الرئيس السوداني يدعو في افتتاح قمة «الإيقاد» إلى مشروع سـلام إقليمي ويطالب بتنسيق الجهود لمحاربة الإرهاب

الحكومة السودانية وحركة قرنق تلقتا دعوة لإجراء مفاوضات الأسبوع المقبل في جنيف برعاية سويسرية ـ أميركية

TT

دعا الرئيس السوداني الفريق عمر حسن البشير، قادة الدول المشاركة في قمة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا «ايقاد» التي بدأت اعمالها أمس في الخرطوم الى «ازالة صورة الارهاب». وقال البشير في خطابه الافتتاحي «نندد من اعماق قلوبنا بالارهاب ونضم صوتنا الى الاسرة الدولية في محاربة الجريمة البشعة التي لا تحترم حدودا او اديانا او ثقافات». واضاف البشير ان «جيمع الاديان تدعو الى التآخي لا الصدام ونحن شركاء في عالم واحد ويتوجب علينا اقرار قيم المساواة واحترام حقوق الانسان وحرماته». وتابع ان «قتل النفس جريمة لا تقبلها اعراف او ديانات وهذا يلقي علينا التزامات ومسؤوليات جسام للتعاون وتنسيق الجهود لمكافحة الارهاب». وطالب البشير بأن «يرتفع صوتنا لمناهضة الارهاب اتفاقا مع مقررات الامم المتحدة ومنظمة الوحدة الافريقية لازالة اي صورة عنا بالارهاب». وشدد على وجوب «ان نتخذ موقفا واضحا ضد اي منظمات تدعو للعنف في المنطقة». وتهدف القمة الى مواجهة ما تطلبه الولايات المتحدة في الحرب على الارهاب والبحث في المبادرات المتعلقة باحلال السلام في السودان الذي تمزقه حرب اهلية مستمرة منذ 18 عاما، وفي الصومال حيث تحاول الحكومة الانتقالية توسيع مجال سلطاتها والتغلب على زعماء الحرب. ودعا البشير ايضا الى مشروع سلام اقليمي يجعل المنطقة خالية من النزاعات والحروب، قائلا «ان منطقتنا كما تعلمون ما زالت تعاني من صراعات لا تنتهي ولا ضرورة لها بين دولها وداخلها». واوضح في هذا الصدد «ما من شك في ان ذلك ادى الى تباطؤ عملية التنمية في بلداننا، ولهذا يجب التأكد من عدم نقل هذه الصراعات الى القرن الحادي والعشرين». ودعا ايضا الى مشروع اقليمي للطاقة والكهرباء، ومشروع اقليمي صحي لمقاومة الامراض المستوطنة. وقال ان «الايقاد ستتبنى في المرحلة المقبلة عددا من المحاور تتلخص في ان العمل على بث الشعور القومي بين شعوب المنطقة، وضرورة تحقيق مشروعات تنموية اقليمية، والاهتمام بالجانب الاعلامي والتعبوي لنشر الوعي وبسط ثقافة السلام، والربط بين شعوب الاقليم ثقافيا واجتماعيا وشبابيا يهدف الى بلورة برامج وتفاعل هذه القطاعات». ويشارك في القمة رؤساء الصومال عبد القاسم صلاد حسن، وجيبوتي اسماعيل عمر جيلة، واريتريا اسياس افورقي، وكينيا دانيال اراب موي، ورئيس الوزراء الاثيوبي مليس زيناوي، والاوغندي يويري موسيفيني. ويحضر القمة ايضا وزير شؤون الوحدة الافريقية الليبي علي عبد السلام التريكي، ووزير خارجية مصر احمد ماهر، والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وتشارك دولة قطر في القمة بوصفها الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الاسلامي بوفد يرأسه احمد بن عبد الله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية. وتناقش القمة التي تستمر اعمالها يومين قضايا احلال السلام والامن في السودان والصومال ومكافحة الارهاب والتعاون الاقتصادي والمسائل السياسية والانسانية والامن الغذائي وحماية البيئة. ووافق وزراء خارجية الدول المشاركة اثناء اجتماعهم اول من امس على اقتراح سوداني يدعو الى عقد مؤتمر دولي حول الارهاب. وقال وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل ان الاقتراح الذي رفع الى القمة يطالب بمؤتمر دولي لـ«تحديد الارهاب» ومحاربته ضمن اطر «الشرعية الدولية». واضاف اسماعيل ان الوزراء استعرضوا ثلاثة تقارير حول مقترحات ثلاثة لانهاء الحرب في السودان. واضاف البشير في خطاب الافتتاح انه «يجب اعداد خطة تتولاها الاجهزة الامنية والشرطية تهدف الى سرعة تحرك رجال أعمال الاقليم مع عقد ورشة عمل لرجال الاعمال والاجهزة الحكومية الاستثمارية لتسيير انتقال رؤوس الاموال وضرورة التزام شركاء الايقاد بمنهجية واضحة من خلال تقديم الدعم المالي والخبراء لدول الايقاد وتعزيز مبادرتي الايقاد والمشتركة لتعزيز عملية السلام في السودان والعمل بشفافية وازالة العقبات لتسريع عملية السلام». وأكد الرئيس السوداني بعد أن تمت اعادة انتخابه رئيسا للدورة التاسعة ان قادة الايقاد قادرون على حل مشاكلهم وتجاوز خلافاتهم. وأعرب عن تفاوله في ان يشهد العام الحالي انفراج الازمة الصومالية، مشيرا الى أنه تم وضع الاسس للتكامل الاقتصادي والاجتماعي مع المشروع في تأسيس برلمان الايقاد. من جانبه قال السكرتير التنفيذي للايقاد عطا الله بشير ان الايقاد ما زالت تتلقى دعما محدودا من الشركاء، وأعرب عن أمله في مزيد من الدعم من الشركاء لتحقيق التنمية مع ضرورة أن تكون مساهماتهم خالية من الاعتبارات السياسية. واشاد بالاعلان التاريخي للايقاد حيث سيتم التوقيع من قبل القادة على آلية توقع المنازعات وسبل ازالتها. وأعرب عن حزنه لعدم استكمال مشروع المصالحة في الصومال واستمرار النزاع في السودان. ودعا ممثل الامين العام للأمم المتحدة محمد سحنون كل الاطراف المتنازعة في الايقاد الى السلام وقال ان على الفصائل المختلفة ان تسمو على خلافاتها وان الامم المتحدة ستساعد في فض المنازعات والاسهام مع الايقاد في فض المنازعات. في غضون ذلك، اعلنت وزارة الخارجية السويسرية امس ان الحكومة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان تلقيا دعوة لاجراء مفاوضات الاسبوع المقبل في سويسرا برعاية مشتركة من هذا البلد والولايات المتحدة. واوضحت متحدثة ان الدعوات سلمت اول من امس الى الطرفين في ختام اتصالات متعددة، وامتنعت عن القول ما اذا كانت الردود ايجابية ام لا.