تعثر المباحثات العسكرية بين موسكو وواشنطن وسط تزايد الانتقادات للوجود الأميركي في آسيا الوسطى

رئيس أوزبكستان: لن أتخلى عن الوجود الأميركي الذي يمدني بـ8 آلاف دولار مقابل كل طلعة

TT

أعلن يوري بالويفسكي النائب الاول لرئيس هيئة اركان القوات المسلحة الروسية تعليقا على نتائج مباحثاته في واشنطن ان بلاده لا تستطيع الموافقة على ما تقترحه الولايات المتحدة بشأن تقليص ترسانة الاسلحة الاستراتيجية الهجومية. وقال «اننا نفهم في روسيا ان تقليص القوات الاستراتيجية النووية يعني رفع الرؤوس النووية والتخلص من عبوتها النووية ثم تصفيتها. اما الصواريخ الحاملة للعبوات النووية فيجري تحويلها الى الوضع الذي لا يمكن لها فيه استخدامها مرة اخرى وهذا هو ما تنص عليه معاهدة ستارت».

اما عن فهم الجانب الاميركي لذلك، فقال بالويفسكي انه يتلخص في اعتبار «التقليص» تخفيضاً لدرجة استعداد السلاح النووي وهو ما لا تستطيع روسيا الموافقة عليه.

وثمة مصادر عسكرية تقول ان مثل هذا الطراح يعني عملياً ان واشنطن لا تتناول بجدية مثل هذه القضية ما يمكن ان يعتبر «صفعة» ثانية توجهها الولايات المتحدة بعد الاولى التي تمثلت في قرارها بشأن الخروج من جانب واحد من معاهدة الحد من الانظمة المضادة للصواريخ الموقعة عام 1972. وتقول المصادر ان مثل هذه المواقف اضافت بعداً جديداً يزيد من حدة التذمر الذي يسود اوساط وزارة الدفاع الروسية التي سبق ان أعربت عن تحفظاتها بشأن الوجود العسكري الاميركي في بلدان آسيا الوسطى. ورغم ما يقال بشأن عدم ثقل «الغضب العسكري» في توازنات الكرملين السياسية، فان الشواهد تقول ان «الغضب الكامن» قد يظهر عبر مواقف قد تربك القيادة السياسية التي افرطت الثقة وبالغت في كرمها تجاه «خصوم الأمس». ولذا فان هناك من يقول ان القرارين اللذين سبق ان اتخذهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبيل سفره الى شنغهاي للقاء نظيره الاميركي جورج بوش حول اغلاق القاعدتين العسكريتين في كمراين (فيتنام) ولوردوس (كوبا) لم يجدا بعد طريقهما الى التنفيذ بايجاز من قيادات عسكرية عالية المستوى وبحجة عدم توفر الاموال اللازمة لتصفية هاتين القاعدتين.

وتقول المصادر في موسكو ان تصرفات الاميركيين في كل من اوزبكستان وتاجيكستان وقزقستان تثير حفيظة العسكريين الروس الذين اضطروا عن غير طيب خاطر الى مغادرة هذه الجمهوريات السوفياتية السابقة على نحو كانوا يبدون معه في هيئة «المحتل» الذين أذعن لرغبة اصحاب الارض وليس الصديق والرفيق الذي قدم العون والدعم والمساعدة.

وقد تجلت هذه المشاعر والمواقف ابان الزيارات الاخيرة التي قام بها كل من ايجور ايفانوف وزير الخارجية وجينادي سيليزنيوف رئيس مجلس الدوما لهذه الجمهوريات. ويتناقل المراقبون في العاصمة الروسية «جملة» قيل انها صدرت عن اسلام كريموف رئيس اوزبكستان مفادها «ان تحليق الطائرة الاميركية يعود على بلادي بفائدة قدرها 8 آلاف دولار لقاء كل طلعة، فماذا يمكن ان احصل عليه اذا الغيت الوجود العسكري الاميركي في أوبكستان؟».

وبهذا الصدد يعود الحديث في اروقة الدبلوماسية والعسكرية الروسية حول احتمالات ان يلقى بوتين مصير الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف الذدي طالما حظي بمباركة وتأييد الغرب في الوقت الذي كانت تتزايد فيه عزلته في الداخل ولا سيما بعد تنازلاته المتكررة امام ضغط المؤسسة العسكرية الاميركية.