بري يلوم بعض وسائل الإعلام اللبنانية لتأويلها كلامه على غير معناه وحقيقته

لقاء يجمعه مع الحريري اليوم عند دلول وينتهي بفتح صفحة جديدة

TT

لم تبدُ على رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري علامات التوتر والتشنج، فالداخل الى مجلسه وفي ظنه انه سيجده كذلك، يخرج بانطباع ان الخلاف القائم حول التعيينات وغيرها بينه وبين رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري آيل الى الزوال. والمعطيات التي توافرت لـ«الشرق الأوسط» امس عن حركة الوسطاء العاملين على انهاء الخلاف دلت على انهما سيجتمعان اليوم في لقاء على غداء في منزل صديقهما المشترك النائب محسن دلول يتوج بمصالحة وفتح صفحة جديدة من التعاون بينهما، خصوصاً بعدما وصف الحريري ما نقله بعض وسائل الاعلام عن بري من توضيحات لمواقف سابقة بأنه «كلام ايجابي».

وخلال لقائه امس مع المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع برئاسة عبد الهادي محفوظ لام الرئيس بري «بعض وسائل الاعلام التي تتناول المواضيع بطريقة غير مسؤولة وتأول الكلام على غير معناه وحقيقته مما يتسبب باحداث الفتن». وقال: «ان المثل القائل من أصعد الحمار على المئذنة هو الذي ينزله هو مثل شعبي يقصد فيه ان من قام بعمل او بإجراء معين هو الذي عليه ان يعود عنه او يبدله، وليس المقصود به تشبيه احد من المسؤولين بعبارة نابية وردت في هذا المثل».

واضاف بري: «مثلما أولوا كلامي في المؤتمر الصحافي على غير حقيقته، حاول بعض وسائل الاعلام تأويل شرحي لحقيقة ما قلت على انه اعتذار (من الرئيس الحريري) ولكني في الحقيقة لم اقترف خطأ حتى اعتذر عنه». ولفت الى ان صحيفة «المستقبل» التي يملكها الرئيس الحريري «هي الصحيفة الوحيدة التي انصفتني اليوم».

وعندما قال له احد اعضاء المجلس: « ان الرئيس الحريري يذكرك دائماً بالخير ويتحدث عنك على انك حليفه الوحيد»، رد بري قائلاً: «الرئيس الحريري اخ وصديق وحليف اساسي وانا اربأ بنفسي، وبأي شخص، ان اتعرض له بالاهانة، من خلال المثل الذي قلته في مؤتمر الصحافي والقائل: من أصعد الحمار الى المئذنة عليه ان ينزله. وقد قلت للذين سألوني وراجعوني ونقلوا لي امتعاض الرئيس الحريري من هذا المثل، راجعوا سلام الراسي وكتابه عن الامثال الشعبية فتدركوا معناه، هذا المثل تفسيره واضح وهو ان من تسبب بمشكلة او بأزمة عليه ان يعالجها فلماذا يعطى تفسيراً على ان فيه اهانة شخصية للرئيس الحريري؟». وابلغ الرئيس بري اعضاء المجلس الوطني للاعلام بشيء من الدعابة وضاحكاً: «انا لم اخطىء حتى اعتذر. وعادة عندما أُخطىء لا اعتذر، فكيف والحال اذا كنت غير مخطىء؟ اني لا اعتذر الا لله» مكرراً ان لا مشكلة شخصية بينه وبين الرئيس الحريري.

وقد اراد الرئيس بري من هذه الدعابة تأكيد «ايجابية» اجوائه وطريقة تعاطيه مع بقية المسؤولين في الدولة، متطرقاً الى موضوع القمة العربية الدورية المقرر عقدها في بيروت في 27 مارس (آذار) المقبل. واوضح ان اقتراحه تأجيلها الى وقت لاحق من هذه السنة انما هو ناجم عن اقتناع شخصي تولد لديه في موضوع جدوى انعقاد هذه القمة وخروجها بقرارات تفيد المصلحة الوطنية والقومية، خصوصاً انها تنعقد في لبنان الذي اعطى العرب نصراً تاريخياً من خلال المقاومة التي دحرت الاحتلال الاسرائيلي من الجنوب.