الرئيس الأميركي تابع باهتمام تفاصيل ارتطام طائرة التدريب بمبنى في تامبا

TT

لا يعرف المسؤولون في أجهزة الأمن والتحقيق الأميركية حتى الآن وربما لن يعرفوا اطلاقاً، ما اذا كان الفتى البالغ من العمر 15 عاماً الذي كان يتدرب على الطيران، قد اقتدى عن عمد واصرار، بالخاطفين الانتحاريين الذين فجروا الطائرات ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع الأميركية في واشنطن في الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) الماضي، عندما قاد مساء أول من امس الطائرة الصغيرة التي كان يتدرب عليها لتتحطم في الدور الثامن والعشرين من مبنى مؤلف من 42 طابقاً مملوكاً لـ«بنك أوف اميركا» في مدينة تامبا، على بعد حوالي 30 كيلومتراً من مقر قيادة القوات الأميركية المركزية التي يشرف قائدها الجنرال تومي فرانكس على العمليات العسكرية الأميركية في افغانستان ويديرها في اطار الحرب ضد الارهاب هناك.

المتوفر من معلومات حتى الآن حسب تصريحات مسؤولي الشرطة وادارة الطيران المدني ومكتب المباحث الفدرالي انه لا توجد أدلة او مؤشرات على ان اصطدام الطائرة الصغيرة بالمبنى وتحطمها كان عملاً ارهابياً مدبراً وقالوا: انه لم يقتل في الحادث إلا الفتى الذي كان يتعلم الطيران واسمه تشارلز بيشوب، ولم يكن معه في الطائرة أحد او مدربه، كما لم يقع انفجار او حريق في المبنى او الطابق الذي اصطدمت به الطائرة. ولذلك لم يقع جرحى او قتلى في المبنى. وأعاد المسؤولون السبب في عدم وقوع قتلى أو جرحى، الى وقوع الحادث يوم السبت حيث يكون معظم المكاتب التي تشغلها شركات ومؤسسات خالياً من الموظفين. وقالوا: انه تبعاً لذلك ايضاً لم يقع جرحى او اصابات بين الناس في الشوارع او البنايات المجاورة للمبنى.

وذكرت متحدثة باسم الشرطة بعد الحادث: ان جدة الفتى بيشوب أوصلته الى «المدرسة الوطنية للطيران» حيث يتلقى دروسه، في الساعة الخامسة بعد ظهر السبت. واستعداداً لتلقي دروسه طلب منه المدرب ان يتفقد بعض تجهيزات الطائرة، وكان ذلك آخر حديث له معه. وبعد قليل اكتشف المدرب ان بيشوب اختفى هو والطائرة.

وعلى الفور اتصل المسؤولون في مدرسة الطيران بالجهات المعنية، كما اتصل برج المراقبة في مطار قريب بحرس السواحل، وأبلغوهم بأن طائرة صغيرة من نوع سيسنا بأربعة مقاعد انطلقت من المطار من دون اذن او تصريح.

وتبعاً لحالة الاستنفار القصوى، والتأهب التي تم تجديد العمل بها والتحذير من احتمال وقوع اعمال ارهابية جديدة قبل أيام قليلة، انطلقت طائرتا اف 15 من قاعدة هومستيد الجوية الى الأجواء حيث الطائرة الصغيرة، كما انطلقت طائرة تابعة لحرس السواحل، واعترضت الطائرة وطلبت من قائدها الفتى الهبوط في مطار قريب، لكنه لم ينفذ الأوامر لتتحطم طائرته بعد قليل في المبنى.

ورغم ان الحادث، لا يبدو حتى الآن عملاً ارهابياً، فانه أعاد الى الأميركيين أحداث الحادي عشر من ايلول (ستمبر) التي تحاول الولايات المتحدة تجاوزها. ولأهمية الحدث، وحالة الطوارئ والاستنفار التي تعيشها الولايات المتحدة، تم اطلاع الرئيس جورج بوش على الحادث فور وقوعه، وظل وزير الأمن الداخلي توم ريدج وغيره من المسؤولين في اجهزة محاربة الارهاب محلياً، يطلعونه على ما يجري، الى ان تم التأكد لهم من انه «لا مؤشرات على انه عمل ارهابي».