أبلغ جامع علي جامع الرئيس الشرعي لما يعرف بجمهورية البونت لاند «أرض اللبان» الانفصالية في شمال الصومال «الشرق الأوسط» امس ان القوات الاثيوبية احتلت مدينتي جالاكايو وجاروي «بمنطقة شمال شرق الصومال» مؤكدا بذلك معلومات سابقة حول وجود عسكري ملحوظ للقوات الاثيوبية في اجزاء متفرقة من دويلة بونت لاند الانفصالية. ودعا جامع اثيوبيا الى سحب قواتها المسلحة فورا وبدون اية شروط من الدويلة التي باتت خاضعة لسيطرة غريمه العقيد عبد الله يوسف الذي تمت الاطاحة به منتصف العام الماضي.
وقال جامع انه اطلع العديد من المنظمات الدولية والاقليمية على تفاصيل التدخل الاثيوبي غير المشروع في الشؤون الصومالية واوضح انه احاط كلا من جامعة الدول العربية ومنظمة الوحدة الافريقية ومنظمة الايقاد ومنظمة المؤتمر الاسلامي بتفاصيل الغزو والوجود العسكري الاثيوبي في دويلة البونت لاند.
وتزامن بيان جامع مع معلومات واردة من مدينة جاروي العاصمة الادارية لدويلة البونت لاند تؤكد وصول قافلة مسلحة من القوات الاثيوبية تضم ما لا يقل عن 400 عسكري تنفيذا لاتفاق مع العقيد عبد الله يوسف الرئيس المخلوع للدويلة التي سبق ان اعلنت انفصالا احادي الجانب عام .1998 وتقول التقارير ان القوات الاثيوبية ستشارك على ما يبدو في عملية عسكرية يعتزم العقيد يوسف القيام بها للسيطرة على ميناء بوصاصو الذي يعتبر اهم مرفأ بحري وتجاري في المنطقة.
وفي تصعيد جديد للتدخل الاثيوبي في الشؤون الصومالية، وصل اول من امس الكولونيل تفاساي الضابط الاثيوبي المكلف بالحدود مع الصومال والعلاقات مع المعارضة الصومالية الى مقر مجلس الاحياء والمصالحة المعارض في مدينة بيداوة الاستراتيجية التي تعد معقل المعارضة المناوئة للحكومة الانتقالية في مقديشو.
ويعد تفاساي ارفع مسؤول عسكري اثيوبي يدخل الصومال منذ تواتر المعلومات عن بدء تدخل القوات الاثيوبية عسكريا في الصومال.
وتفيد معلومات خاصة ان تفاساي وصل الى بيداوة مصحوبا بنحو 70 من كبار الضباط الاثيوبيين للمشاركة في معسكر التدريب المقام حاليا في قرية قيراك جومي لتدريب نحو 5200 من الميليشيات المسلحة للمعارضة الصومالية.
على صعيد اخر شككت مصادر صومالية مسؤولة في امكانية مشاركة زعماء المعارضة الصومالية في قمة دول منظمة الايقاد التي ستبدأ اليوم اعمالها في العاصمة الخرطوم. واكدت المصادر ان هذه القمة ستكون قاصرة على رؤساء الدول الاعضاء بالمنظمة وهي جيبوتي والصومال وكينيا واثيوبيا واريتريا والسودان، موضحة ان جدول اعمال القمة لا يتضمن مشاركة عناصر من المعارضة الصومالية فيها.
وكان حسين عيديد، احد ابرز امراء الحرب الصومالية، قد اعلن ان وفدا من المعارضة يستعد للتوجه الى السودان للمشاركة في قمة الايقاد ومن المتوقع ان تناقش قمة رؤساء دول الايقاد التطورات الخاصة بمسيرة المصالحة الوطنية في الصومال، لكن من دون الاعلان عن أي مبادرة اقليمية جديدة في هذا الصدد.