النيران تقتل 5 أطفال إخوة أجبرتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي على العيش في خيمة بعد هدم منزلهم

TT

امضى محروس خنيدق (40 سنة) ساعات طويلة، الليلة قبل الماضية، وهو يراجع الدروس مع ابنائه سفيان (7 سنوات)، وفادي (6 سنوات) وحسين (9 سنوات). ففي صباح امس كان من المنتظر ان يقدم اطفاله اول امتحانات الفصل الاول في المرحلة الابتدائية في مدرسة بلدة بني سهيلا جنوب قطاع غزة.

لكن بدلا من ان يتجه هؤلاء الاطفال الى المدرسة نقلوا مع اخويهم التوأم تركية ونافذ (5 سنوات) على نعوش الى مقبرة البلدة، في حين تحول الاب محروس وزوجته زينب (35 سنة) وابنهما البكر محمد (16 سنة) الى المستشفى لتلقي الاسعافات من جروح بالغة الخطورة لحقت بهم جراء اشتعال الخيمة التي عاشوا فيها قسرا في البلدة بعد ان هدم الجيش الاسرائيلي منزل الاسرة في مخيم خان يونس للاجئين جنوب القطاع في ابريل (نيسان) الماضي.

وكانت النيران قد استعرت في الخيمة بعد وقوع شمعة كان الاطفال يراجعون دروسهم عليها على كومة من الملابس.

وتعود مأساة هذه الاسرة الى ابريل الماضي. فقد كانت عائلة محروس تعيش في بيت من الاسمنت في مخيم خان يونس، استثمر فيه محروس «تحويشة» 15 سنة من العمل المتواصل، وفجأة ودون سابق انذار زحفت جرافات الاحتلال الاسرائيلي نحو المنزل واحاطت به تعززها الدبابات والجنود الذين طلبوا من محروس ان يخرج هو وعائلته من دون ان يصطحبوا معهم ولو ابرة. وهدم المنزل على ما فيه من اثاث ليترك محروس واسرته المكونة من 7 افراد من دون مأوى او سقف يؤويهم. ولولا تدخل احد اقاربه الذي يملك قطعة ارض في بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس لظل الشارع ملاذه وعائلته. وظلت الاسرة على امل ان تبتسم الايام من جديد فتعود الى المخيم وتعيد بناء منزلها. وفي خيمتها التي كانت تضيئها بالشموع كانت الاسرة تقضي ليالي الشتاء القارص. ويراجع الاطفال الذين كان الناس يحسدونه عليهم لذكائهم وتفوقهم في المدرسة، دروسهم استعدادا للامتحان، لكن الموت لم يمهل معظمهم ولم يعد لمحروس ما يحسده عليه الناس، اذ اشتعلت النيران في الساعات الاولى من فجر امس بفعل احدى تلك الشموع، في الخيمة لتحصد حياة 5 من اطفاله الستة.