الهند تبدأ تلغيم حدودها مع باكستان الممتدة 3 آلاف كلم

إسلام آباد تتسلم 10 مقاتلات صينية وتجدد دعوتها لنيودلهي بسحب الوحدات

TT

وجهت باكستان مجددا دعوة الى اجراء مفاوضات مع الهند بهدف تخفيف الخطر من اندلاع حرب، في الوقت الذي أشارت مصادر إعلامية غربية إلى ان الهند بدأت بتنفيذ مشروع غير مسبوق يتمثل في تلغيم المنطقة الحدودية مع باكستان الممتدة على طول 3 آلاف كيلومتر.

فقد اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية عزيز خان في تصريح صحافي «لقد وجهنا الدعوة الى سحب الوحدات، ولكن طالما تنتشر القوات، فان التوتر سيبقى سائدا ولا يمكن ربما استبعاد وقوع حادث».

ومنذ أكثر من شهر، تحشد الهند وباكستان وحداتهما العسكرية على طول الحدود الفاصلة بينهما حيث يتم تبادل القصف المدفعي يومياً بسبب التوتر الذي خلفه الهجوم الانتحاري ضد البرلمان الهندي الذي وقع الشهر الماضي واسفر عن سقوط 14 قتيلا، بينهم المهاجمون الخمسة. واوضحت المصادر المحلية ان القوات الهندية اطلقت الليلة قبل الماضية وصباح امس قذائف الهاون على قريتين في مقاطعة خوتلي بالجزء الخاضع تحت السيطرة الباكستانية من كشمير، ما ادى بالقوات الباكستانية بالرد واستمر التراشق لساعات.

واوضح المتحدث الباكستاني ان اسلام آباد «طلبت باستمرار انسحاب الوحدات الى المواقع التي كانت تستقر فيها في فترة السلم، ودعت الى الجلوس حول طاولة لبحث كل المشاكل بشكل ثنائي». واعلن عزيز خان ان باكستان لا تزال «مستعدة للاسوأ». واضاف «لا نريد الحرب، لكن علينا ان نبقى على استعداد لها. ان الدفاع الباكستاني قوي جدا».

في غضون ذلك، أفادت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية امس أن الهند بدأت بتنفيذ مشروع كبير يتمثل في زرع حدودها الممتدة مع باكستان على طول 3 آلاف كيلومتر، بالالغام. واوضحت الصحيفة ان عمق كل لغم يبلغ نحو 5 كيلومترات. وفي حال صحت هذه الأنباء، فان هذا المشروع سيخلق أطول منطقة محصنة بالألغام في العالم. وقال بعض المحللين ان الحدود الباكستانية الهندية في منطقة آسيا ستتحول إلى ما يشبه جدار برلين الذي اقيم بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا. وستضاف هذه الألغام الجديدة إلى أخرى كانت قد زرعت في المنطقة خلال الحروب الثلاث التي خاضها البلدان منذ استقلالهما عن بريطانيا عام .1947 ومن ناحية أخرى، وضعت الحكومة التي تدير الجزء الخاضع تحت السيطرة الهندية من كشمير موضع التطبيق خطة للطوارئ بهدف حماية السكان المقيمين على الحدود مع باكستان وذلك في مواجهة احتمال نزاع مفتوح. واوضح مفوض المنطقة في كشمير برويز ديوان امس ان الخطة «تنص بنوع خاص على اقامة ابراج مصفحة جماعية وعائلية في محيط المنطقة»، مشيرا الى ان تكلفة هذه الخطة تصل الى 80 مليون روبية هندية (7،1 مليون دولار) في وادي كشمير وحده.

إلى ذلك، اعلن مسؤول في وزارة الدفاع الباكستانية امس ان بلاده تسلمت الشهر الماضي اول عشر طائرات قتالية صينية الصنع من اصل طلبية من اربعين طائرة في اطار اتفاق لا علاقة له بالازمة الحالية القائمة بين اسلام آباد ونيودلهي. واوضح المسؤول الكبير ان العشر طائرات الاولى من طراز «اف ـ 7بي جي» سلمت الى باكستان في ديسمبر (كانون الاول) الماضي وسيتم تسليم الباقي خلال هذا العام. وقال ان «تسليم هذه الطائرت والاتفاق بحد ذاته لا يرتبطان بالازمة الحالية بين الهند وباكستان. فالامر نتيجة اتفاق تم التوصل اليه في مطلع العام الماضي». وقد نفى المسؤولون الباكستانيون المزاعم التي اوردتها الصحافة المحلية بأن الصين زودت باكستان بهذه الطائرات لدعم قدراتها في اطار الازمة مع الهند.

ومن واشنطن، فتح وزير الداخلية الهندي لال كريشنا ادفاني، الذي يزور حالياً الولايات المتحدة، بتصريحاته النار على اسلام آباد وقال ان هذه الاخيرة لم تظهر «حتى الآن جدية في السعي لانهاء الارهاب عبر الحدود ولم تتخذ خطوات كافية وفعالة في ذلك الاتجاه».

وقال ادفاني للصحافيين ان حكومة بلاده التي تتعرض لضغوط اميركية ودولية، تحلت بالصبر في انتظارها لتحركات من الجانب الباكستاني. واضاف ادفاني، المعروف بتشدده ودفعه بالامور نحو المواجهة مع باكستان، ان الهجوم على البرلمان الهندي «شحذ همة الهند لمواصلة معركتنا ضد الارهاب الذي ترعاه باكستان حتى وضع نهاية حاسمة له».

وأدلى ادفاني بهذه التصريحات إثر محادثات أجراها في واشنطن مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول الذي اعلن عن خطط لزيارة الهند وباكستان الاسبوع المقبل سعيا الى تخفيف التوتر بين البلدين. وربط ادفاني بين الهجوم الذي تعرض له برلمان بلاده يوم 13 ديسمبر (كانون الاول) الماضي وبين اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي التي تعرضت لها الولايات المتحدة. وقال ان «كلينا (الهند واميركا) ضحيتان للارهاب». وعقد الوزير الهندي كذلك مباحثات مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي. آي. إيه) جورج تينيت ومع وزير العدل الاميركي جون آشكروفت.

وكرر ادفاني 4 مطالب يتعين على باكستان تنفيذها، وهي تسليم اسلام آباد للهند 20 متشدداً، وإغلاق المنشآت «الارهابية» في باكستان وفي كشمير، وتوقف باكستان عن تسريب الأسلحة والمقاتلين الى كشمير، والإدانة «القاطعة التي لا لبس فيها» للإرهاب «أينما وجد ومهما كانت القضية التي يسعى لتحقيقها».

ومن المتوقع ان يعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف خلال الأيام القليلة المقبلة عن اجراءات جديدة ضد الجماعات الكشميرية التي تقاتل ضد الوجود الهندي في كشمير. وفي اشارته الى المسؤولين الاميركيين، قال ادفاني ان «بعضهم واثقون» من ان الرئيس «سيتخلي عن الارهاب كأداة لسياسة الدولة»، لكنه استدرك انه شخصياً «غير واثق» ولا يحدوه «الا الأمل». واضاف انه يشعر بالارتياح لاجتماعاته مع المسؤولين الاميركيين الذين تفهموا ما تواجهه الهند من خطر المتشددين الكشميريين.