بوش: شحنة سفينة الأسلحة قد يكون هدفها تعزيز الإرهاب

مسؤولون أميركيون يرون صلة للرئيس الفلسطيني وعرفات ينفي لباول

TT

اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش أمس ان شحنة الاسلحة المضبوطة في السفينة «كارين ايه» التي اعترضتها اسرائيل في البحر الاحمر الاسبوع الماضي يمكن ان يكون هدفها «تعزيز الارهاب». وقال بوش في ختام اجتماع مع مستشاريه الاقتصاديين الرئيسيين في البيت الابيض «أريد ان أتأكد من ان البراهين جدية ولكن، كما غيري، بدأت أشك في ان هذه الاسلحة كانت تهدف الى تعزيز الارهاب». وكان وفد من مسؤولي مخابرات اسرائيليين قدم الى وزارة الخارجية الاميركية الملف الذي اعدته اسرائيل حول اعتراضها في الثالث من الشهر الحالي في البحر الاحمر سفينة الشحن «كارين ايه» المحملة بخمسين طنا من الاسلحة. وبعد جلسة احاطة مع مسؤولين من المخابرات الاسرائيلية خلص مسؤولون اميركيون أمس الى ان «الحجج قوية» على ان شخصيات فلسطينية رفيعة، منها الرئيس ياسر عرفات لها يد في شحنة الاسلحة التي ضبطتها اسرائيل الاسبوع الماضي. وقال مسؤول اميركي رفيع «حضرنا جلسة احاطة موسعة مع فريق المخابرات الاسرائيلية اليوم ونشعر ان حججهم قوية على ان شخصيات رفيعة من السلطة الفلسطينية وفتح متورطون في هذه الشحنة». ولم يقل المسؤول مباشرة ان عرفات أمر بالشحنة، لكنه قال انه يبدو ان ترتيب الشحنة يتضمن «قرارات واعمالاً ذات طبيعة تجعل المرء يفترض انها اتخذت حتما على اعلى مستوى». واضاف قوله «من المعلومات التي قدمها الاسرائيليون تراودنا شبهات قوية على ان عرفات كان على علم بامر الشحنة». وقال المسؤول الرفيع ان حكومة الرئيس بوش تطالب عرفات ان «يمنع الناس الذين يفعلون هذا ومن ذلك قطع الاجزاء المتورطة من حركة فتح» وكذلك شن حملة على الجماعات الاسلامية المتشددة مثل «حماس» وحزب الله. وقال مسؤول اميركي رفيع آخر «هذا امر خطير للغاية». وفي وقت سابق، قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية انه اذا تبين ان عرفات مسؤول فسوف يكون لذلك تأثيره على الطريقة التي تنظر بها الحكومة الاميركية الى الزعيم الفلسطيني، غير انه استطرد قائلا ان الولايات المتحدة ستواصل السعي جاهدة من اجل هدنة ومحادثات سلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وضبطت اسرائيل السفينة المحملة بالاسلحة في البحر الاحمر على بعد نحو 500 كيلومتر من سواحلها الأسبوع الماضي. وقالت اسرائيل ان السفينة كانت تحمل 50 طنا من الذخائر الى غزة لصالح السلطة الفلسطينية في انتهاك لاتفاقات السلام المرحلية في اوسلو عام 1993، وهو اتهام نفته السلطة الفلسطينية. وقالت الولايات المتحدة من البداية انها تؤيد احتجاز اسرائيل للسفينة، لكنها لم تتبن بالكامل وجهة نظر اسرائيل التي تعتبر عرفات مسؤولا. وقال مسؤولون اميركيون انهم مقتنعون ايضا ان الشحنة مصدرها ايران وان هذا دليل آخر على ان ايران «تساند العنف والارهاب». وفي وقت سابق أول من أمس قالت وزارة الخارجية الاميركية ان الوزير كولن باول حث عرفات على الاسراع بتقديم تفسير لشحنة الاسلحة التي ضبطتها اسرائيل الاسبوع الماضي. وقال المتحدث باسم الوزارة ريتشارد باوتشر عن محادثة هاتفية اجراها باول مع عرفات «الوزير تحدث هاتفيا الى رئيس المنظمة عرفات وذكره بالخطورة التي نوليها لهذه المسألة والحاجة الملحة لتقديم تفسير كامل». وقال مسؤول اميركي كبير «كان الوزير حازما تماما مع عرفات بهذا الشأن». وقال باوتشر ان عرفات اكد لباول مرة اخرى انه ليس ضالعا في شحنة الاسلحة التي تقول اسرائيل ان السلطة الفلسطينية هي التي رتبت لها. وقال باوتشر ان الولايات المتحدة تنظر لمسألة شحنة الاسلحة بشيء من الالحاح. وقال «اي شيء يريدون قوله يجب عليهم قوله سريعا». وفي وقت لاحق، قال باول للصحافيين انه تحدث ايضا الي عرفات بشأن هجوم فلسطيني قتل فيه اربعة جنود اسرائيليين في جنوب اسرائيل أول من أمس. وقال البيت الابيض ان الرئيس بوش ادان الهجوم. والقى الحادث بظلال كثيفة على محاولات اميركية لتحويل الهدوء النسبي في العنف الاسرائيلي ـ الفلسطيني الى وقف دائم لاطلاق النار واستئناف محادثات السلام. وقال باوتشر ان الولايات المتحدة التي تمنح اسرائيل سنويا ما قيمته مليارا دولار من الاسلحة التي تستخدم في قتل الفلسطينيين تعترض على الشحنة التي تقدر قيمتها بنحو 100 مليون دولار على اساس انها تسهم في تصعيد العنف. وقال ان «السلطة الفلسطينية ورئيس المنظمة عرفات يجب عليهم منع حدوث مواقف خطيرة مثل هذا التهريب الفلسطيني للاسلحة. نحن ندين هذا الجهد الرامي الى تصعيد العنف ونتطلع الى السلطة الفلسطينية كي تتخذ خطوات عاجلة لمنع محاولات في المستقبل لجلب اسلحة اضافية». وتقول وزارة الخارجية انه من الواضح انه كان للفلسطينيين دور في مشروع شحنة الاسلحة. وقال باوتشر ان «وقف العنف وكبح جماح المتشددين.. هو اول خطوة للبدء في بناء الثقة والعودة الى المحادثات وهو الهدف النهائي». ولا يزال من المتوقع ان يعود المبعوث الاميركي انتوني زيني الى المنطقة قريبا بعد ان يطلع باول في واشنطن هذا الاسبوع على نتائج زيارته الاخيرة التي انتهت يوم الاحد الماضي. وقال البيت الابيض ان الرئيس بوش ادان الهجوم الذي تسبب في مقتل اربعة جنود اسرائيليين وحث الرئيس الفلسطيني على اعتقال مرتكبيه. وقال المتحدث باسم البيت الابيض اري فلايشر «انه امر يدعو للقلق بوجه خاص لانه يجيء في وقت هدأ فيه الوضع نسبيا وتعمل الولايات المتحدة بشكل مكثف.. لمساعدة الجانبين على تحقيق سلام دائم».

وقال بوش للصحافيين «أود التأكد من ان الأدلة قاطعة، ولكني، مثلي في ذلك مثل كثيرين، بدأت اشتبه بأن هذه الاسلحة كانت موجهة لدعم الارهاب. والارهاب لن يمكننا ابدا من تحقيق السلام في الشرق الأوسط».

لكن بوش قال انه سيرسل مرة اخرى مبعوث السلام الاميركي في الشرق الأوسط انتوني زيني في الوقت المناسب. وأضاف انه فور الحصول على الدليل سيتعين محاسبة المسؤولين عن شحنة الاسلحة، لكن الولايات المتحدة يجب ان تستمر بمشاركتها لمواصلة دفع الاطراف الى الحوار.

وقال «يجب على السيد عرفات ان ينبذ الارهاب، وان يرفض من يسعون الى تعطيل عملية السلام من خلال الارهاب، ويتعين ان يعمل بجد للوصول الى طاولة التفاوض».