قمة كاتماندو خففت التوتر الهندي الباكستاني لكنها لم تنهه بالكامل * فاجبايي: لقائي مع مشرف كان «للمجاملة»

إسلام آباد تعتقل المزيد من الناشطين الكشميريين

TT

عقد الرئيس الباكستاني برويز مشرف ورئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي لقاء مغلقا امس على هامش قمة رابطة جنوب آسيا للتعاون الاقليمي «سارك» التي اختتمت اعمالها في العاصمة النيبالية كاتماندو، حسبما كشفت الرئيسة السري لانكية شاندريكا كوماراتونغا التي شاركت لفترة في اللقاء بين الرجلين. وفي مجال عرضها لما وصفته بأنه «محادثة ثنائية»، قالت كوماراتونغا «كان مضى عليهما ما بين عشر وخمس عشرة دقيقة وهما يتحادثان عند مغادرتي القاعة. وعندما غادرت، كانا يتحدثان بطريقة حماسية جدا». واوضحت الرئيسة السري لانكية للصحافيين انها كانت في قاعة واحدة مع فاجبايي ومشرف والمقربين منهما بانتظار مغادرة مركز المؤتمرات عندما اقترحت على الزعيمين الباكستاني والهندي اجراء محادثة ثنائية. وقد انضم الى كل من مشرف وفاجبايي في وقت لاحق وزيرا خارجيتهما جاسوانت سينغ وعبد الستار عزيز بحسب رئيسة سري لانكا التي شاركت في قمة كاتماندو. واضافت «الرئيس الباكستاني بدأ يتحدث مباشرة حول المشكلات العالقة بين البلدين وبدأ بالحديث بالانجليزية قبل ان يواصل بالهندوسية او الاوردو» وهي لا تفقه اللغتين الاخيرتين. وبعد حوالي ربع ساعة، قررت الرئيسة تركهما يتابعان الحوار ومغادرة القاعة. وتابعت «قبيل مغادرتنا مركز المؤتمرات، بدت الامور مواتية جدا وكان الزعماء الآخرون قد غادروا ولم يبق سواي والرئيس مشرف ورئيس الوزراء فاجبايي». واضافت «قلت لهما مازحة: الوقت موات لعقد قمة ثنائية، فراحا يتحادثان». واوضحت ان «باكستان ترغب في نزع فتيل التوتر، وآمل ان لا تعترض الهند على ذلك». وفي ختام قمة كاتماندو، اكد رئيس الوزراء الهندي امس ان البلدين سيستأنفان المباحثات في المستقبل، دون اعلان موعد محدد لذلك. وصرح فاجبايي للصحافيين بعد القمة انه تبادل التحية مع مشرف الا انه «لم يجر بحث اي امر ذي اهمية». لكن يوباراج جيميري رئيس تحرير صحيفة «كانتيبور» اكبر صحف النيبال نقل عن فاجبايي قوله خلال اجتماع مع رؤساء الصحف النيبالية «نحن جيران واجرينا محادثات من قبل. لقد توقفت المحادثات الآن، لكنها ستستأنف في المستقبل». وكان مشرف قد بادر اول من امس عند افتتاح قمة «سارك» بالتوجه الى المسؤول الهندي عارضاً عليه مد «يد الصداقة»، أملا في اجراء مباحثات ثنائية تنهي التوتر المتزايد بين البلدين منذ الهجوم الذي شنه 5 مسلحين في 13 ديسمبر (كانون الاول) الماضي على البرلمان الهندي، والذي اتهمت نيودلهي جماعتي «عسكر الطيبة» و«جيش محمد» المتمركزتان في باكستان، بالوقوف وراءه. ومن ناحيته، اكد الرئيس مشرف بعد اختتام قمة كاتماندو انه عقد لقاءات «غير رسمية» مع رئيس الوزراء الهندي. واعلن مشرف، من جهة ثانية انه، وعلى عكس الموقف الهندي، يؤيد ارسال موفد اميركي الى المنطقة لنزع فتيل الازمة بين الهند وباكستان. وشدد الرئيس الباكستاني اهمية قمة كاتماندو، اذ «ربما لم يخف التوتر (الهندي الباكستاني أثناءها)، إلا انه لم يزدد سوء». واكد مشرف انه بالرغم من التوتر القائم بين البلدين «فقد اجرينا لقاءات غير رسمية خلال الايام الثلاث الاخيرة». لكن رئيس الوزراء الهندي وصف، من جانبه، هذه اللقاءات بانها «لا تزيد عن كونها مجاملات». في هذه الأثناء، اعتقلت باكستان امس المزيد من اعضاء جماعتي «عسكر الطيبة» و«جيش محمد»، حسبما افادت مصادر اسلامية اكدت ان الشرطة الباكستانية داهمت امس العديد من المساجد والمنازل والمكاتب في عدد من المناطق بولاية البنجاب في وسط البلاد بحثا عن نشطاء واسلحة. وقال حسن برقي المتحدث باسم «جيش محمد» لقد «دخلت الشرطة منازلنا واهانت الشيوخ والنساء. فتشوا المنازل بحثا عن اسلحة واشاعوا الفوضى». إلى ذلك، اعلنت الهند امس انها اطلقت النيران على طائرة تجسس باكستانية بدون طيار فوق المنطقة الخاضعة للسيطرة الهندية من اقليم كشمير. وقال متحدث باسم القيادة الشمالية للجيش الهندي «اطلقنا النار على طائرة استطلاع بدون طيار قرب بونتش قرب خط وقف اطلاق النار. ولا نعلم ما اذا كانت قد تحطمت او عادت ادراجها الى باكستان». وتواصل امس تبادل القصف المدفعي بين الجانبين على الحدود، اذ قتل طفل واصيبت امرأة بجروح في منطقة مالافيلا على بعد 35 كيلومترا من جامو العاصمة الشتوية لكشمير الهندية حسبما اعلنت الشرطة والسلطات الهندية. لكن المسؤول في شرطة بلدة اخنور جنوب كشمير وهي تشكل نقطة تزويد للقوات المتمركزة في مالافيلا قال ان «القصف ليس بحدة ما شهدناه» اول من امس. وجددت نيودلهي امس عدم بدئها باستخدام السلاح النووي في نزاعها مع باكستان. واوضح وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديز في مقابلة نشرتها صحيفة «فيلت ام زونتاج» أمس ان المبدأ النووي الهندي يتمثل في الا تكون الهند البادئة باستخدام هذا السلاح، مضيفاً انه «يجب ان تقرر باكستان كيف ستتصرف في اسلحتها النووية». وضمن الجهود الدولية المبذولة لتخفيف التوتر الهندي الباكستاني، بدأ رئيس الوزراء الهندي توني بلير، الذي وصل امس الى نيودلهي، محادثات مع نظيره الهندي. وكان بلير قد ذكر انه سيحث فاجبايي على فتح باب الحوار مع باكستان بشأن حل مشكلة كشمير. ودعا رئيس الوزراء البريطاني الى وقف كل دعم للاعمال الارهابية المعادية للهند، في اشارة ضمنية الى باكستان. وقال بلير اثناء محطة له في حيدر آباد بجنوب الهند «من المهم تحديد بعض القواعد في هذا الوضع. والقاعدة الاوضح هي انه لا يمكن ان يكون هناك اي دعم للنشاطات الارهابية مثل تلك التي سجلت في الاشهر الاخيرة». وتابع «ان العالم بأسره يريد ان يرى عودة الوضع تحت السيطرة وان يتأكد من ان حوارا حقيقيا يمكن ان يبدأ، ولكن نقطة انطلاق اي حوار يجب ان تكون رفضا تاما وناجزا لهذه الاعمال الارهابية». وكان بلير قد تطرق اول من امس الى ضرورة رفض الارهاب، ولكنه ذهب الى ابعد من ذلك امس عندما ادان ايضا اي «دعم» للأعمال الارهابية.