إسرائيل تهدم حيا كاملا في رفح وتشرد 700 شخص ردا على مقتل جنودها الأربعة

TT

في رد عسكري واسع النطاق على مقتل الجنود الاسرائيليين الاربعة على ايدي عناصر من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أول من أمس اقتحمت القوات الاسرائيلية مناطق السلطة الفلسطينية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة أمس ودمرت 75 منزلا فلسطينيا وشردت سكانها البالغ عددهم 700 شخص. وذكر شهود عيان ان عشر دبابات وثلاث جرافات إسرائيلية توغلت في منطقة بلوك (أو) وقامت بتدمير المنازل. وفي الاثناء قام عناصر من لواء المظليين الاسرائيلي شاركوا في العملية بالتنكيل بسكان الحي وكل من واجههم. وفي الوقت الذي كانت تشهد فيه المناطق الفلسطينية اقسى موجة برد منذ عشرين عاما وجد المئات من سكان الحي المنكوب انفسهم بدون مأوى. فحسب محمد بشير الآغا محافظ رفح فان مائة وثلاثة وعشرين أسرة اصبحت بدون مأوى. وتحت زخات المطر وعصف الرياح العاتية اندفع سكان البيوت المهدمة وكذلك المئات من سكان الحي الذين خافوا ان تطال بيوتهم الجرافات الاسرائيلية نحو مركز المدينة. وأكد سكان في المنطقة ان عناصر لواء المظليين ارغموا سكان البيوت على مغادرتها حتى قبل جمع حاجياتهم واضطر الكثير من العائلات الى ترك ما جمعته من حلي ونقود طوال عشرات السنين خلفها، حيث تم دفنها تحت اكوام الحجارة. وشوهدت إحدى العجائز التي اتى الدمار على منزل ابنها الذي انجز بناؤه للتو استعدادا لزفافه الذي كان من المقرر ان يتم الاسبوع المقبل، وهي تبكي بحرارة في حين كان ولدها يحاول تهدئة روعها. وتجمهر سكان الحي المنكوب في الصباح للبحث عن حاجياتهم بعدما انجزت جرافات الاحتلال تدمير الحي. ونظرا للأحوال الجوية بالغة القسوة التي تلم بالمنطقة تم استيعاب الاسر المنكوبة في مدارس المنطقة بعد ان تحول الحي باكمله الى اكوام من الحجارة. وسينتظر السكان حتى صباح اليوم، حيث من المقرر ان يقوم ممثل وكالة الغوث بغزة بزيارة المنطقة والاطلاع على حاجة السكان من الخيام. وأوعز الرئيس الفلسطيني لمحافظة رفح والوزارات المختصة بتقديم المساعدات للاسر المنكوبة. وفي نفس الوقت قامت قوات الاحتلال بتدمير موقع للامن الوطني الفلسطيني بالقرب من مطار رفح، كما استولت على ثلاثة مواقع للشرطة البحرية الفلسطينية في منطقة خان يونس. واستولت قوة من حرس السواحل الاسرائيلية على مرفأ للصيادين الفلسطينيين يقع في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة وقامت بالاستيلاء على أربعين محركا من محركات قوارب الصيد. ولم تترك المكان الا بعد ان أوسع الجنود الصيادين ضربا. ونددت السلطة الفلسطينية بالعدوان الاسرائيلي.

وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس عرفات ان ما اقدمت عليه قوات الاحتلال في رفح يمثل تصعيدا خطيرا يعكس حقيقة نوايا حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي أريييل شارون ويفضح توجهها نحو مواصلة العدوان. واعتبر ان العدوان يكشف عزم شارون على تدمير كل امل للتوصل لتهدئة في المنطقة. وناشد ابو ردينة المجتمع الدولي لا سيما الولايات المتحدة للتدخل لوقف العدوان الاسرائيلي. من ناحيتها وصفت وزيرة الثقافة الاسرائيلية السابقة والرئيسية السابقة لحزب ميريتس الاسرائيلي شولاميت ألوني ان ما قامت به قوات الاحتلال في رفح يمثل «جريمة ضد الانسانية». واضافت ألوني في اجتماعها مع الرئيس عرفات في رام الله أمس ان منفذي عمليات الهدم يتوجب تقديمهم الى محكمة دولية لجرائم الحرب. واضافت ألوني انه يتوجب وقف العدوان على الشعب الفلسطيني ووقف الحصار.

في تل أبيب حمل زعيم المعارضة الاسرائيلية النائب اليساري يوسي ساريد على اقدام الجيش الاسرائيلي على تدمير المنازل الفلسطينية في رفح من دون تمييز ردا على هجوم اسفر عن مقتل اربعة عناصر في صفوفه أول من امس.

وقال زعيم حزب ميريتس اليساري (10 نواب من أصل 120 في البرلمان) في بيان له «لا يوجد مبرر للرد على الهجوم ضد جنود بتدمير منازل للاجئين الفلسطينيين». واضاف النائب «ان الثأر لا يمكن الا ان يؤدي الى مزيد من إراقة الدماء وتعقيد التوصل الى حل».

وطلب من وزير الدفاع بنيامين بن اليعزر ان يعطي تفسيرا لهذه الاجراءات امام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الذي ينووي ساريد رفع القضية اليه.

وذكرت منظمة انسانية فلسطينية ان 700 فلسطيني وجدوا أنفسهم من دون مأوى بعد ان هدم الجيش الاسرائيلي منازلهم خلال الليل في رفح في جنوب قطاع غزة.

وفي بيان، اعلن المركز الفلسطيني لحقوق الانسان ومقره في غزة، ان «700 فلسطيني من رجال ونساء وأطفال فقدوا منازلهم اثر تدميرها» من قبل الجيش الاسرائيلي.

وهذه اهم عملية من هذا النوع يقوم بها الجيش الاسرائيلي في يوم واحد منذ بدء الانتفاضة في سبتمبر (ايلول) عام .2000