الأسد يدعو وفدا من الشيوخ الأميركيين للاستفادة من التجربة السورية في محاربة الإرهاب

TT

دعا الرئيس السوري بشار الاسد الولايات المتحدة الاميركية للاستفادة من التجربة السورية في محاربة الارهاب مؤكدا ضرورة اعتماد الدليل في هذا المجال.

وشرح الرئيس السوري لوفد من مجلس الشيوخ الاميركي برئاسة السيناتور «وين اوين» وجهة نظر سورية فيما يتعلق بمنعكسات 11/9 في الولايات المتحدة على عدد من المسائل الاقليمية والدولية.

واوضح الرئيس الاسد للوفد الاميركي ان احد الاسباب في تنامي ظاهرة الارهاب يكمن في عدم الاتفاق على تعريف يحدد مفهوم الارهاب وهويته، ومفهوم التطرف بأنواعه المختلفة.

وجاء في بيان صحافي رئاسي ان الرئيس السوري قال للوفد الاميركي ان من الاهمية بمكان، ان يكون الخطاب السياسي الموجه من الخارج الى هذه المنطقة مدروسا دراسة دقيقة، لان الثقافات في هذه المنطقة تختلف عما هو موجود في كل من اوروبا والولايات المتحدة. ونقل البيان الرئاسي عن الرئيس الاسد قوله ان بامكان الولايات المتحدة ان تستفيد من تجارب الدول التي حاربت الارهاب بنجاح وخاصةسورية، مؤكدا ضرورة التمييز بين المعلومة والدليل بحيث يعتمد القرار دائما على الدليل وليس على المعلومة.

وقال الرئيس الاسد ان تحديد معايير التعامل مع اطراف النزاع في الشرق الاوسط، هو ضرورة يحتمها الواقع وان سورية ترحب بتعاون اي دولة معها في مكافحتها للارهاب.

واشار البيان الصحافي الى ان اعضاء الوفد الاميركي ثمنوا ما سمعوه من الرئيس الاسد من حيث تحليله للاوضاع القائمة في المنطقة والعالم التي ترتبت على احداث ايلول، معربين عن حرصهم على التعاون مع سورية في مجال العلاقات الثنائية وفي المجالات الاخرى.

وقال رئيس الوفد اوين ان التحليل الذي استمع اليه الوفد عن تاريخ سورية وتجربتها ومعالجتها لما تعرضت له «يعتبر درسا مفيدا للولايات المتحدة ولدول كثيرة في العالم».

واكد اوين ان اعضاء الكونغرس يحتاجون مساعدة الرئيس الاسد وسورية من اجل اجراء حوار افضل واكثر فعالية في الشرق الاوسط.

وحضر اللقاء نائب رئيس الوزراء السوري وزير الخارجية فاروق الشرع والسفير الاميركي بدمشق ثيودور قطوف. واعضاء الوفد المرافق للسيناتور اوين، اعضاء مجلس الشيوخ ريتشارد ديربان وديفيد برايس، وجيم ديفيس. وفي اطار النشاط السياسي والدبلوماسي الاميركي الذي تشهده دمشق في هذه الاونة، علمت «الشرق الأوسط» ان من المحتمل ان تقوم وفود اميركية اخرى بزيارة العاصمة السورية خلال الفترة ما بين 11 و22 من الشهر الحالي لبحث المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية وما نتج من تطورات فيهما بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) في الولايات المتحدة الاميركية.

واشارت دوائر دبلوماسية اميركية الى ان اربعة وفود اميركية قد تزور خلال الايام المقبلة دمشق، سيرأسها في حال حدوثها، ادوارد دجيرجيان وساكسي تشامبليس وريتشارد غيفاردي وجون نيفرو بونت.

ولاحقا انتقل الوفد الاميركي من دمشق الى بيروت حيث اجتمع بالرئيس اللبناني اميل لحود ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري.

وخلال لقائه مع الوفد أكد الرئيس لحود «ان لبنان يعتبر ان الظروف والمعطيات التي استجدت بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، افرزت فرصا يجب على المجتمع الدولي الاستفادة منها للبحث في حل لأزمة الشرق الاوسط يرتكز على العدالة والشمولية، ويلحظ خصوصا تنفيذ القرارات الدولية». واعتبر «ان العنف لا يشكل طريقا الى الحل، كذلك فان الاجراءات المؤقتة لا تحقق السلام المنشود». محملا اسرائيل «مسؤولية عرقلة كل الجهود التي بذلت لايجاد حلول سلمية للصراع العربي ـ الاسرائيلي». ورأى ان على الولايات المتحدة الاميركية «دعم مبادرة تهدف الى تحقيق السلام في المنطقة، والا تمكن اسرائيل من دفعها الى مواقف تؤثر على صدقيتها من جهة، وعلى علاقاتها مع الدول العربية من جهة ثانية».

وشدد الرئيس اللبناني مجددا على ضرورة «التمييز بين الارهاب واعمال المقاومة المشروعة»، مؤكدا «ان اللبنانيين حددوا خياراتهم في موقف موحد غدا من الثوابت الوطنية التي انعكست استقرارا امنيا وسياسيا في البلاد».