طبيب أردني زامل كرزاي خلال الدراسة الجامعية: رئيس الحكومة الأفغانية متعاطف مع قضيتي كشمير وفلسطين

TT

كشف طبيب اردني زامل رئيس الحكومة الافغانية الجديد حميد كرزاي ايام الدراسة الجامعية ان كرزاي متعاطف مع قضيتي كشمير وفلسطين وتحتل القدس مكانة خاصة في قلبه، مشيرا الى ميول رئيس الحكومة الافغانية الجديد تجاه الغرب والولايات المتحدة بشكل خاص.

وقال الطبيب الاردني منير علي ابو السمن لـ«الشرق الأوسط» انه زامل رئيس الحكومة الافغانية المؤقتة حميد كرزاي في سكن جامعة هملايا الهندية ابان دراسته الطب في مدينة شملة الهندية بين عامي 1981 و1983.

واوضح ابو السمن الذي يعمل طبيبا في مدينة الرصيفة قرب عمان العاصمة ورئيسا لفرع نقابة الاطباء انه تعرف على كرزاي في سكن الجامعة ولمس لديه منذ ذلك الوقت المبكر الرغبة في الوصول الى سدة الحكم في افغانستان وانه سافر عام 1983 الى افغانستان للمشاركة في الحرب ضد الغزو السوفياتي آنذاك.

واضاف الطبيب الاردني في حديثه لـ «الشرق الأوسط» ان معلومات وصلت وقتها للجامعة ان كرزاي قد قتل في المعارك مع المجاهدين، الا انه سرعان ما تبين عكس ذلك.

وأكد ابو السمن ان كرزاي ابلغ زملاءه انه سيتسلم ذات يوم منصبا رفيعا في بلاده، خاصة انه كان يدرس العلوم السياسية وكان يحضر للماجستير في هذا التخصص، وقال لقد تعلمت منه فكرة وضع الانسان في مكان الخصم في التفكير ومعرفة كيف يفكر خصمك، مشيرا الى انه كان دمث الخلق واسع الصدر ومجدا ومجتهدا في الدراسة ومحبوبا من قبل زملائه.

واوضح ان كرزاي كان يحب فتاة هندية تدعى رجميتا (الشمس المشرقة) الا ان اهلها رفضوا تزوجيها له بسبب الديانة، خاصة انها تدين بالديانة الهندوسية، وقال لقد سافرت معه الى مدينة دلهي بالقطار وكان حين السفر لا يشرب الماء ويستغل وقته في القراءة طيلة السفر.

وعلى صعيد العلاقات الشخصية قال انه كان خلوقا وملتزما بالمواعيد ولم يعاقر الخمر وكان يعيش حياة زهد اذ كانت مصاريفه الشهرية لا تتجاوز مائة دولار وقد كان له شقيق في الولايات المتحدة يقدم له الدعم المالي، اضافة الى منحة من الامم المتحدة، حيث كان يتسلم 500 روبية هندية ما يعادل 30 دولارا في ذلك الوقت.

وبين الطبيب الاردني ان كرزاي لم يكن شديد التدين وكان ليبراليا يكره الاتحاد السوفياتي والفكر الماركسي ويحب الفكر البرغماتي ومتأثرا بميكافيلي ونظرياته السياسية ويحب وطنه وكذلك بارد الاعصاب ويحاور بهدوء ولديه القدرة على الاقناع وكان يميل الى الغرب والولايات المتحدة.

وكان يبدو عليه الحزن عندما يشاهد ابناء بلده وهم يعملون بالعتالة كحمالين بالهند وكان يتمنى لو يخلصهم من الغربة والعذابات ومن هذا العمل المضني في تسلق الجبال وهم يحملون اثقال الناس وحاجاتهم.

واشار ابو السمن الى ان كرزاي يتعاطف انسانيا مع القضية الكشميرية وكذلك يتعاطف مع القضية الفلسطينية وخاصة قضية القدس ويتمنى ان يزور القدس بعد زوال الاحتلال حتى انه قام بمساعدتي عندما طلب مني موضوعا لمجلة «الجامعة» اذ ان لغته الانجليزية كانت اقوى من لغتي فاحضر لي مراجع حول الموضوع، وكان عنوان الموضوع «اساليب تعذيب الاسرائيليين للفلسطينيين».