جماعة أصولية باكستانية تنفي لجوء بن لادن إلى مناطق نفوذها

TT

نفت جماعة اصولية باكستانية تصريحات ادلى بها مسؤول في الحكومة الانتقالية الافغانية امس قال فيها ان الجماعة تؤوي زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في معقلها في منطقة الحدود الشمالية الغربية المتاخمة لافغانستان. وقال متحدث باسم «جماعة علماء الاسلام» المعروفة بصلاتها القوية مع حركة طالبان ان هذه التصريحات «لا اساس لها من الصحة». من ناحية ثانية، وفيما اعلنت الحكومة الانتقالية الجديدة في كابل امس ان الحرب الاميركية في افغانستان قضت على قواعد القاعدة وليس قيادتها، نفت القوات الافغانية المناوئة لحركة طالبان ما ذكرته مصادر اميركية عن ان الافغان مترددون في تفتيش جبال تورا بورا في شرق افغانستان بحثا عن بن لادن، وذكرت القوات الافغانية مجددا انه لم يبق للقاعدة وجود في المنطقة. وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الافغانية محمد هابيل قد اعلن امس ان بن لادن مختبئ في باكستان تحت حماية أنصار زعيم جماعة علماء الاسلام مولانا فضل الرحمن. واضاف «انه يعيش في مناطق تخضع لنفوذ وسيطرة انصار فضل الرحمن. لا استطيع ان افصح عن المصادر التي تلقينا منها هذه المعلومات». وتابع «بن لادن ورجاله لم يعودوا هنا (في افغانستان)». الا ان المتحدث باسم الجماعة رياض دوراني نفى ذلك وقال «نحن نؤيد طالبان ولكن لم تكن لنا اية اتصالات اطلاقا مع اسامة بن لادن». واضاف «مولانا فضل الرحمن محتجز في منزله منذ ثلاثة اشهر فكيف يمكن له ولحزبه ان يقوم بعمل كهذا؟». الى ذلك، اكد وزير الداخلية الافغاني يونس قانوني امس ان الحرب التي شنتها الولايات المتحدة أدت الى القضاء على عناصر شبكة بن لادن لكن قيادة تنظيم القاعدة نجت من القصف. وقال «القاعدة فقدت قاعدتها لكن قيادتها سلمت. القاعدة شبكة شديدة الخطورة». واضاف ان القضاء على القاعدة يتطلب «مواصلة الحملة التي يخوضها التحالف المناهض للارهاب». من ناحية ثانية، وردا على تصريح مسؤول عسكري اميركي كبير اول من امس بأن القوات المناوئة لطالبان مترددة في العودة الى تورا بورا باعداد كبيرة وتشعر بأن مهمتها اكتملت، قال حضرة علي، قائد ادارة الشرطة في اقليم ننغارهار الشرقي وأحد ثلاثة قادة رئيسيين مناوئين لطالبان يوجهون العمليات في تورا بورا اثناء القصف الاميركي، ان قواته ما زالت تشارك في العمليات.

واضاف حضرة علي «الانباء عن ان رجالنا غادروا تورا بورا غير صحيحة». وتابع «بقدر ما نعلم فلم يتبق مقاتل واحد من القاعدة».

من جهة اخرى، قالت مصادر على حدود باكستان امس ان ما لا يقل عن 40 شخصا قتلوا وجرح 60 آخرون ودمر 25 منزلا حين قصفت طائرات اميركية الليلة قبل الماضية قرية في ولاية بشرق افغانستان. ونقل احد المصادر عن شهود عيان قولهم «الهجوم حدث والناس نيام» في قرية ناقه في ولاية بكتيكا. وقالت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية التي تتخذ من باكستان مقرا لها ان من بين المنازل التي دمرت منزل مولاي طه احد قادة حركة طالبان. وقال شهود عيان ان قائد طالبان لم يكن موجودا بالمنزل وقت القصف. وقال سكان القرية انهم لا يعرفون سببا لتعرضهم للقصف الاميركي قائلين ان المنطقة لا يوجد بها اعضاء من تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن. ونقلت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية عن احد سكان القرية قوله «لا اسامة ولا اي اجنبي اخر موجود في قريتنا». وافادت بأن ان غالبية الضحايا هم من النساء والاطفال. ولم يتسن الحصول على الفور على تأكيد للغارة من مصادر اخرى. يذكر ان الطائرات الاميركية قصفت الاسبوع الماضي قافلة في ولاية باكتيا اكدت واشنطن انها كانت تضم عناصر من طالبان القاعدة. وقد قتل اكثر من 65 شخصا في تلك الغارة. واكد امس وفد من هذه المنطقة جاء الى كابل ان القافلة التي قصفت في 20 ديسمبر ( كانون الاول) من قبل الاميركيين في شرق افغانستان كانت تضم فقط مقاتلين قدامى وشخصيات محلية بينهم عناصر سابقون من طالبان ولكن لا وجود لانصار بن لادن فيها. وقال الوفد من مجلس شورى بكتيكا (مجلس يضم اعيان الولاية) ان القافلة كانت متوجهة الى كابل لحضور حفل تنصيب الحكومة الجديدة عندما اجبرها قطاع طرق على تحويل مسارها قبل تعرضها لقصف الطيران الاميركي على بعد نحو 20 كيلومترا الى جنوب مدينة غارديز. واوضح المتحدث باسم مجلس الشورى عبد الحكيم منيب في مؤتمر صحافي امس ان «مجلس شورى خوست اخطر الاميركيين وكذلك (رئيس الحكومة حميد) كرزاي بتغيير طريق (القافلة) لكن شقيقه هو الذي رد» ولم يمنع القصف الذي اسفر عن سقوط 65 قتيلا و40 جريحا بينهم قرويون من المنطقة. ورفضت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) فرضية ان يكون القصف ناجما عن خطأ. وقالت انه استهدف عناصر من القاعدة. واكد منيب انه «لم يكن هناك عناصر من القاعدة في القافلة. اولئك الناس كانوا متوجهين الى كابل لتهنئة رئيس الحكومة» حميد كرزاي. وفي عداد الشخصيات التي كانت في القافلة عناصر سابقة في طالبان كما اضاف المتحدث الذي كان نائبا لوزير الاتصالات والحدود في ظل نظام طالبان. وقال منيب «بعض الذين كانوا في القافلة كانوا بالامس مع الطالبان، وانا كنت مع طالبان، لكننا رفضنا على الدوام الارهاب واليوم نحن ندعم كل من يعمل على منع تفكك افغانستان». واضاف منيب ان كرزاي «وعد بطلب وقف القصف الاميركي». وتابع «قال انه شكل فريقا للتحقق من الواقعة والبحث عن المتسببين فيها». وقال سكان من المنطقة ان اعداء بعض الافراد في القافلة ربما قدموا معلومات عن خط سيرها لوزارة الدفاع الاميركية فارسلت طائراتها لقصفها. وقد التقى وفد الشورى المؤلف من نحو 30 من المقاتلين السابقين وزعماء القبائل مساء اول من امس كرزاي. كما عبر عن دعمه للادارة الجديدة وقدم اليها عددا من المطالب لتقاسم السلطة واتخاذ تدابير اقتصادية.