وعدان من بوش لأجاويد: التشاور بشأن العراق وتلطيف تحذيرات الأميركيين من السفر إلى تركيا

TT

حصل رئيس الحكومة التركية، بولنت أجاويد، على وعدين من الرئيس الاميركي جورج بوش، في سياق زيارته الحالية لواشنطن. الاول هو التشاور مع الحكومة التركية في مسعاه لحمل الرئيس العراقي صدام حسين على السماح لمفتشي الامم المتحدة للاسلحة بالعودة الى العراق. لكن الرئيس الاميركي أصر على انه يتعين على العراق ان يسمح بعمليات التفتيش للتأكد من انه لا يطور اسلحة للدمار الشامل. وقدم بوش هذا الوعد في اجابته على اسئلة للصحافيين اثناء استقباله رئيس الوزراء التركي الزائر.

اما الوعد الثاني فهو رفع «الحظر» على سفر الاميركيين الى تركيا. الا ان المفارقة في هذا الوعد انه لا يوجد حظر فعلي على سفر الاميركيين الى تركيا بل مجرد «توصية» من وزارة الخارجية توزع على رجال الاعمال والسياح الراغبين في الذهاب الى تركيا، وعدد آخر من الدول الاجنبية، تطلعهم على الاوضاع الامنية في هذه البلاد ومعدلات الجرائم فيها. وقد اوضح مسؤول الخارجية الاميركية ـ مشترطا عدم ذكر اسمه ـ ان هدف هذه التوصيات هو ابلاغ الاميركيين بضرورة «اخذ الحيطة» في حال سفرهم الى هذه البلاد. واضاف هذا المسؤول ان وعد بوش سيترجم «تلطيفا» للهجة المعلومات التي تعدد دواعي الحذر من السفر الى تركيا. واكد المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي، شون ماكورماك، انه سبق لانقرة ان طلبت من واشنطن «تلطيف» لهجة توصياتها للراغبين في زيارة تركيا والتي تقول انه «منذ السبعينات تسببت عمليات ارهابية في المدن والاقاليم التركية بمقتل العديد من المسؤولين الحكوميين والمدنيين، وبينهم عدد من السياح الاجانب».

وعلى صعيد الموضوع العراقي، قال بوش «اتوقع ان يسمح صدام حسين لمفتشي الاسلحة بالعودة الى البلاد. نريد ان نعرف هل يطور اسلحة الدمار الشامل. هو يزعم انه لا يفعل.. فليترك العالم يدخل ليرى. واذا لم يفعل فاننا سيتعين علينا ان نتعامل مع ذلك في الوقت المناسب».

وسئل بوش ماذا سيكون الرد اذا رفض صدام فقال «انه سيعرف بنفسه». لكن بوش اضاف انه سيؤكد لاجاويد «اننا سنتشاور بشكل وثيق مع تركيا بشأن اي قرارات اتخذها». واضاف «تركيا حليف وصديق وحتى الان فانه لم تتخذ اي قرارات تتعدى المسرح الاول للعمليات.. والمسرح الاول يوجد في افغانستان وانا اقدر كثيرا الدعم التركي لجهودنا في افغانستان».

وقال بوش ايضا انه يرحب بقرار تركيا دراسة قيادة قوة حفظ السلام الدولية في افغانستان. وتدرس تركيا تولي القيادة بعد بريطانيا التي تقود القوة حاليا.

وتخشى تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي ان عملا عسكريا ضد العراق قد تمتد اثاره الى اراضيها ليوجه ضربة اخرى الى اقتصادها المنهك.. ويريد بعض اعضاء ادارة بوش جعل العراق الهدف التالي في الحرب بعد افغانستان.

*خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»