فوز بن اليعزر يحسم الصراع في حزب العمل الإسرائيلي مؤقتا لصالح اليمين

وجود جنرال الاحتياط على رأس «العمل» سيطيل عمر الحكومة الائتلافية حتى انتهاء فترتها القانونية

TT

فاز بنيامين (فؤاد) بن اليعزر الجنرال السابق في احتياط الجيش الاسرائيلي وزير الدفاع في الحكومة الائتلافية الحالية برئاسة ارييل شارون بزعامة حزب العمل.

وجاء فوز بن اليعزر بعد جولة ثانية من الانتخابات داخل حزب العمل قاطعها الاعضاء الدروز في الحزب الذين اعطوا في الانتخابات الاولى اصواتهم لمنافسه وممثل اليسار في الحزب رئيس الكنيست ابراهام بورغ.

وكان بورغ قد فاز في انتخابات سبتمبر (ايلول) الماضي على بن اليعزر ببضع مئات من الاصوات. غير ان بن اليعزر رفض الاعتراف بالهزيمة، وشكك في نتائج الانتخابات في بعض المناطق التي كانت بغالبيتها درزية واعترض على حوالي 31 صندوقا. وحدا ذلك ببورغ الى الاعتراض على الانتخابات في مناطق فاز بها بن اليعزر الامر الذي ادى الى موافقة اللجنة الدستورية في الحزب، على اعادة الانتخابات في حوالي 50 منطقة. ونتيجة لهذه الاتهامات قررت قيادة الدروز مقاطعة الانتخابات فجاءت هذه المقاطعة لصالح بن اليعزر وعلى حساب بورغ المعتدل.

وبفوز بن اليعزر الذي يعتبر من الصقور في حزب العمل ويجسد التيار اليميني فيه، تكون الكفة في حزب العمل قد رجحت الى حين، لصالح اليمين. ويعتبر بن اليعزر من المقربين لزعيم الليكود اليميني شارون ويؤيد البقاء في الحكومة الائتلافية. وبفوزه يضمن شارون بقاء حكومته الائتلافية حتى انتهاء فترتها القانونية اذا لم تقع اي مفاجآت.

وبن اليعزر هو كرئيسه في الحكومة وضع لدى توليه منصب وزير الدفاع في مارس (اذار) الماضي، قضية اعادة الامن على رأس سلم اولوياته والمح بانه سيستخدم القبضة الحديدية في التعامل مع الانتفاضة الفلسطينية ونشطائها. وقرن القول بالفعل اذ بلغ عدد قتلى الانتفاضة في عهده اضعافا وتوغلت الدبابات وقوات الاحتلال الاسرائيلي في المدن والمناطق الفلسطينية وجرت اعادة احتلال المدن الرئيسية بعد اغتيال وزير السياحة رحبعام زئيفي ردا على اغتيال الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ابو علي مصطفى. وفي عهده ايضا جرى رفع مستوى الاغتيال السياسي وتضاعفت عمليات الاغتيال، واستخدمت مقاتلات من طراز اف 16 ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وبن اليعزر مثله مثل رئيسه شارون، يرفض التفاوض مع الفلسطينيين قبل وقف اعمال العنف تماما. وهو يؤيد قرار اعتبار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات «خارج اللعبة» وزاد على ذلك بالقول ان «ياسر عرفات انهى دوره التاريخي».

وفي ما يلي لمحة عن حياة فؤاد بن اليعزر الذي سيجد خصوما اشداء في قيادة الحزب الذي انهارت شعبيته على نحو غير مسبوق بعد الهزيمة التي الحقها شارون بزعيمه السابق باراك.

ـ مكان الولادة: العراق.

ـ تاريخ الولادة: 12 فبراير (شباط) 1936 الاقامة: مستوطنة ريشون ليتسيون بين يافا/ تل ابيب والرملة وسط اسرائيل. وهي اول مستوطنة يهودية في فلسطين يقيمها المؤتمر الصهيوني العالمي الاول في بازل عام .1897 ـ الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه 5 اطفال.

ـ هاجر الى اسرائيل عام 1950 بينما كان في حوالي الرابعة عشرة من العمر.

ـ التعليم: خريج اكاديمية الامن القومي.

ـ الرتبة العسكرية: جنرال في الاحتياط.

ـ اللغات: يتحدث العبرية والعربية والانجليزية بطلاقة.

ـ وظل في السلك العسكري الى حين انخراطه في العمل السياسي عام .1984 ـ كلف بشؤون الارتباط مع اول حلفاء مسيحيين لاسرائيل في لبنان عام 1976 وكان احد مهندسي التدخل العسكري في لبنان الذي ادى الى اجتياح هذا البلد في الثاني من يونيو (حزيران) .1982 وظل معارضا للانسحاب الاحادي الجانب من لبنان.

ـ عضوية الكنيست: عضو في الكنيست منذ عام 1984 واحتفظ بمقعده فيه حتى الان. ودخل الكنيست لاول مرة ممثلا عن حزب «يحاد» وهو حزب وسط اليمين اسسه الرئيس الاسرائيلي السابق عيزر فايتسمان بعد انشقاقه عن الليكود في مطلع الثمانينات. ومن ثم عن حزب المعراخ (تحالف حزب العمل مع حزب ميرتس اليساري) ومن ثم عن حزب العمل اخيرا ممثلا عن حزب اسرائيل واحدة بزعامة باراك (تحالف حزب العمل مع حزب ميماد الديني المعتدل وحزب غيشر الذي يتزعمه ديفيد ليفي). وشارك في عضوية لجنة الخارجية والامن معظم الوقت.

ـ شغل منصب وزير الاسكان والاعمار في حكومة اسحق رابين من 1992 ـ .1995 ـ شغل نفس المنصب في الحكومة التي شكلها شيمعون بيريس خلفا لحكومة رابين الذي اغتيل في تل ابيب في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 1995 على يد يهودي يميني متطرف.

ـ شغل منصب منسق النشطات في الضفة الغربية اي منصب الحاكم العسكري لها.

ـ كتب العديد من المقالات في الصحافة الاسرائيلية.

وقال بن اليعزر عقب اختياره وزيرا للدفاع في الحكومة الائتلافية ان مهمته الاساسية في وزارة الدفاع ستكون «جعل الفلسطينيين يقتنعون باسرع وقت ممكن بأن طريق العنف لن يفيدهم بشيء وان ساحة المعركة الوحيدة المجدية هي ساحة المفاوضات».

وردا على سؤال ان كان كلامه تهديدا مبطناً قال «كنت اول وزير اسرائيلي يسافر الى تونس لمقابلة ياسر عرفات (سنة 1994). دوري في عملية السلام والسعي لانجاحها معروف لدى الجميع. ولكن الفلسطينيين اختاروا طريق الحرب منذ سبتمبر (ايلول) الماضي ويجب ان يفهموا اولا ان هذا الطريق سيعود عليهم بالخسارة فقط».

واعلن بن اليعزر انه يرفض اجراء مفاوضات مع استمرار اطلاق النار. وقال انه في حال استمرار التوتر فانه سيغير توجه المعركة. واضاف «انا لن امارس عقوبات جماعية وسأعرف كيف اصل الى الارهابيين فردا فردا بدون مضايقة الشعب الفلسطيني الذي بغالبيته الساحقة يريد السلام». غير ان العقوبات الجماعية تضاعفت في ايامه كما زادت معاناة الفلسطينيين في الضفة والقطاع.