علمت «الشرق الأوسط» ان المفاوضات السرية التي تجري بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في جنيف بوساطة سويسرية ورعاية اميركية قد قطعت شوطا كبيرا في التوصل لنتائج مبدئية حول استمرار وقف اطلاق النار وتقديم المعونات الانسانية في مناطق جبال النوبة، وتشير صيغة اولية الى ضرورة ان يستمر وقف اطلاق النار لمدى ستة اشهر قابلة للتجديد مع وجود مراقبين دوليين لم تتحدد دولهم بعد.
كذلك تم الاتفاق المبدئي على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة يناط بها الفصل بين قوات الحركة والحكومة في منطقة جبال النوبة، لكن التفاصيل ستبحث في جولة مفاوضات اليوم.
ومن المتوقع ان يتوصل الطرفان اليوم الى صيغة نهائية يصدر في اعقابها بيان مشترك. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» ان طرفي النزاع لم يلتقيا في اجتماع مشترك الا صباح امس بينما كانت المفاوضات تجري من خلال الوسطاء مع كل طرف على حدة. وان الجانبين واجها ضغوطا مكثفة من الوسطاء وخاصة الاميركيين الذين كان من بينهم شخصيات من وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) والخارجية الاميركية وممثل للمبعوث الرئاسي جون دانفورث المكلف بملف الحرب والسلام في السودان، وقالت المصادر ان الاميركيين لا يكتفون برعاية المفاوضات، وانما يحملون مقترحات وآراء محددة يطالبون بتنفيذها، ويتركون المجال للمفاوضات للبحث في انجع السبل لجعل التنفيذ ممكنا، وفي حدود ان يتحمل كل طرف مسؤوليته في التنفيذ.