التجمع السوداني المعارض يتبنى خطة جديدة لحل سياسي شامل ويعبر عن استيائه من تصريحات وزير الخارجية المصري

TT

قالت مصادر سودانية مطلعة ان التجمع الوطني الديمقراطي (تحالف المعارضة) قرر خلال اجتماعه أول من امس تبني خطة جديدة لاحلال السلام في السودان، وقالت المصادر التي رفضت تعريفها ان الخطة تتضمن مقترحات جديدة بشأن العملية السلمية لتجاوز الجمود في كل المبادرات المطروحة في الساحة. واشارت الى ان التجمع الوطني سيقدم هذا المقترح خلال اليومين القادمين من خلال صيغة جديدة لقيام مشروع وطني لبناء السودان الجديد. وعبرت المعارضة عن استيائها وخيبة املها من التصريحات التي اطلقها وزير الخارجية المصري أحمد ماهر والتي رفض فيها امكانية التدخل للسماح لاثنين من قيادات تجمع المعارضة السودانية في الداخل لحضور اجتماعات تتعلق بالمبادرة المشتركة في القاهرة، واصفا الامر بأنه «شأن سوداني». وقالت مصادر سودانية قريبة من تجمع المعارضة السودانية ان قيادات في المعارضة اعتبرت تصريحات ماهر مخيبة لتطلعات قيادات التجمع وقضت على أي آمال في المحاولات الجارية لالغاء قرار الحظر.

وقالت المصادر ان هذه التصريحات لم تجد الارتياح في اوساط المعارضة السودانية. الا ان الفريق عبد الرحمن سعيد نائب رئيس التجمع السوداني المعارض ورئيس اللجنة الخماسية اكد ان هذه التصريحات لم تنعكس سلبا على علاقات التجمع ولجنة المبادرة المشتركة. وقال سعيد لـ «الشرق الأوسط» ان هناك جهودا عبر وسائل عديدة للضغط على حكومة الخرطوم لحل هذه المشكلة، مشيرا الى ان هناك ثقة متبادلة بين التجمع ودولتي المبادرة واضاف «لكننا كنا نأمل بالفعل في تدخل دولتي المبادرة خاصة ان الاجتماعات التي يفترض ان يشارك فيها العضوان تتعلق ببناء الارضية الاساسية لحوار جاد ومسؤول وصولا للحل السياسي. مؤكدا على جدية طرفي المبادرة لحل المشكلة. وقال سعيد حول اجتماعات قادة المنظمة الحكومية للتنمية ومكافحة التصحر لدول شرق أفريقيا (ايقاد) المقبلة في الخرطوم واللقاء الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والسودان على هامش القمة، «اننا نطالب ببحث العقبات التي تضعها حكومة الخرطوم من حين الى آخر لعرقلة جهود الحل السياسي وازالتها، بالاضافة الى بحث قضية منبر واحد للتفاوض من خلال توحيد المبادرات الاقليمية». واشار سعيد الى ان لقاءات الوزراء الثلاثة لا تتضمن دائما وجهة نظر التجمع لانها تضم طرفا واحدا من اطراف النزاع السوداني وهي الحكومة. وقال «اننا نتمنى ان تضم هذه الاجتماعات الى جانب الوزراء الثلاثة رئيس التجمع الوطني حتى تناقش وتبحث القضية مع كل الاطراف». وقال «نحن نستعد لتقديم تصور جديد ومتكامل وشامل لحل المشكلة نرجو ان يحظى بالنقاش الكامل».

وكانت هيئة قيادة تجمع المعارضة السودانية قد عقدت اجتماعا موسعا برئاسة محمد عثمان الميرغني رئيس تجمع المعارضة السودانية قررت فيه اعداد مذكرة لتقديمها الى الدول المشاركة في قمة ايقاد المقرر عقدها في الخرطوم يومي الخميس والجمعة المقبلين. وقال بيان اصدره التجمع الوطني امس ان المذكرة تتضمن رؤية التجمع لسير عملية الحل السياسي والعقبات التي تواجهها من قبل الحكومة السودانية. وذكر البيان ان منع عضوين للتجمع من مغادرة الخرطوم اخيرا اجهض اجتماعا للتجمع مع دولتي المبادرة «مصر وليبيا» في القاهرة واعتبر موقف الحكومة بأنه امتداد لعدم جديتها تجاه الحل السياسي .

وسلم التجمع الوطني دولتي المبادرة المشتركة مذكرة «بدلا من الاجتماع الذي اجهض بمنع العضوين من حضوره» تتضمن وجهة نظره حيال الملتقى التمهيدي واهمية تضمين بندي تقرير المصير وفصل الدين عن الدولة ضمن أجندة الملتقى.