بلجيكية تقول للسلطات إن زوجها المغاربي هو الذي قتل مسعود

ذكرت أنها فرت من قصف تورا بورا بعد أن ملت من «تطرف» زوجها

TT

أفادت صحيفة «لوسوار» البلجيكية أمس أن السفارة البلجيكية في اسلام آباد تلقت في منتصف اكتوبر (تشرين الاول) الماضي مكالمة هاتفية من سيدة قالت انها بلجيكية وان زوجها هو الذي نفذ عمليات اغتيال القائد الافغاني أحمد شاه مسعود، وانها تطلب المساعدة بعد ان تمكنت من الفرار من القصف الاميركي في تورا بورا بشرق افغانستان.

وكان شاه مسعود القائد العسكري في التحالف الشمالي، قد اغتيل في 9 سبتمبر (ايلول) الماضي على أيدي شخصين انتحلا صفة صحافيين غربيين، مستخدمين جوازي سفر بلجيكيين اكدت بروكسل حينها انهما سرقا من قنصليتها في ستراسبورغ بفرنسا وفي لاهاي بهولندا.

وكشفت الصحيفة المقربة من الائتلاف الحاكم في بلجيكا عن امتلاكها لشهادتين أدلت بهما سيدتان بلجيكيتان إلى القنصل البلجيكي في اسلام آباد. وقالت الصحيفة ان الشهادة الاولى التي تؤكد وجود عشرات البلجيكيين في صفوف تنظيم «القاعدة» جاءت من سيدة بلجيكية فلامنكية (تتحدث الهولندية) تبلغ من العمر ما بين 35 و 40 سنة وأطلقت عليها التقارير الرسمية اسم «أليس» لإخفاء ه،يتها الحقيقية. وكانت أليس متزوجة من بلجيكي من أصل تونسي أو مغربي (يعتقد أنه التونسي عبد الستار دحماني) الذي أنجبت منه 5 اطفال تتراوح اعمارهم حاليا ما بين 3 و13 سنة. وذكرت اليس في افادتها انها كانت عام 1990 متحمسة مثلها مثل زوجها لنصرة القضية الافغانية وكانت ترغب في تقديم خدمات انسانية الى الافغان العزل ضحايا الاجتياح الروسي لبلادهم.

وانتقلت اليس برفقة زوجها واطفالها الخمسة الى مدينة جلال اباد التي تشكل اهم معاقل تنظيم «القاعدة» حيث مكثت هناك عامين متواصلين من عام 1998 الى 1999 ولم تعد، حسب قولها، تتحمل بعد ذلك التاريخ، خصوصا بعد ان ازداد تطرف زوجها دينيا واصبح من اهم القادة المسموعين في تنظيم «القاعدة» ومقربا من اسامة بن لادن فقررت عندها الهروب بنفسها عبر باكستان والوصول الى بلجيكا تاركة وراءها اطفالها الخمسة في جلال اباد.

وذكرت اليس انها خلال فرارها من افغانستان حرصت على ابقاء علاقتها مع سيدة بلجيكية اخرى تدعى ايزابيل وتعيش مع زوجها المغاربي القيادي في تنظيم «القاعدة» في جلال اباد للحصول على اخبار اطفالها، وانها هي التي شجعت ايزابيل فيما بعد اثر فرارها خلال القصف الاميركي على تورا بورا مع بقية عوائل «الافغان العرب» الى منطقة حياة اباد (بالقرب من مدينة بيشاور) على تسليم نفسها الى السفارة البلجيكية في اسلام اباد.

وكانت ايزابيل هي التي اتصلت هاتفيا بالسفارة البلجيكية في باكستان وطلبت النجدة معترفة في نفس المكالمة بأن زوجها هو الذي نفذ عملية اغتيال احمد شاه مسعود.

وذكرت المصادر البلجيكية في بروكسل ان المكالمة التي تلقاها القنصل البلجيكي في اسلام اباد جون فرانسوا بويون كانت عبارة عن صرخات استنجاد حيث كانت ايزابيل تكرر بدون انقطاع «انني بلجيكية، زوجي هو الذي قتل مسعود، النجدة ساعدوني.. ارجوكم».

وذكرت المصادر الاعلامية البلجيكية ان شهادات ايزابيل تعتبر من اهم الشهادات المتاحة لانها كانت لصيقة جدا بجميع نشاطات تنظيم «القاعدة» وبالتحضيرات المحتملة لتنفيذ هجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي في الولايات المتحدة.

وكانت صحيفة «لا ليبريلجيك» قد كشفت اول من امس نسبة الى معلومات استخباراتية ان ما لا يقل عن عشرة بلجيكيين من اصول مغاربية يقاتلون الى جانب قوات «القاعدة» بعد ان تلقوا تدريبات عسكرية في افغانستان وان القوات الاميركية لم تضع بعد ايديها على اي واحد منهم، ويوصفون من بين الاكثر ولاء لابن لادن.