المعارضة السودانية تقاطع انتخابات المحامين احتجاجا على رفض طلبها التأجيل

TT

قرر المحامون المعارضون للاتحاد الحالي للمحامين السودانيين الذي يقوده فتح خليل الانسحاب من الانتخابات التي بدأت امس، احتجاجاً على رفض اللجنة المكلفة الاشراف عليها تأجيلها لمدة 72 ساعة، او اقامة مراكز للاقتراع خارج العاصمة حتى يتمكن المحامون في الاقاليم من الاشتراك في الانتخابات.

وأجمع ممثلو الأحزاب المكونة لقائمة «التحالف من اجل استرداد الديمقراطية» التي يقودها غازي سليمان على الانسحاب، وقالوا في الاجتماع الذي اتخذوا فيه قرارهم بمنزل سيد احمد الحسين نائب الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض، ان الاتحاد الحالي أغلق كل الطرق المؤدية لعقد انتخابات نزيهة، وان المعركة لم تنته والانسحاب جاء «لأن الاجراءات التي صاحبت الانتخابات لم تكن سليمة، وتعد المشاركة بالتالي انتحاراً سياسياً». وأوضحوا ان عدداً من المحامين في بورتسودان وكسلا لم يسمح لهم بالسفر الى الخرطوم، وأضافوا ان عدداً من العاملين بوظائف مختلفة من غير المحامين تلقوا بطاقات من الاتحاد للمشاركة في هذه الانتخابات. ومن جانبه أعلن محمد الحسن الأمين مرشح المؤتمر الشعبي الذي يقوده الدكتور حسن الترابي لمنصب رئيس الاتحاد، انهم قرروا الانسحاب ايضاً لأن المحكمة الدستورية قررت «في تطور (عصر السبت) غريب» شطب الطعن المقدم أمامها ضد اجراءات تكوين اللجنة العليا للانتخابات، وأعقب ذلك بيان صادر من رئيس الاتحاد مساء حدد فيه موعد الاقتراع عصر الأحد (امس) متجاوزاً لسلطات اللجنة العليا للانتخابات، قاصداً حرمان عدد كبير من المحامين من ممارسة حقهم في الاقتراع، خاصة محامي الاقاليم الذين عادوا الى ولاياتهم بعد انفضاض الجمعية العمومية (الجمعة) على أمل ان يتم اعلان الموعد الجديد قبل وقت كاف. واتهم الأمين «الاتحاد باستغلال مقدرات الدولة لاحضار منسوبيه واسكانهم في الفنادق وتفويت الفرصة على بقية المحامين»، وقال الأمين «ازاء هذا الموقف الذي نعتبره تدبيراً من السلطة الحاكمة بغرض التلاعب بنتيجة الانتخابات وتغييب ارادة المحامين قررنا الانسحاب من العملية الانتخابية».

وكانت المحكمة الدستورية قد أعلنت بشكل مفاجئ شطب الطعن المقدم من تحالف المعارضة بعد ان قبلته يوم الخميس الماضي، وعلى ضوء هذا القبول أمرت بوقف سير الانتخابات التي كان مقررا لها يوم الجمعة. وبعد انسحاب القائمتين الأساسيتين تبقت هناك قائمة الاتحاد الحالي التي تحظى بدعم غير معلن من الحكومة، وقائمة تضم فصيلاً من فصائل حزب البعث المؤيد للعراق. وأعلن خليل في تصريحات صحافية رفضه للاتهامات الموجهة لاتحاده ووصف المنسحبين بأنهم شعروا بالهزيمة مبكراً.