شارون يدعو واشنطن إلى اعتبار حركة فتح وتنظيمها الشبابي والقوة 17 منظمات إرهابية

TT

دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، الادارة الاميركية الى الاعلان عن حركة فتح وتنظيمها الشبابي (المعروف باسم «التنظيم») و«القوة 17» (حرس الرئاسة في منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية)، تنظيمات ارهابية.

ووجه شارون هذه الدعوة عبر رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، الذين يعقدون مؤتمرهم السنوي في اسرائيل تضامنا معها في «حربها ضد الارهاب». وقال لهم ان التنظيمات المذكورة بدأت تتعاون مع ايران، وان خطرها يتجاوز حدود اسرائيل والمنطقة، ولا يستبعد ان توسع نشاطها «الارهابي» الى دول الغرب والى تهديد دول عربية ايضا.

ولوحظ في كلام شارون شيء من التذمر من السياسة الاميركية. ومثل هذا التذمر سربه احد مساعدي شارون الى وسائل الاعلام الاسرائيلية صباح امس، وانتقد فيه واشنطن لانها لم تتبن الموقف الاسرائيلي من موضوع سفينة الاسلحة «كارين ـ ايه» معتبرا ان واشنطن «ما زالت تعمل على تبرئة عرفات من المسؤولية عنها».

وتصر اسرائيل على ربط هذه السفينة بالسلطة الفلسطينية مباشرة ورئيسها ياسر عرفات، وتزعم ان لديها ما يكفي من الاثباتات لذلك.

وكان الموقف الاميركي في قضية السفينة هو الموقف الاقرب الى الموقف الاسرائيلي، فالولايات المتحدة طلبت من الرئيس الفلسطيني التحقيق في الموضوع واعطاءها تقريرا تفصيليا عنه، ولم تقل انها اقتنعت بالموقف الفلسطيني بل ان مسؤولاً اميركيا قال امس ان عرفات اصيب بالتعلثم عندما سئل عن الموضوع خلال لقائه مع الجنرال انتوني زيني ولم يكن مقنعا في اجاباته. الا ان هذا لا يكفي اسرائيل. فهي تريد ان يكون الموقف الاميركي مطابقا لموقفها، خصوصا ان «الادارة الاميركية هي التي كانت قد اعطت اسرائيل البلاغ الاول عن المحاولات الفلسطينية لشراء سفينة تستخدم لتهريب السلاح، وذلك في شهر اغسطس (آب) الماضي. وكانت على اطلاع تام على كل الاجراءات التي اتخذتها المخابرات الاسرائيلية لمتابعة موضوع السفينة، خلال تلك الفترة، خطوة خطوة»، حسبما اعلنت المصادر الاسرائيلية.

وتطرق وزير الدفاع الاسرائيلي، بنيامين بن اليعزر، لهذا الموضوع امس خلال زيارته الى منطقة غور الاردن وبيان، فاعترف بأن اسرائيل اخفقت في حملتها الدعائية حول هذه السفينة، وقال ان العالم ما زال متعلقا بسحر الرئيس الفلسطيني ويصدقه عندما ينكر علاقته بالسفينة «وهذا مؤسف. فانهم لا يدركون حقيقة ما يدور عنده، ويحسبون انه يدير حكومة اوروبية، ويتعاملون معه كحامل وسام نوبل للسلام، لكن الله وحده يعلم ماذا كان ممكناً ان يحدث لو ان سفينة السلاح وصلت الى هدفها في السلطة الفلسطينية واستخدمت تلك الاسلحة».

واعلن بن اليعزر ان على الرغم مما دلت عليه هذه السفينة من استمرار في «الارهاب الفلسطيني»، فان اسرائيل «ستواصل تقديم تسهيلات للسكان جنبا الى جنب مع مكافحة الارهاب». وقال ان الحكومة لم تقرر بعد كيف ستتعامل مع عرفات وسلطته، «ولكن الطواقم العسكرية والمخابرات والمستشارين غارقون في دراسة الوضع لمعرفة ما اذا كان هناك ارتفاع درجة واحدة او اكثر في مستوى التعامل الحربي للفلسطينيين، واذا كان هذا الارتفاع مؤقتاً ام غير قابل للتغيير».