النيابة المصرية تحقق خلال أيام مع أصولي من «الجهاد» سلمته السويد

TT

فيما تبدأ نيابة أمن الدولة العليا بمصر خلال أيام تحقيقاتها مع الأصولي المصري محمد محمد سليمان ابراهيم المنتمي لتنظيم «الجهاد» الذي يقوده أيمن الظواهري الحليف الأول لأسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة» بعد أن تسلمته مصر من السويد الاسبوع الماضي، يودع محامي الجماعات الاسلامية بمصر منتصر الزيات توكيلا عن المتهم أمام نيابة أمن الدولة لعدم اجراء أية تحقيقات مع موكله إلا في وجوده.

ومن جانبه نفى محمد سليمان ابراهيم والد الأصولي المصري في مقابلة مع «الشرق الأوسط» علمه بانضمام نجله الى تنظيم «الجهاد» وقال ان أنباء نجله ظلت متقطعة تماماً لنحو ثماني سنوات متصلة منذ سفره من مصر ولم يعاود الاتصال بهم إلا خلال العامين الماضيين، مشيراً الى ان صفات ابنه تؤكد قناعته بأنه لا ينتمي لأية تنظيمات أو جماعات.

وأضاف والد الاصولي المصري (53 عاماً) الذي ينتمي لقرية السماعنة بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية ان محمد هو أكبر أولاده ويبلغ 32 عاماً وانه له خمسة أشقاء آخرين هم على الترتيب سليمان، واحمد، وابراهيم، وعائشة، وشيماء، وان نجله غير متزوج وكان مدرساً في كلية العلوم بجامعة الزقازيق ويسافر كل عام في فترة الاجازة الدراسية الى الاردن للعمل هناك، ثم يعود مع حلول موعد بدء العام الدراسي الجديد.

ويوضح والد الأصولي الذي يعمل في الزراعة ان نجله بعد وصوله الى السنة النهائية بكلية العلوم في مطلع التسعينات سافر من مصر ولم يعد بعد ذلك نهائياً وان عائلته ظلت لنحو ثماني سنوات لا تعلم عنه شيئاً على الاطلاق لانه لم يقم بالاتصال بهم هاتفياً أو ارسال أية خطابات أو معلومات عنه، مشيراً الى انه منذ عامين تقريبا بدأ يتصل بهم من السويد على فترات متباعدة ولم يرسل لهم خلال سفره إلا ثلاث حوالات مصرفية قيمة كل منهم لا تزيد على 50 دولاراً.

واكد والد الأصولي انه لا يعلم شيئاً تفصيلياً عن نجله ولا أين أقام، ولكنه بعد فترة انقطاعه كان يريد الحصول على أوراقه الدراسية لاستكمال عامه النهائي بالجامعة، موضحاً ان سلطات الأمن التي دأبت على تفتيش منزلهم صادرت جميع الأوراق الخاصة بنجله مما صعب من تنفيذ رغباته، وهو ما دعا محاميه منتصر الزيات لاقامة دعوى للحصول على أوراق رسمية لنجله لارسالها له.

وقال محمد سليمان ابراهيم ان نجله انسان هادئ ومتدين واضاف «كان يهتم بدراسته وأصبح من المتفوقين رغم الظروف المادية الصعبة التي نعيشها والتي فرضت علينا عدم إدخال أي من أخوته الى المراحل الدراسية»، موضحاً ان نجله لم يسبق القبض عليه اطلاقاً أثناء وجوده في مصر وقبل سفره.

وقال والد الأصولي انهم علموا بنبأ تسليم نجله الى السلطات المصرية من الصحف والاذاعات، مما دفعهم الى المسارعة للقاء محاميه منتصر الزيات لمعرفة موقفه، مشيراً الى انهم أسرة بسيطة ليست لها تطلعات على أي نحو ولا تعرف أياً من هذه الجماعات التي يتحدث عنها الناس، ولافتاً الى زوجته منذ علمت بنبأ القبض على نجلها أصبحت شبه فاقدة لبصرها من كثرة البكاء عليه.

ومحمد محمد سليمان ابراهيم ينتمي الى محافظة الشرقية وهو محسوب على تنظيم «الجهاد» المصري الذي يقوده أيمن الظواهري حليف اسامة بن لادن، ولم يسبق اتهامه في أي من قضايا الأصوليين في مصر قبل سفره ولكن ورد اسمه بعد ذلك في القضية رقم 718 حصر أمن الدولة العليا والتي تضم نحو مائة أصولي بينهم عدد من الأصوليين الذين تسلمتهم مصر منذ عام 1996 من جنوب افريقيا واليمن وباكستان وبعض الدول العربية في أعقاب حادث تفجير السفارة المصرية في باكستان عام 1995 والذي نسب تنفيذه لتنظيم «الجهاد».