الملك محمد السادس يستقبل وزير الداخلية الفرنسي السابق

TT

استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس في الرباط جون بيير شوفينمان وزير الداخلية الفرنسي السابق، ومرشح الرئاسة الفرنسية، ومؤسس «حركة المواطنين»، الذي يقوم بزيارة عمل للمغرب.

وحضر شوفينمان أمس حفل استقبال كبير أقامته السفارة الفرنسية بالرباط بمناسبة توديع وتكريم ميشيل دوبون كورس السفير الفرنسي الذي انتهت مهمته في المغرب، في ظرفية تشهد فيها العلاقات بين البلدين مستوى جيدا للغاية.

ويجري شوفينمان في العاصمة المغربية التي تشكل المحطة الأخيرة في جولته المغاربية، مباحثات مع عدد من المسؤولين المغاربة ضمنهم عبد الرحمن اليوسفي الوزير الأول وأندريه أزولاي مستشار العاهل المغربي.

وقالت المصادر أن شوفينمان مهتم بمناقشة أوضاع الجالية المغربية في فرنسا، وربطت مصادر بين اهتمامه بهذا الملف والانتخابات الرئاسية في فرنسا الذي سيخوضها شوفينمان، ويسعى لكسب تأييد ما يناهز 700 ألف مغربي مقيم في فرنسا.

وذكرت مصادر مغربية أن مباحثات شوفينمان مع المسؤولين المغاربة تتركز حول مناقشة آفاق تطور العلاقات المغربية ـ الأوروبية ودور باريس والرباط في تدعيمها،لا سيما في ظل تداعيات الحرب على الإرهاب منذ أحداث 11 سبتمبر (أيلول) الماضي. وقال شوفينمان للصحافيين مساء اول من أمس لدى وصوله الى المغرب إن زيارته للمغرب ستتميز بإجراء مباحثات مع المسؤولين المغاربة و«تبادل عميق لوجهات النظر حول الوضع في المغرب وفرنسا والمغرب العربي».

وأضاف شوفينمان أن «مستقبل المغرب وفرنسا يكمن في التقارب بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط وفي ربط المغرب العربي بأوروبا على اعتبار أن تنمية مشتركة بين ضفتي المتوسط وحدها الكفيلة بخلق عالم من التعقل والعدالة خصوصا في ظل المناخ العالمي الخطير الذي نعيش فيه».

وقال «إن اتفاقية الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي على سبيل المثال لا يجب أن تقتصر على مجرد منطقة للتبادل الحر بل يتعين توفير موارد هيكلية تكون رهن إشارة المغرب لتطوير بنياته التحتية والتركيز على المشاكل ذات الأولوية خصوصا تلك المتعلقة بمجال التربية والصحة والسكن».

وبخصوص انعكاسات أحداث 11 سبتمبر (أيلول) الماضي في الولايات المتحدة، اعتبر شوفنمان أن «محاربة الارهاب يجب أن تشمل أيضا محاربة أسبابه»، وقال «لا يمكننا أن نتجاهل مشاكل ظلت بدون حلول منذ مدة طويلة للغاية كالقضية الفلسطينية والوضع في العراق».

وأكد شوفينمان أن «المغرب وفرنسا مطالبين بالعمل معاً والتشاور الدائم على إسماع صوت العقل والتوصل الى حلول ترسي سلاما دائما وتحترم هوية وكرامة كل شعب»، مبرزا دعمه «لإقامة دولة فلسطينية تكون أفضل ضمانة للأمن الاسرائيلي داعيا الى رفع الحصار المفروض على العراق حتى يجد هذا البلد دربه لتنمية سلمية».

وكان شوفينمان قد أكد ضرورة انفتاح أوروبا على الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، مشددا خلال محاضرة ألقاها في تونس حول موضوع «آفاق الشراكة الأوروبية ـ المغاربية» على الأهمية الاستراتيجية التي يكتسيها البعد المتوسطي وتحديدا البعد المغاربي في السياسة الخارجية الفرنسية.

وأبرز أهمية العلاقات بين أوروبا والمغرب العربي والتي من شأنها أن تشكل جسرا بين ضفتي المتوسط، معربا عن أمله في أن يشهد التعاون الأوروبي المغاربي مزيدا من التطور وأن يشمل فضلا عن التعاون الاقتصادي المجالات الثقافية والتربوية ومجال البحث العلمي.

واعتبر شوفينمان أن القرن الجديد سيتسم بالتعايش السلمي في اطار من التعددية وباعتماد أسلوب الحوار، مؤكدا أن الحيف والشعور بالمهانة يؤديان الى تفاقم الشعور بالحقد والى الارهاب. وحول رأيه في تطورات الشرق الأوسط، قال شوفينمان إنه اذا لم يتوصل الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي الى اتفاق، فانه يتعين على المجموعة الدولية أن تتدخل لايجاد حل لنزاع الشرق الأوسط من خلال انشاء دولة فلسطينية تكتسب كل مقومات السيادة الى جانب دولة اسرائيل.