باكستان تؤكد أن التوتر لا يزال قائما والهند ترفض الوساطة الخارجية

TT

بعد فشل زيارة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى الهند وباكستان في نزع فتيل التوتر بين هذين البلدين الجارين النووين، أكدت اسلام آباد ان التوتر لا يزال قائماً، في الوقت الذي شددت فيه نيودلهي على رفض أي وساطة خارجية في نزاعها مع جارتها.

وافادت المصادر الرسمية ان الجانبين الهندي والباكستاني تبادلا مساء اول من امس وصباح امس اطلاق النيران في منطقة سيالكوت باقليم البنجاب الباكستاني. وقال متحدث باسم قوات الامن الهندية في كشمير ان جندياً هندياً واثنين من المقاتلين الكشميريين قتلوا امس عندما هاجم المقاتلون معسكراً للجيش الهندي بالقرب من الحدود الباكستانية.

واكدت السلطات الهندية امس انها لا تزال تنتظر من باكستان اتخاذ تدابير «ملموسة» من اجل لجم المجموعات الكشميرية، وذلك إثر إعلان الرئيس الباكستاني برويز مشرف اول من امس بأن لديه خطة، سيعرضها خلال الأيام المقبلة، «للجم واستيعاب» الجماعات الكشميرية المتشددة. فقالت المتحدثة باسم الخارجية الهندية نيروباما راو «ما ننتظره من باكستان اتخاذ خطوات ملموسة وجدية وجوهرية لمعالجة الارهاب عبر الحدود، ومشكلة الارهابيين الذين ينشطون من الاراضي الباكستانية». وشددت على ان الهند لم تر بعد اي تغيير اساسي في السياسة الباكستانية ازاء المجموعات العسكرية، داعية اسلام آباد الى نبذ الارهاب علنا. وقالت «حان الوقت لكي تزيل باكستان اللبس في موقفها بهذا الصدد».

وكررت راو التأكيد على موقف الهند المعارض تاريخياً لأي وساطة دولية او من طرف ثالث في نزاعها مع باكستان، ولا سيما حول كشمير التي تعتبرها جزءا مكملا للهند. وقالت «على الهند وباكستان ان تعالجا هذه المسائل. لا مجال لتدخل طرف ثالث». وتؤيد باكستان في المقابل ارسال موفد اميركي الى المنطقة املا في تدويل النزاع حول كشمير والقائم بين الدولتين منذ نصف قرن.

وقد تزايد التوتر بين الهند وباكستان منذ الهجوم الذي شنه 5 مسلحين في 13 ديسمبر (كانون الاول) الماضي على البرلمان الهندي، واتهمت نيودلهي جماعتي «عسكر الطيبة» و«جيش محمد» المتمركزتين في باكستان، بالوقوف وراءه.

وعلى الرغم من محاولة الرئيس الباكستاني برويز مشرف تخفيف التوتر وقيامه بمصافحة رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي في قمة «سارك» التي عقدت في العاصمة النيبالية كاتماندو، وعلى الرغم من زيارة رئيس الوزراء البريطاني للبلدين، فإن الحكومة الباكستانية اكدت امس ان التوتر العسكري لم يتراجع بعد. وسئل عزيز احمد خان الناطق باسم الخارجية الباكستانية عما اذا كان لوحظ تراجع في حدة التوتر بعد زيارة بلير، فاجاب «لا، ليس في الوقت الحاضر». لكنه اشار الى ان بلاده لن تتوقف عن السعي لحمل الهند الى الجلوس حول طاولة مفاوضات لبحث الخلافات بينهما. وقال خان خلال مؤتمر صحافي ان «ذلك لا يعني ان علينا ان نشعر بالاحباط ونتوقف عن بذل الجهود من اجل خفض التوتر وايجاد حل لجميع هذه الخلافات بالسبل السلمية».

وقد رحب بلير بالاجراءات التي اتخذتها باكستان باعتقال نشطاء الجماعات الكشميرية التي تتهمها الهند بالوقوف وراء الهجوم على برلمانها. وقال بلير ان نبذ باكستان للارهاب يجب ان يصاحبه التزام هندي ببدء محادثات بشأن قضية كشمير. لكن صحيفة باكستانية بارزة قالت امس ان رئيس الوزراء البريطاني لم يكن متوازنا في ما يتعلق بما تعتبره باكستان «حرية النضال» للشعب الكشميري. وقالت الصحيفة «يبدو ان بلير لم يدرك الفارق بين الارهاب والمقاومة المشروعة».

ورأى الرئيس الاميركي جورج بوش ان الوضع بين الهند وباكستان لا يزال خطيراً، وقال للصحافيين في البيت الابيض اول من امس «لا اعتقد ان الوضع استقر بعد، لكني مؤمن بأن هناك سبيلا لتحقيق ذلك ونحن نعمل جاهدين على اقناع الطرفين».

وقال وزير الخارجية الاسرائيلي شيمعون بيريس امس انه يعتقد ان الهند تريد تجنب الحرب مع باكستان. واضاف بيريس الذي يزور الهند، عقب اجتماعه مع كبار المسؤولين في حكومة نيودلهي «لا اعتقد ان الهنود يريدون حربا».

إلى ذلك، اعلن الناطق باسم الخارجية الصينية امس ان رئيس الوزراء الصيني زهو رونغجي سيقوم قريبا بزيارة الى الهند يكرر خلالها دعوة بكين لخفض التوتر بين نيودلهي واسلام آباد.