الرئيس العراقي : الولايات المتحدة تتدحرج من القمة

دعاها في خطاب بذكرى حرب الخليج إلى تغيير تعاملها «مع نفسها والعالم» لتجنب السقوط

TT

رأى الرئيس العراقي صدام حسين ان الولايات المتحدة بدأت «تتدحرج من القمة» منذ ان شنت طائراتها غاراتها الاولى على بغداد في اطار حرب الخليج الثانية (1991) لارغام القوات العراقية على الانسحاب من الكويت. لكنه اعتبر ان بامكان واشنطن تجنب السقوط والعودة الى «القمة التي تربعت عليها قبل السابع عشر من كانون الثاني (يناير) 1991 اذا ما غيرت طريقتها في التعامل، ليس مع العالم فحسب، وانما مع نفسها ايضاً، ومن خلال النظرة إلى نفسها، والتصرف على هذا الأساس بإنصاف وعدالة، والى النظرة إلى صلتها ودورها في العالم، والطريق الصحيح إليه».

وتساءل الرئيس العراقي في خطاب مسجل بث امس لمناسبة مرور 11 عاما على بدء تلك الحرب «ترى هل يفعلون ما هو صحيح؟ أعيد نفس التساؤل، الذي قلته في قمة عمان، في شباط عام 1990، وأجيب نفس الإجابة، بعد كل تلك الأحداث، وبعد مضي اثني عشر عاماً: ليتهم يفعلون، ولكنهم لن يفعلوا، وانهم، لا محالة، إلى الهاوية سائرون».

وللمرة الاولى منذ العام 1991 لم يهاجم الرئيس صدام اي دولة او جهة عربية حتى تلميحا. وحتى اشاراته الى الولايات المتحدة تميزت هذا العام بالهدوء مقارنة بالحملات القوية التي كان يشنها عليها في خطاباته السابقة في هذه المناسبة وغيرها.

واعتبر الرئيس العراقي ان «المسؤولين الأميركيين لم يؤسسوا حتى الآن حضارة (...) انما أسسوا لقوة خالية من الالتزام الأخلاقي والمعاني التأريخية المستندة الى ما يرضي الله».

وقال ان الاعتداءات التي استهدفت الولايات المتحدة في 11 سبتمبر (ايلول) الماضي «وردود فعل أميركا عليها، لتكشف على نطاق واسع كيف أن أميركا سائرة لتجعل العالم كله بقلبه، وكثراً منه بلسانه، وحتى لو جاء فعل قلة من الناس بيده، ضدها، وضد دورها، الذي تقوم به، أو أنها خططت لتقوم به، ولا يلغي هذه النتيجة القول : ان أميركا قادرة على الضرب والتدمير، ومتمكنة ممن يقدر الله له ميتة أو شهادة، بسبب عدوان اميركا، وانما يؤكدها، بل يسرّع بها، وإذا كان السقوط في غيرها يتطلب فاصلة زمنية طويلة، فان ردود الفعل الأميركية بعد الحادي عشر من أيلول عام 2001، وعدم مراجعتها للأسباب قبل سعيها لمعرفة المسببين، والانتقام منهم، وعدم اتّعاظها لتكون أمام دروس جديدة، كل ذلك جعل الزمن يتسارع ليشهد السقوط مع الشاهدين، وسيكتب لابناء هذا الجيل إن يشهدوا ذلك، ما لم تغيّر أميركا طريقتها في التعامل». واعاد الرئيس العراقي وصف ما جرى في مطلع 1991 والذي انتهى بانسحاب مفاجئ وغير منظم للقوات العراقية من الكويت وخسائر كبيرة في صفوفها بانه «يوم في المنازلة العظيمة أم المعارك الخالدة (...) التي اراد الله ان تستمر حتى يومنا هذا».

واعتبر ان العراق تعلم من تجربة الحرب وانه مستعد لرد اي هجمات جديدة وقال «بعد كل مسار العدوان منذ احدى عشرة سنة يردفه عدوان مستمر حتى هذا اليوم فلن يفاجئه شيء»، في اشارة غير مباشرة الى تهديدات اميركية تكررت مؤخرا في حال عدم سماح بغداد بعودة مفتشي الاسلحة الدوليين اليها.

ودعا الرئيس صدام حسين الله ان يحمي شعبه من كل شر قائلا «ندعو الله سبحانه أن يجنب شعبنا وامتنا شر الاشرار ونواياهم... وسيكون الله سبحانه هو القادر على ان يجعل المؤمنين يبصرون ما حولهم وما امامهم وما لم تره الاعين الاعتيادية وسيكون المستقبل له مثلما هو الحاضر».

ونشرت الصحف العراقية امس رسالة من قصي النجل الاصغر للرئيس العراقي والمسؤول عن قيادة الحرس الجمهوري وجهاز الامن الخاص تعهد فيها بالتزام الحرس الجمهوري بالتصدي لاي هجوم محتمل على العراق.

وفي المناسبة نفسها حمل وزير الخارجية العراقي ناجي صبري بعنف على الادارة الاميركية التي شبهها بالمغول الذين دمروا بغداد في القرن الثالث عشر.وقال في تصريحات للصحافيين ان «هؤلاء المتوحشين اعادوا الى الاذهان حقد المغول والتتار وكل الاقوام المتوحشة التي حاولت ان تؤذي هذا البلد الخير. انهم قوم متوحشون مثلما كان المغول من قبلهم وكما كانت غزوات هولاكو وجنكيزخان وغيرهم من الاقوام المتوحشين».

ومشى الوزير العراقي على صورة بطول عشرة امتار وعرض 5،1 متر تحمل صورا للرؤساء الاميركيين جورج بوش الاب وجورج بوش الابن وبيل كلينتون ورئيسي وزراء بريطانيا السابقين مارغريت ثاتشر وجون ميجر.