الوزيرة المصرية أبو النجا: صدام الحضارات نظرية مغلوطة علينا تصحيحها

TT

أكدت وزيرة الدولة للشؤون الخارجية المصرية فايزة أبو النجا ان الحوار بين الحضارات والثقافات اصبح الآن مسؤولية مصرية وعربية واسلامية لمواجهة المفاهيم المغلوطة لدى الغرب كما انه يساهم في انحسار الارهاب على المستوى الدولي وفي هذه الظروف التي يعيشها العالم بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي.

وأضافت ابو النجا في تصريحات صحافية قبيل مغادرتها القاهرة أمس إلى باريس لرئاسة وفد مصر في المؤتمر الوزاري الـ16 لمنظمة الفرنكفونية والذي يبدأ أعماله اليوم ويستمر يومين ويناقش موضوع الحوار بين الثقافات والاديان، ان الرئيس حسني مبارك «كان اول زعيم في العالم وقبل احداث 11 سبتمبر الماضي ينبه المجتمع الدولي لقضية الارهاب، وان هذه الاحداث اثبتت ان نظرته كانت صائبة وبعيدة المدى وفي محلها تماما».

وقالت ابو النجا ان مؤتمر باريس الوزاري يأتي في اطار الاعداد للقمة القادمة للمنظمة في بيروت وايضا لاعتماد ميزانية المنظمة والتي تأجل النظر فيها بسبب تأجيل انعقاد القمة التي كان مقررا لها العام الماضي في بيروت وتأجلت بسبب احداث 11 سبتمبر الماضي، واضافت ان الدورة الجديدة وهي الـ16 لمجلس وزراء منظمة الفرنكفونية ستتولى النظر في بعض الموضوعات المهمة، ومن ابرزها موضوع حوار الثقافات الذي يمثل موضوع الساعة في العالم بعد احداث 11 سبتمبر الماضي. وأكدت ان مصر حريصة على ان يكون لها صوت مسموع في هذا المجال وستبرز امام المؤتمر اهمية الحوار بين الثقافات والحضارات، وان مصر لا تتفق مع المقولة التي تزعم ان هناك صراعا أو تصادما بين الحضارات والثقافات والتي يقصد بها احيانا تصادم الاديان.

وردا على سؤال حول رؤيتها بالنسبة لما يشاع في الغرب عن حتمية صدام الحضارات كما تزعم نظرية صمويل هنتنغتون، والمطلوب مصريا وعربيا لمواجهة مثل هذه النظريات، أكدت الوزيرة ان نظرية هنتنغتون نظرية مغلوطة وهو ما يؤكده الوعي والادراك المتزايدان في العالم رغم ان هناك اتجاها سائدا في الغرب حول صدام الحضارات. وقالت انه منذ ان زعم هنتنغتون في نظريته حتمية صدام الحضارات تزايد الوعي بأن هذه نظرية مغلوطة لأن الحضارات والثقافات وجدت لتتلاقى، مشيرة الى ان اية نظرية خلاف ذلك هي في الواقع قصور من الجانب الذي يدعي نظرية التصادم، وهي تمثل كذلك قصورا في فهم الحضارات والثقافات الاخرى.

وأشارت الوزيرة الى ان التاريخ ودراسته وكيفية تأثر الحضارات والثقافات ببعضها البعض والدور الذي ادته الاديان السماوية الثلاثة (الاسلام والمسيحية واليهودية) كلها تؤكد ان ما وصل اليه العالم من تقدم جاء بسبب تفاعل هذه الحضارات والثقافات والاديان. وشددت على ان البعد الديني السمح المستنير الذي يهدف الى السمو بالروح الانسانية هو الذي احدث تقدما ملحوظا على المستوى العالمي.