الأزهر يعتبر «وصية بن لادن» انتحارا لا يجوز تنفيذها

TT

رفض علماء أزهريون على رأسهم شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي ما تناولته بعض وسائل الاعلام حول وصية اسامة بن لادن لرجاله بقتله في حالة امكانية القبض عليه من قبل القوات الأميركية لمحاكمته.

وقال علماء الأزهر ان ذلك القتل يعد نوعاً من الانتحار الذي حرمته الشريعة الاسلامية باعتباره احدى الجرائم الكبرى، ولم يثبت عن الصحابة أن طلب أحد منهم قتل نفسه في حالة حصار الكفار له.

وجاءت وصية بن لادن التي زعمت المخابرات الأميركية الحصول عليها ولم ينفها أو يؤكدها بن لادن أو أحد من زعماء تنظيم القاعدة، في وقت تلاحقت فيه الأحداث على الأرض الأفغانية ومنيت حركة طالبان وتنظيم القاعدة بهزيمة سريعة ولم يعد أمام قادتها سوى الاستسلام أو الموت. وقال الدكتور رأفت عثمان عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة وعضو مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر ان هذه الوصية يجب عدم تنفيذها لأنه لا يجوز للانسان أن يقتل نفسه أو يأمر غيره بقتله، فقتل النفس البشرية احدى الجرائم الكبرى في الشريعة الاسلامية سواء أكان قتلا للغير أو انتحارا لقول الله تعالى «ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيماً».

وأضاف أن تحريم قتل النفس أو الانتحار أمر قطعي لا شك فيه، فليس من الأمور المظنونة ولا يجوز الخروج عن الأمور القطعية في الشريعة الاسلامية بل وفي الأمور العقلية إلا بأمر قطعي آخر. فقتل النفس اذا كان محرماً بصورة قطعية لا يجوز الخروج عن هذه الصورة إلا بعودة قطعية أخرى ولم يرد في الشرع ما يجيز الخروج عن الأمر القطعي.

وأضاف الشيخ يوسف البدري عضو المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية في القاهرة أن أي وصية من مسلم بهذا الشكل غير واجبة التنفيذ بل واجب عدم تنفيذها لأن هذا إما انتحار بيد الآخرين واما قتل نفس بغير حق، مؤكدا أنه اذا أراد المسلم أن يرحم نفسه من أيدي أعدائه بقتله بيد أصحابه فذلك طعن في عقيدته.