الحكومة الأفغانية تعلن استسلام 3 من وزراء طالبان وتسلم أميركا مسؤولا كبيرا بالحركة وباكستان تسمح للقوات الأميركية بملاحقة مقاتلي بن لادن والملا عمر الهاربين في أراضيها

كابل ترجح أن يكون زعيما القاعدة وطالبان في أفغانستان ومنشورات أميركية تحذر مجددا سكان المناطق الشرقية من إيواء مسلحيهما

TT

سلمت قوات الحكومة الانتقالية الافغانية مسؤولا بارزا في حركة طالبان اعتقلته اخيرا، للقوات الاميركية، حسبما كشف زعيم قبلي امس. من ناحية ثانية، اشار مصدر افغاني آخر الى استسلام ثلاثة وزراء في حكومة الحركة المنهارة. في الوقت نفسه واصلت الطائرات الاميركية قصفها لمناطق في شرق افغانستان يعتقد ان فيها معسكرات لتنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن وسط مؤشرات الى ان مقاتلي التنظيم يحاولون تجميع قواهم فيها.

وقال القائد القبلي جود فدا محمد ان قوات قبلية موالية للحكومة الافغانية الجديدة اعتقلت عبد الحي مطمئن رئيس ادارة الاعلام في طالبان وأحد كبار المتحدثين باسم الحركة اول من أمس في منطقة قندهار الجنوبية. وأضاف محمد متحدثا من بلدة سبين بولداك الافغانية على الحدود مع باكستان «سلمناه للقوات الاميركية». وتوقع المتحدث أن يساعد القبض على مطمئن في العثور على الملا محمد عمر زعيم طالبان. وتواصل الطائرات الاميركية منذ ايام قصف مواقع في شرق افغانستان من دون اية اشارة الى اعتقاد الولايات المتحدة باحتمال اختباء بن لادن فيها. وقالت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان عناصر رئيسية في شبكة القاعدة تحاول اعادة تجميع صفوفها في باكتيا وباكتيكا في شرق افغانستان وخاصة في معسكر زهوار كيلي الذي قصفته الطائرات الاميركية حينما خرجت دبابات من كهوف ملحقة بالمعسكر. وهاجمت الطائرات المعسكر ايام الخميس والجمعة والاحد، وقال مسؤول عسكري اميركي رفيع ان المنطقة ما زالت بين اكثر المناطق خطرا على القوات الاميركية وحلفائها من الافغان. وقال الاميرال جون ستافلبيم المتحدث باسم «البنتاغون» بعد ان وردت أنباء القصف مرة اخرى في المنطقة اول من امس «انهم (القاعدة) يحاولون اعادة تجميع صفوفهم حتى يمكنهم ان يحتشدوا من اجل اغراض القيادة والايذاء». واضاف قوله ان اتباع بن لادن يختبئون باعداد صغيرة ويحاولون تجميع صفوفهم مرة اخرى. وقال «لقد تشتتوا. فقد طردناهم من مناطق كثيرة وهربوا خوفا على حياتهم وفي بعض الاحيان قتلوا ووقعوا ايضا في الاسر».

وجاءت تصريحات سافلبيم في حين دخلت الحرب التي تقودها الولايات المتحدة في افغانستان شهرها الرابع وواصلت القوات الاميركية والافغانية بحثها عن بن لادن وزعيم طالبان الملا محمد عمر. وما زال مكان الاثنين لغزا غامضا. وقال الاميرال كريج كويلجي المتحدث باسم القيادة المركزية في فلوريدا التي تدير العمليات العسكرية في افغانستان، ان القوات الخاصة الاميركية والقوات الافغانية المعادية لطالبان التي تمشط الكهوف في تورا بورا عثرت على ادلة على ان بن لادن كان هناك لكن لم يتضح الى متى كان موجودا. واضاف كريج قوله «وجدت أدلة على انه كان هناك. ولا نعرف على الاطلاق الاطار الزمني لذلك».

الى ذلك، قال وزير الخارجية الافغاني عبد الله عبد الله امس ان من المرجح ان زعيم القاعدة اسامة بن لادن والملا عمر ما زالا في افغانستان الا ان كابل ليس لديها معلومات عن مكان اختبائهما المحتمل. وعند سؤاله عما اذا كانت لديه اي معلومات عن مكانهما قال عبد الله «لا.. ليس لدي معلومات». وعندما سئل عما اذا كانت مساعي البحث عنهما قد فقدت اي اثر لهما اجاب «هذا حقيقي.. هذا حقيقي». واضاف «لا يمكن ان يستمر الوضع على هذا النحو.. سيعرف مكانهما إن عاجلا او اجلا، ولكن في هذه المرحلة لسنا متأكدين من مكانهما. من المرجح انهما لا يزالان في افغانستان».

من جهته قال خالد بشتون المتحدث باسم جول اغا حاكم قندهار «الملا عمر على الارجح لا يزال في شمال اقليم قندهار حول باغران». واضاف قوله «باغران منطقة جبلية كبيرة جدا ويصعب العثور عليه بسرعة. والاف من قواتنا تبحث عنه ولن يمكنه الهرب منا». وقال بشتون ان ثلاثة من وزراء نظام حكم طالبان استسلموا للسلطات في قندهار. واضاف «وزراء طالبان وكبار اعضاء طالبان يأتون واحدا بعد الاخر ويستسلمون وينضمون الينا». ومضى يقول «ومن بين من استسلموا وزير الدفاع السابق الملا عبيد الله ووزير العدل الملا ترابي ووزير المناجم والصناعة الملا سعد الدين».

من ناحية اخرى، قالت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية ان طائرات اميركية اسقطت منشورات فوق شرق افغانستان امس محذرة من ايواء افراد من حركة طالبان او تنظيم القاعدة. واضافت الوكالة ومقرها باكستان، ان الطائرات الحربية الاميركية كثفت طلعاتها فوق اجزاء من جنوب وشرق افغانستان واسقطت المنشورات على ولاية باكتيا بالقرب من الحدود مع باكستان. وقالت المنشورات التي اسقطت على عدة مناطق ان كل من يؤوي فلول حكومة طالبان المخلوعة او تنظيم القاعدة يخاطر بتعرض منطقته للقصف. ونقلت الوكالة عن زعيم قبلي لم تذكر اسمه حثه القوات الاميركية على عدم قصف اية منطقة قائلا انه لا يوجد في المنطقة مقاتلون سواء لطالبان او القاعدة. وكانت الطائرات الاميركية قد كثفت طلعاتها فوق ولايتي باكتيا وباكتيكا اللتين تقعان على الحدود مع باكستان وكانت بهما معسكرات تدريب اقامها بن لادن.

في تطور آخر ذي صلة، وافقت السلطات الباكستانية على ان تلاحق القوات الاميركية داخل الاراضي الباكستانية،عناصر القاعدة الهاربين من افغانستان. وقال قائد الحملة الاميركية في افغانستان الجنرال تومي فرانكس «في بعض الحالات يمكن ان تلاحق القوات الباكستانية هذه العناصر وهذا ما فعلته حتى الآن مع بعض النجاح، او في حالات اخرى يمكن ان نتصل بها ونبلغها بأننا نراقب هاربين واننا سنحاول تعقبهم الى باكستان». وقال فرانكس ان القوات الاميركية ستتسلم في غضون يومين عنصرا او عنصرين من كبار مسؤولي القاعدة او طالبان تعتبرهما الولايات المتحدة مهمين للغاية، لكنه رفض الكشف عن اية تفاصيل اخرى.