إسرائيل تتراجع عن تفاهم بيريس ـ قريع وتتهم عرفات بمواصلة دعم الإرهاب

TT

في الوقت الذي اعلنت فيه السلطة الوطنية الفلسطينية، امس نيتها الاستمرار في التفاوض مع اسرائيل حول تفاهم شيمعون بيريس وزير الخارجية الاسرائيلي، واحمد قريع (ابو علاء) رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، اعلن رئيس الحكومة ارييل شارون، ان هناك اشكالات عديدة في هذا التفاهم وانه يحتاج الى جهود كبيرة وتغييرات جذرية حتى يصبح صالحا للتفاوض.

وقال شارون ان فكرة قيام الدولة الفلسطينية، حتى ولو بشكل جزئي لم تبحث بعد في الحكومة الاسرائيلية ولم يتخذ بشأنها قرارات، «ولهذا فانها مجرد وهم».

وأثار هذا الموقف الاستهجان، اذ انه يشكل التناقض الثالث في اقوال شارون خلال اقل من اسبوع. فالمعروف انه عند انكشاف أمر تفاهم بيريس ـ قريع اعلن شارون انه لم يكن على علم بذلك وان مضمون هذا التفاهم خطير. واحتج بيريس على ذلك وهدد بالانسحاب من الحكومة، فتراجع شارون واصدر بيانا ثانيا قال فيه انه كان على علم باتصالات بيريس ـ ابو علاء وغيره من القادة الفلسطينيين، وان هذه المحادثات تشمل وقف اطلاق النار والتحريض وتمهد لمفاوضات سياسية.

عندئذ هدد اليمين المتطرف بالانسحاب من الحكومة طالبا رفض تفاهم بيريس ـ قريع. فجاء التعديل الثالث المذكور اعلاه.

ويعزو المراقبون هذا التراجع الى نتائج انتخابات حزب العمل التي اسفرت عن فوز بنيامين بن اليعزر برئاسته وهو المعروف بتمسكه بحكومة الوحدة مع شارون في اي ظرف.

ويتماشى تراجع شارون مع الاتهام الخطير الذي وجهه رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي الميجر جنرال عاموس مالكا امس، وقال فيه ان التحقيقات التي اجريت تحت اشرافه اثبتت بشكل قاطع ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، لم يتوصل بعد الى القناعة بضرورة التوصل الى حل مع اسرائيل. وقال مالكا في حفل وداع اجري له في وزارة الدفاع في تل ابيب، بمناسبة انتهاء وظيفته «ان عرفات ما زال يحلم بحل متطرف يهدد اسرائيل»، وانه «لم يتخذ اجراءات حقيقية لتصفية البنية التحتية للارهاب انما عقد هدفا مع «حماس» و«الجهاد الاسلامي» لوقف العمليات داخل اسرائيل فقط ولفترة مؤقتة».

يذكر ان مالكا هو مرشح وزير الدفاع بن اليعزر ليخلف رئيس اركان الجيش شاؤول موفاز، في ابريل (نيسان) المقبل. وحل محله في رئاسة الاستخبارات الميجر جنرال اهارون زئيفي.