الحكومة الصومالية توفد مبعوثين لأوروبا لنفي مزاعم واشنطن ضدها ومعلومات عن بحث المخابرات الأميركية عن «كرزاي» صومالي

TT

بعد اخفاق مقديشو في محاولة اقناع الولايات المتحدة بالموافقة على استقبال وفد رسمي صومالي لتوضيح موقفها بشأن مكافحة الارهاب، تسعى الحكومة الصومالية الانتقالية الى تكرار المحاولة مجددا مع دول الاتحاد الأوروبي، حيث أوفدت أمس مبعوثين رسميين اليها للرد على المزاعم الاميركية والاثيوبية الخاصة بوجود معسكرات لإيواء وتدريب الارهابيين في الصومال تابعة لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن. ويسود اعتقاد على نطاق واسع في دوائر الحكومة الصومالية بأن الضربة العسكرية الاميركية المتوقعة قد تتم مع مطلع شهر فبراير (شباط) المقبل، بعد استكمال الولايات المتحدة لكل التحضيرات اللوجستية اللازمة وتأمين قواعد أرضية داخل الصومال للقوات الاميركية المرابطة على السواحل في منطقة القرن الافريقي.

ولم يتضح بعد حجم العملية العسكرية التي قد تشنها القوات الاميركية بمشاركة اثيوبيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وميليشيات المعارضة الصومالية داخل الصومال. لكن محليين صوماليين أكدوا في المقابل ان نموذج افغانستان قابل للتكرار في الصومال. ولم يستبعد مسؤول صومالي بارز لـ«الشرق الأوسط» ان تكون للولايات المتحدة أجندة ضد الصومال بهدف اسقاط الحكومة التي تتهمها بحسب معلومات اثيوبية بعدم كفاية تعاونها في مكافحة الارهاب ووجود علاقات لوجستية لعدد من اعضائها مع تنظيم الاتحاد الاسلامي. وأكد نفس المسؤول الذي طلب عدم تعريفه ان ما وصفه بالسيناريو الاميركي قد يتم تنفيذه بالفعل بعد تنصيب حكومة جديدة ودخول المعارضة للعاصمة الصومالية ـ مقديشيو ـ وكشف النقاب عن معلومات متداولة في أوساط الجاليات الصومالية في اميركا وأوروبا بأن أجهزة المخابرات الاميركية تبحث عن حميد كرزاي صومالي في اشارة الى الرئيس الحالي للحكومة الانتقالية في أفغانستان. وقال ان هذه المعلومات تؤكد تداول بعض اسماء الشخصيات الصومالية السابقة وسفراء واكاديميين على نحو يجعل السيناريو الاميركي ضد الصومال أكثر خطورة من ذي قبل.

وتوجه أمس زكريا الحاج اسماعيل وزير الاعلام الصومالي برفقة السفير يوسف ديق (المرشح لمنصب وزير الخارجية في الحكومة الجديدة) الى العاصمة السودانية للخرطوم للمشاركة في الاجتماعات التمهيدية لقمة رؤساء دول مجموعة الايقاد، فيما بدأ عثمان جامع نائب رئيس الوزراء الصومالي أمس، جولة اوروبية تشمل دول الاتحاد الأوروبي خاصة ايطاليا وبريطانيا. وقال مصدر مسؤول في مكتب الرئيس الصومالي عبد القاسم صلاد حسن لـ«الشرق الأوسط» ان جامع يترأس وفدا صوماليا لاطلاع الجاليات الصومالية في الخارج على حقيقة الضغوط التي تتعرض لها الحكومة الصومالية، وتجاهل الولايات المتحدة الاستجابة الى طلباتها الرسمية المتكررة بشأن التنسيق والتعاون في مجال مكافحة الارهاب، وتشكيل لجنة تقصي حقائق للتأكد من خلو الصومال من أي أنشطة مزعومة لعناصر تنظيم الاتحاد الاسلامي المتطرف.

وأوضح المصدر ـ في اتصال هاتفي من مقديشيو ـ ان الحكومة الصومالية تعول كثيرا على مهمة هذه الوفود ومقدرتها على شرح الحقائق لدول الاتحاد الأوروبي.

واعتبر ان الرئيس الصومالي حريص على وضع هذه الدول في تفاصيل الوضع الراهن على الساحة الصومالية حتى لا تتورط في دعم أي عمل عسكري تعتزم الولايات المتحدة القيام به ضد الصومال في الأسابيع القليلة المقبلة.