سعوديون مفرج عنهم يروون لـ«الشرق الأوسط» تجربة الاحتجاز في أميركا

شكاوى كيدية وراء الاعتقال.. وتأخر العودة بسبب قرار يمنع الدخول 5 سنوات * الحبسي: ما حدث يعادل صدمة في شخص عزيز

TT

روى سعوديون افرج عنهم اخيرا في الولايات المتحدة بعد احتجازهم عقب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) الماضي تجربتهم وما تعرضوا له هناك، مشبهين ما حدث من قبل السلطات الأميركية بأنه يعادل صدمة حقيقية في شخص عزيز. وشرح السعودي عصام عوض الحبسي (27 عاما) في خطاب اعده من خمس اوراق شرح فيه ظروف اعتقاله، قائلا انها جاءت مبنية على شكوى كيدية من قبل احد الموظفين في الجامعة التي كان يدرس فيها علوم الكومبيوتر للعام الثاني على التوالي. من جانبها، قالت أسرة السعودي عبد الرحمن القرشي انها لم تعتقد في يوم من الايام ان ابنها يمكن ان يعتقل، خصوصا في أميركا. وقالت احسان شقيقة عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، ان شقيقها كان يروي لهم غرامه بطابع الحياة الأميركية، ومدى حفظ حقوق الفرد فوق الاراضي الأميركية.. «كل ذلك جعلنا في المنزل لا نتصور ان يقع عبد الرحمن فريسة للاشتباه فيه ثم الاعتقال هناك». وكانت السفارة السعودية في واشنطن قد اعلنت عن اطلاق سراح 22 سعوديا اعتقلتهم السلطات الأميركية عقب الانفجارات. واوضحت في بيانها الاخير الذيي حمل نبأ افراج 12 منهم، ان معظم رعاياها المعتقلين كانوا قد ارتكبوا مخالفات نظام الاقامة او مخالفات اخرى صغيرة، في حين شدد البيان الذي جاء على لسان الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة على حث السعوديين الابلاغ عن أي حالة يتعرضون فيها للاهانة العنصرية او التعذيب. واكد الأمير في بيانه ان السفارة تقوم بدور فعال في هذا الاتجاه، مع الجهات المسؤولة في أميركا.

ووفقا لتقديرات أحمد القطان مدير مكتب سفير الرياض في واشنطن، فان عدد السعوديين الذين اعتقلوا في اميركا 173 مواطنا ما يزال 54 منهم قيد التحقيق، فيما اكدت مصادر السفارة ان لديها جيشا من المحامين المكلفين بالترافع عن أي معتقل سعودي فور إخطار المكتب المخصص لهذا الغرض من قبل السفارة.

وقال عصام الذي اعتقل صباح 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي حول غرفة العمليات التي شكلها الأمير بندر بن سلطان في مبنى السفارة ومثلها في القنصليات لتلقي معلومات القبض على سعوديين، «لم اتمكن من الاتصال بهذا المكتب لحظة اعتقالي لأنها حدثت بغتة، حيث كنت في الفصل الدراسي في حرم جامعة جنوب غرب ولاية ميسوري في مدينة سبرينغ فيلد ودخل صباحا اثنان من افراد الشرطة يحملان معهما كمية من الاصفاد لم ار مثلها حتى في الافلام الأميركية. وخلال يومين من الاستجواب المتواصل عن كل شاردة وواردة في حياتي وعلاقاتي واهتماماتي، تم السماح لي باجراء اتصال اخترت ان يكون مع زملائي السعوديين، حيث قاموا بدورهم بالاتصال بالمكتب المخصص لتلقي مثل هذه المعلومات».

ونفى عصام ان يكون قد تعامل بفظاظة مع القنصل الاميركي في جدة عندما التقاه أول من امس ليقدم له مستندات اثبات مغادرته أميركا ووصوله الى بلاده حينما دعاه القنصل لتجديد استمارة الحصول على تأشيرة دخول الولايات المتحدة من دون عوائق، قائلا: «قلت للقنصل بعد كل ما تعرضت له من اهانات متكررة معظم فترات اعتقالي الذي جاء اصلا انطلاقا من شكوى كيدية من قبل مكتب الطلبة الاجانب في الجامعة، تريدني ان اعود. أنا محبط ومحطم معنويا مما حدث لي داخل بلادكم».

وفي الوقت الذي يستعد فيه نحو 15 من السعوديين الذين تم الافراج عنهم اخيرا مغادرة الولايات المتحدة فور انهاء اجراءاتهم القانونية، اوضح عصام الذي خاض هذه التجربة ان الاجراءات القانونية عقب الافراج عن أي معتقل تتمثل في مراجعة بعض دوائر الهجرة لاستخراج مستندات معينة تؤكد مغادرة الشخص لأميركا، وبعض تلك المستندات هي عبارة عن اقرار يتيح للسلطات الأميركية رفض دخول الشخص المعني الى اراضيها طيلة خمس سنوات «ومن هذا الباب يحدث التأخير حيث ان هناك سعوديين لا يريدون التوقيع على مثل هذا الاقرار، وبالتالي فهم يواصلون عبر المحامي شرح مواقفهم لتخفيف هذا الاجراء، واستبدال اجراء آخر به كالذي حصلت عليه وهو اشعار بمغادرة أميركا خلال شهر، على ان يتم تقديم هذا الاشعار لاقرب قنصلية في بلادي فور وصولي اليها، وعلى ضوء تلك الخطوات يتم السماح للسعودي بأن يعود الى أميركا حسب تقدير القنصلية او السفارة في الرياض».