بيغوفيتش يعود إلى سـراييفو بعد رحلة علاج في السعودية

تعذر إجراء جراحة قسطرة للرئيس السابق لضعف في عضلة القلب

TT

غادر الرئيس البوسني السابق علي عزت بيغوفيتش امس مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالرياض عائدا الى سراييفو على متن طائرة طبية خاصة امر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بتخصيصها لنقله. وقال الدكتور زهير الهليس رئيس قسم القلب في المستشفى لـ«الشرق الأوسط» ان بيغوفيتش دخل المستشفى وهو يعاني من هبوط في عضلة القلب مما نتج عنه تراكم 4 لترات من السوائل في جسمه والامر سبب له ضيقاً شديداً في التنفس وتمت معالجته عن طريق العقاقير الطبية.

واوضح ان بيغوفيتش (76 عاما) اجريت له اشعة صوتية للقلب عن طريق المنظار للتأكد من عدم وجود تخثر للدم في حجرات القلب وكانت النتيجة عدم وجود مثل هذا التخثر. واشار الى ان الرئيس البوسني السابق كان يعاني ايضا من عدم انتظام في ضربات القلب واجريت له صدمات كهربائية لاعادة الضربات لمستواها الطبيعي وتم ذلك بنجاح. واوضح الدكتور الهليس ان بيغوفيتش غادر المستشفى وهو يستطيع المشي على الاقدام ويتنفس بشكل طبيعي. وتوجه بيغوفيتش الى سراييفو صباح امس على متن طائرة الاخلاء الطبي. وعلمت «الشرق الأوسط»ان الفريق الطبي المعالج للرئيس بيغوفيتش كان ينوي اجراء جراحة قسطرة لقلبه الا ان الفريق أعاد النظر، بعد ان تأكد للأطباء عدم تحمل عضلة القلب لهذه الجراحة.

وفي سراييفو التي وصل اليها امس اشاد بيغوفيتش بالعناية التي حظي بها في المملكة العربية السعودية، واثنى على مكرمة خادم الحرمين الشريفين الذي امر بارسال طائرة خاصة لنقل بيغوفيتش من سراييفو الى الرياض لتلقي العلاج بمستشفى الملك فيصل التخصصي، ومن ثم اعادته الى بلاده في طائرة خاصة ايضا. وقال بيغوفيتش امام الصحافيين في المطار «أشكر الله ثم خادم الحرمين الشريفين، الذي ما انفك يبرهن هو والأسرة الكريمة الحاكمة في المملكة العربية السعودية عن عميق حبهم وتقديرهم للبوسنة وشعبها، وهو حب وتقدير متبادل لا ريب حيث وقفت المملكة العربية السعودية معنا في احلك الظروف، وكانت معنا في الحرب والسلام، ولا يسعني كما لا يسع أي بوسني مخلص الا شكر تلك الجهود وهذا التكريم الذي يعني لي شخصيا وللبوسنيين عامة الشيء الكثير». وقال بيغوفيتش للصحافيين وللجموع التي التفت حوله «اشعر بأني في صحة جيدة الآن، ولست نادما على أي شيء فعلته في حياتي، وخضوعي للعلاج لا يعني انني اخاف الموت، أنا مرتاح الضمير وبامكاني ان ارحب بخاتمتي اذا ما طرقت بابي».

وكان بيغوفيتش قد تعرض لنوبة قلبية عام 1996 بسبب الاجهاد، ونقل على اثرها للمستشفى. كما نقل سنة 1999 الى الرياض للعلاج من نفس المرض. وقد اضطر لترك رئاسة الدولة سنة 2000 بعد 10 سنوات من القيادة. خاض فيها حرب الدفاع عن وجود شعبه ودولة البوسنة والهرسك (1992/1995) حيث كان من الموقعين على اتفاقية «دايتون» للسلام. ثم ما لبث ان استقال من رئاسة حزب العمل في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2001 الذي خاض على رأسه الانتخابات مرتين وفي 1990 و1997 وفاز في المرتين بالأغلبية الساحقة.