الميرغني يبارك جهود الحكومة السـودانية ويستقبل أمين الحزب الحاكم

TT

اعلن محمد عثمان الميرغني رئيس تجمع المعارضة السودانية، مباركته للجهود التي يبذلها البروفسور ابراهيم أحمد عمر، الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، من أجل تعزيز وحدة الصف السودانية، وتعزيز العلاقات بين الخرطوم والقاهرة. واجتمع الميرغني مع البروفسور عمر مساء اول من امس وبحث معه موضوع تسريع خطى الحل السياسي الشامل في السودان، كما بحث معه كيفية تفعيل المبادرة المصرية الليبية المشتركة، والعمل على درء المخاطر عن الوطن باتفاق ابنائه.

وقال بيان صادر عن مكتب الميرغني في القاهرة ان عمر الذي يزور مصر بدعوة من الأمين العام للحزب الوطني الحاكم في مصر، من اجل تعزيز العلاقات بين البلدين، اجتمع مع الميرغني وبحث معه في القضايا السودانية والمصرية المشتركة. وابدى الميرغني تأييده لكل ما من شأنه أن يوثق العلاقات بين مصر والسودان، قائلا انه «أمر يهم كل أهل السودان وييسر التكامل الشعبي والتواصل بين الشعبين الشقيقين» حسب ما جاء في البيان.

وأثار اجتماع الميرغني مع عمر جدلا واسعا في اوساط المعارضة السودانية في القاهرة، التي اشارت الى ان الاجتماع له طابع شخصي باعتبار ان البروفسور عمر احد اتباع الطريقة الختمية التي يتزعمها الميرغني، بالاضافة الى العلاقة الشخصية التي تربطهما من هذا المنطلق، واستبعدت ان يكون اللقاء بغرض التباحث بين الحزب الحاكم في السودان وتجمع المعارضة السودانية.

وأثار لقاء الطرفين العام الماضي في القاهرة، خلافات واسعة ايضا في اوساط التجمع المعارض، مما دعا مكتب الميرغني الى الرد على تلك الحملة بالقول «ان اللقاء كان شخصيا وانطلاقا من علاقة ابراهيم عمر بطائفة الختمية، والعلاقات الشخصية بينه وبين آل الميرغني». ويأتي لقاء الميرغني وعمر، هذه المرة بعد الجدل الذي اثارته المعارضة السودانية في القاهرة عقب عودة احمد الميرغني نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الى الخرطوم العام الماضي، الامر الذي اعتبره البعض تمهيدا لعودة محمد عثمان الميرغني الذي يتولى ايضا رئاسة الحزب الاتحادي المعارض. من جهة ثانية، أعرب الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري حسني مبارك عن أمله في أن تكون الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة تجاه السودان عاملا مساعدا في دفع الأمور باتجاه التسوية الشاملة في السودان، مشيرا الى أن تحقيق الاستقرار والسلام في السودان مسؤولية تقع على الاطراف السودانية مباشرة، وعلى الدول المهتمة بالموضوع وفي مقدمتها مصر وليبيا في ضوء مبادرتهما المشتركة، ودول الهيئة الحكومية للتنمية «ايقاد».

وقال الباز عقب لقائه أمس بالمبعوث الاميركي للسودان جون دانفورث الذي يقوم حاليا بزيارة للقاهرة، «اذا استطاعت الولايات المتحدة أن تدلي بدلوها كطرف مساعد فيمكنها ايضا ان تقوم بدور ايجابي». واضاف ان «الولايات المتحدة تقول انها لن تحل محل الاطراف الأساسية، ولن تضع مبادرات جديدة، وانما تريد ان تساعد في تحقيق تقدم نحو التسوية أو الاتفاق». وحول ما ذكره المبعوث الاميركي عن مقترحات معينة من شأنها دفع الأمور قدما على الساحة السودانية، قال الباز ان المبعوث الاميركي أبلغه انه لا توجد صيغة اميركية تقدم للاطراف السودانية للتوصل الى حل، وانما يهتم الجانب الاميركي بالمساعدات الانسانية والتوفيق بين الاطراف.

وحول ما اذا كانت هناك نقاط اتفاق معينة بين الموقفين المصري والاميركي بشأن تحقيق التسوية في السودان، قال الدكتور اسامة الباز ان «هناك نقاطا مقدمة من جانبنا تتضمن جوانب موضوعية للخروج من الوضع الحالي، وانهاء القتال والعلاقة بين الفصائل المختلفة والمناطق المختلفة في السودان ونحن نعمل في اطار المبادرة المصرية الليبية». وأوضح الباز «اننا نأمل هذه المرة في أن تؤدي الولايات المتحدة دورا ايجابيا حيث حددوا هذه المرة تعريفا دقيقا لمهمتهم وانهم لن يحلوا محل الاطراف سواء السودانية أو الدول المجاورة».

وحول ما اذا كانت الولايات المتحدة قد تعهدت بعدم تقديم مساعدة لطرف ما من الاطراف السودانية قال الباز ان «الاهتمام الأول للجانب الاميركي سيتركز الآن على تضييق الفجوة بين الاطراف». وأوضح الباز ان الجانب الاميركي يتحدث الآن مباشرة مع الحكومة السودانية والجنوبيين، مشيرا الى أن الولايات المتحدة قالت انهم يقدمون المساعدة في مجال المساعدات الانسانية وليس في مجال تقديم سلاح لطرف معين.