وزراء «إيقاد» يبدأون اجتماعات في الخرطوم وسط دعوات للقضاء على الإرهاب

TT

بدأت صباح امس بالخرطوم اعمال الدورة الحادية والعشرين للمجلس الوزاري لمنظمة الايقاد والتي تستغرق يومين تعقبها قمة رؤساء المنظمة. وتغيب عن الجلسة الاولى وزيرا خارجية اريتريا واوغندا. واكد د. مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية السوداني ان بلاده كدولة مستضيفة للقمة والمجلس الوزاري تلقت تأكيدا من كل الدول بالمشاركة وانه من المتوقع ان يصل الوزيران في اي لحظة.

واوضح عطا الله بشير المدير التنفيذي للمنظمة في تقريره الدوري امام وزراء الخارجية ان صعوبات مالية تواجه المنظمة رغم اهميتها للاعضاء وشكا من ان اوغندا وجيبوتي لم تسددا التزاماتهما المالية.

وقال في تقريره ان للاعضاء وجهة نظر مختلفة وتوجهات مختلفة حول ما آل اليه حال الايقاد وان كل المشاريع لتحقيق التكامل جاهزة للتنفيذ بالتنسيق مع الاعضاء وشركاء الايقاد الا ان المبادرات من الاعضاء لم تكن مشجعة. واضاف ان بعض الاعضاء يتحدثون عن الازدواجية وبعضهم يشكك في امكانية التنمية الاقليمية.

ووصف عطا الله، وهو دبلوماسي سوداني، الحرب في الصومال والسودان بأنها تشكل تحديات، «خاصة في السودان نظرا لنقص مال الصندوق المحدد له ورفض الشركاء اعادة تمويله». وقال ان مكتب السلام في السودان ومقره نيروبي يتعرض للعديد من المشاكل بسبب المشاركات غير المنتظمة من المانحين.

وخاطب الجلسة الافتتاحية علي عثمان محمد طه النائب الاول للرئيس السوداني وعبر عن غبطته «لغلبة الحوار الجاد على الاحتراب وتأكيد الرغبة الجادة في حل النزاعات الاقليمية بوسائل التفاوض والرغبة الاكيدة في ارساء الاستقرار المستدام في المنطقة». وقال «ان هذه التوجهات المشجعة توفر مناخا ايجابيا لتوثيق التعاون الاقليمي في مشروعات عملية».

وطالب طه اعضاء الايقاد «برفع الصوت عاليا موحدا ليضع المجتمع الدولي تعريفا واضحا للارهاب ومكافحته بالوسائل والاطر الدولية، ورفض اي محاولات لاستغلال الحالة الراهنة للمساس بأمن وسيادة اي من الدول الاعضاء».

وقال «ان علينا ان نعمل للقضاء على كل وجوه الارهاب وصور العنف المسلح في منطقتنا، ونؤكد ان النزاعات ليست قدرنا المستمر انما عظة وعبرة للاستفادة منها في مستقبل علاقاتنا».

وحدد د. مصطفى عثمان اسماعيل ثلاثة مجالات باعتبارها ذات اولوية في هذه الدورة وهي الامن الغذائي، وحماية البيئة، والتعاون الاقتصادي الاقليمي والمسائل السياسية والانسانية. وقال وهو يخاطب اجتماع وزراء خارجية الايقاد ان هذا العام كان افضل كثيرا من سابقه اذ لم تحدث نزاعات بين دول الايقاد ولا شك انه بدون السلام والاستقرار فلن نتمكن من مواجهة تحديات التنمية».

وتحدث في الجلسة الافتتاحية الفريدو مونتيكا وزير الدولة الايطالي ممثلا لشركاء الايقاد مؤكدا زيادة اهتمام الشركاء بتحقيق السلام في السودان والصومال وقال «ان هناك اتجاها عاما بان المنظمة لم تمثل التوقعات المرجوة منها من الاعضاء والشركاء وهناك اتفاق عام لتنشيط الموارد والتركيز على النقاط المهمة».

وكان خبراء المنظمة قد اختتموا اعمالهم مساء اول من امس واوصوا في بيانهم الختامي بضرورة ايجاد آلية في مجال الارهاب يتم عن طريقها تفعيل سياسات استراتيجية لمحاربة الارهاب وطالبوا امانة الايقاد بالتقدم بمقترحات لانشاء مركز اقليمي لمكافحة الالغام واجازة بروتكول انشاء آلية الانذار المبكر والاستجابة للنزاعات في المناطق الحدودية.

من جهة ثانية قلل د. مصطفى عثمان اسماعيل من اهمية الاتفاق الذي وقع بين العقيد جون قرنق قائد الحركة الشعبية والجبهة الشعبية الديمقراطية التي يقودها د. رياك مشار في نيروبي اول من امس.

وقال في برنامج تلفزيوني «ان القادة الميدانيين في حركة مشار يرفضون الاتفاق لمعرفتهم التامة بغدر قرنق وان مشار ظل منذ خروجه (مطلع عام 2000) يريد العودة لقرنق مرة اخرى الا ان قادته الميدانيين ظلوا يرفضون ذلك». واضاف «كنا نأمل ان يتحدث الاتفاق عن تحقيق السلام في السودان بدلا من العمل على تصعيد العمل العسكري وان هذا الاتفاق يعكس العقلية الحربية للتمرد».

وكان مراقبون في الخرطوم اعتبروا الاتفاق رسالة موجهة لقمة الايقاد التي تنعقد في الخرطوم يومي 10 و11 الجاري والى جون دانفورث مبعوث الرئيس الاميركي للسلام في السودان الذي يصل الى الخرطوم هذا الاسبوع.