوت بفضل الله سبحانه وتعالى».

«فالذين قاموا بالعمل ليسوا تسع عشرة دولة عربية وانما تسعة عشر من طلاب الثانويات ـ أرجو الله سبحانه وتعالى أن يتقبلهم ـ هزوا عرش أميركا وضربوا الاقتصاد الأميركي في صميم فؤاده وضربوا أكبر قوة عسكرية في عمق قلبها بفضل الله سبحانه وتعالى».

«فهنا دلالة واضحة على ان هذا الاقتصاد العالمي الربوي الممحوق الذي تستخدمه اميركا مع قوتها العسكرية لفرض الكفر والاذلال على الشعوب المستضعفة يمكن بسهولة ان يتهاوى، فتلك الضربات المباركة قد ألحقت بأميركا باعترافهم هم في أسواق نيويوك وفي غيرها، أكثر من تريليون دولار خسارة بفضل الله سبحانه وتعالى، وبامكانيات بسيطة استخدموا طائرات العدو ودرسوا في مدارس العدو فلم يحتاجوا إلى معسكرات تدريب وإنما فتح الله عليهم وأعطوا هذا الدرس القاسي لتلك الشعوب المتكبرة التي لا ترى للحرية معنى إلا أن تكون للجنس الأبيض. وأما الشعوب الأخرى فيروا أنها ينبغي أن تكون ذليلة مستعبدة لا يحركون ساكنا بل يصفقون لرؤسائهم عندما يضربوننا كما حصل من قبل في العراق».

«فأقول ان القوة العسكرية الأميركية وإن اظهرت اميركا استعراضها لهذه القوة في افغانستان في الفترة الأخيرة وصبت جام غضبها على هؤلاء المستضعفين، فقد أخذنا بفضل الله سبحانه وتعالى دروسا عظيمة ومهمة في كيفية مقاومة هذه القوة المتكبرة».

«فعلى سبيل المثال لو أن خط الجبهة مع العدو يبلغ في طوله مائة كيلومتر فينبغي أن يكون هذا الخط عريضا بمعنى لا نكتفي بخط دفاع بعمق أو بعرض مائة متر او مائتي متر او 300 متر بل ينبغي ان يعرض هذا الخط إلى عدة كيلومترات وتحفر الخنادق على طول الجبهة وعلى عرضها، فكثافة القصف الأميركي تستنزف قبل أن تصل إلى نهاية تدمير هذه الخطوط وتكون هناك قوات خفيفة وسريعة للحركة من خط إلى خط ومن حزمة دفاعية إلى حزمة دفاعية».

«فاستفدنا من هذا بعد القصف الكثيف الذي مارسه الاميركان على خطوط الشمال وعلى خطوط كابل، فبهذه الطريقة تمر السنوات ولا تستطيع اميركا باذن الله سبحانه وتعالى أن تكسر خطوط المجاهدين».

«من جهة أخرى كما هو معلوم ان القتال لا بد له من عنصرين: عنصر الانفس المقاتلة وعنصر المال مثل شراء السلاح. وهذا الأمر مؤكد في كتاب الله سبحانه وتعالى، كما قال سبحانه وتعالى في آيات كثيرة يؤكد على هذا المعنى منها قوله سبحانه وتعالى «إن الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة».

«فبالمال والنفس. فالقاعدة العسكرية الأميركية وإن كانت المسافة بيننا وبينها بعيدة جدا وأسلحتنا لا تصل إلى طائراتهم فبالامكان بواسطة الخطوط الدفاعية العريضة امتصاص هذه الضربات، وطريقة أخرى ضرب القاعدة الاقتصادية التي هي أساس للقاعدة العسكرية فاذا انتهى اقتصادهم شغلوا بأنفسهم عن استعباد الشعوب المستضعفة».

«فاقول من المهم جدا التركيز على ضرب الاقتصاد الأميركي بكل وسيلة ممكنة.

وهؤلاء الذين يدعون الإنسانية ويدعون الحرية رأينا هنا إجرامهم الحقيقي، فالانسان تكفيه شظية وزيادة عليه، تكفيه شظية وزيادة عليه وزنها سبعة غرامات، فاميركا من حقدها على هؤلاء الطالبان ومن حقدها على المسلمين كانت ترمي على اخواننا في الخطوط قذائف تصل القذيفة الواحدة إلى سبعة أطنان، يا أهل الحساب يعني سبعة آلاف كيلو يعني تساوي سبعة ملايين جرام بينما يكفي الإنسان سبعة غرامات وزيادة عليه».

«وعندما فجر الشباب ـ نرجو الله أن يتقبلهم شهداء ـ في نيروبي أقل من اثنين طن قالت اميركا هذا ضرب ارهابي وهذا سلاح تدمير شامل، وأما هي تستخدم قذيفتين كل قذيفة سبعة ملايين غرام فهذا لا حرج فيه». «ويطلع علينا وزير الدفاع بعد أن قصفوا قرى بكاملها بدون سبب وانما من أجل ارهاب الناس وجعل الناس يخافون من استضافة العرب أو الاقتراب منهم، طلع وزير الدفاع وقال هذا من حقنا، من حقهم أن يبيدوا الشعوب طالما انها مسلمة وطالما انها غير اميركية. هذا هو الاجرام بعينه واضح بين وكل ما تسمعون من قولهم انه خطأ هذا من الكذب الواضح البين. «فقبل أيام ضربوا، كما زعموا مواقع للقاعدة في خوست وأرسلوا قذيفة موجهة على مسجد قالوا وقعت بالخطأ. وبعد التحري اتضح أن العلماء في خوست كانوا يصلون صلاة التراويح وكان عندهم اجتماع بعد صلاة التراويح مع البطل المجاهد الشيخ جلال الدين حقاني الذي كان أحد أبرز قيادات الجهاد السابق ضد الاتحاد السوفياتي والذي رفض هذا الاحتلال الأميركي على أرض أفغانستان. فقصفوا المسجد والمسلمون في الصلاة فقتل منهم مائة وخمسون ولا حول ولا قوة إلا بالله وسلم الشيخ جلال نرجو الله أن يبارك في عمره».

«هذا هو الحقد الصليبي، فلينتبه الذين يرددون الكلام دون ان ينتبهوا إلى عواهنه ويقولون نحن ندين الإرهاب. نحن إرهابنا ضد أميركا هو ارهاب محمود لدفع الظالم عن ظلمه لكي ترفع أميركا دعمها عن إسرائيل التي تقتل أبناءنا، والامر واضح بين ألا تعقلون؟».

«فالحديث يطول معنا عن هذه الاحداث العظام. ولكنني اختصر كلامي واركز على اهمية استمرار العمل الجهادي ضد اميركا عسكريا واقتصاديا، وان اميركا قد تراجعت بفضل الله سبحانه وتعالى وان النزيف الاقتصادي مستمر الى اليوم ولكن يحتاج إلى ضربات اخرى وان يجتهد الشباب في البحث عن مفاصل الاقتصاد الأميركي ويضرب العدو في مفاصله بإذنه سبحانه وتعالى». «وقبل ذلك اؤكد على نقطة، ان هذه المعارك التي تقوم اليوم في افغانستان على مدار الساعة على المجاهدين العرب خاصة والطالبان، اظهرت بوضوح مدى عجز الحكومة الأميركية ومدى الضعف الاميركي ومدى هشاشة الجندي الاميركي».

«فرغم التطور الهائل في التكنولوجيا العسكرية لم يستطيعوا ان يحدثوا شيئا إلا باعتمادهم على المرتدين وعلى المنافقين. فما هو الفرق اليوم بين بابراك كرمل الذي جاء بالروس لاحتلال بلاده وبين الرئيس المخلوع برهان الدين (رباني) ـ والدين منه بريء ـ أي فرق بين الاثنين؟ هذا جاء بالروس لاحتلال ارض الإسلام وهذا جاء بالاميركان لاحتلال ارض الاسلام. فهذا يدل كما ذكرت بوضوح على ضعف الجندي الاميركي بفضل الله سبحانه وتعالى فينبغي ان تغتنم الفرصة ويواصل الشباب الجهاد والعمل ضد الاميركان».