روبرت بيليترو: العلاقات السعودية ـ الأميركية أقوى من أن تتأثر بحملة الانتقادات

TT

أكد روبرت بيليترو مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط، والخبير في شؤون المنطقة العربية في حديث أدلى به لـ«الشرق الأوسط» انه لا يعتقد وبشكل جازم، ان حملة الانتقادات التي تعرضت لها السعودية في وسائل الاعلام الأميركية بعد التفجيرات في نيويورك وواشنطن تعكس رأي اي طرف او تيار في الادارة الأميركية. وان هذه الحملة تدل على «جهل وسائل الاعلام الأميركية والرأي العام بحقيقة العلاقات الممتازة بين السعودية والولايات المتحدة، وعدم توفر فكرة لدى الاعلام الأميركي بالحقائق المتعلقة بالسعودية، واهمها حقيقة ان العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية أعمق واوسع واكثر عمقا من الانطباع بأن السعودية بلد يصدر النفط للولايات المتحدة».

وأشار بيليترو الى ان العلاقات بين البلدين كانت ولا تزال ممتازة ولن تتأثر بحملة الانتقادات والهجمات التي لمسناها بعد التفجيرات». وفي تقويمه للعلاقات بين البلدين بعد التفجيرات في نيويورك وواشنطن قال: «ان العلاقات بين البلدين ممتازة كما كانت قبل التفجيرات، وهي علاقات تعاون وثيق، وقد اعلنت الحكومة الأميركية اكثر من مرة عن ارتياحها التام للتعاون مع السعودية بهدف مكافحة الارهاب بعد التفجيرات. لكن البعض في الرأي العام والاعلام الأميركي كان لديه انطباع ان هذا التعاون غير جيد، وهو انطباع غير صحيح وغير حقيقي. واعتقد ان جزءا من المشكلة هو عدم وجود جهد كاف لشرح السياسة السعودية للرأي العام الأميركي».

وأضاف «واشير الى مثال هنا يؤكد هذا الانطباع الخاطئ لدى الاعلام والرأي العام وهو ان احدى الصحف الرئيسية الأميركية نشرت في الحادي عشر من سبتمبر (اي قبل ان تقع التفجيرات) تقول ان السعودية لا تتعاون مع الولايات المتحدة في مجال التحري وضبط الأموال التي يقال انها تحول وتصل الى الارهابيين. ومقابل هذا انني اعرف من اصدقاء لي في الحكومة الأميركية ان مسؤولين سعوديين كبارا كانوا يوم التفجيرات في طريقهم الى الولايات المتحدة للتشاور مع المسؤولين الأميركيين حول الموضوع في اطار التعاون الوثيق بين البلدين. لكن لا احد شرح ذلك للرأي العام وللاعلام.

وأضاف المسؤول السابق «هناك حقيقة تتمثل في ان الكثيرين في اميركا، في الاعلام والرأي العام ليست لديهم فكرة جيدة ولا معرفة بالحقائق عن السعودية والعلاقات الوطيدة والتاريخية بين بلدينا». وأشار بيليترو الى ان الحملة ضد السعودية «تعود في جانب منها الى ان العدد الكبير من المشتبه في انهم نفذوا التفجيرات كانوا سعوديين»». وشدد على ان «من الخطأ القاء تبعة ذلك على السعودية وحكومتها».

وهل كانت الحملة ردة فعل طبيعية بعد التفجيرات قال بيليترو «في مثل هذه الحالات تكون الحساسية والمشاعر الانفعالية عالية جدا، وكون ذلك العدد من السعوديين، وبعض البيانات الرسمية عن كيفية التعاون السعودي وبأي طريقة يتم كانت كلها عوامل ساهمت في اثارة تساؤلات شتى». ولم يستبعد مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق ان البلدين لم يبذلا جهودا كافية لشرح أبعاد العلاقة المتينة التي تجمعهما للرأي العام. وعما اذا لاحظ خلال هذه الحملة رأيا او تيارا اخر اميركيا موازنا في وجه الحملة قال بيليترو: «بُذلت جهود من هذا النوع، كما لاحظت شخصيا لكنها لم تكن كافية». ولفت لى ان ثمة حاجة ماسة للقيام بجهد عظيم لشرح ما يجب شرحه.

وأشار بيليترو الى موقف السعودية قبل وبعد التفجيرات والذي ألح على الولايات المتحدة كي تبذل جهودا اكبر للتوصل الى سلام عادل في المنطقة. ولفت الى ما اعلنه ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز في هذا الخصوص. وقال بيليترو «ان هذا الموقف السعودي عادل ومفهوم تماما. ومع ذلك فان العلاقات بين البلدين كانت ولا تزال ممتازة» لم تتأثر بانتقادات احد الصديقين للآخر. وقال بيليترو «ان العمل مطلوب من الطرفين لشرح وتوضيح الحقائق والرد على الانطباعات الخاطئة، وان الحكومة السعودية، وخصوصا السفير السعودي لدى الولايات المتحدة الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز قام بجهد كبير وحقيقي لايضاح الصورة الحقيقية. ولكنني اعتقد انه ربما كانت هناك حاجة الى رد مؤسساتي لتوضيح وتصحيح المواضيع التي برزت في حملة الانتقادات التي شنتها وسائل الاعلام الأميركية».

وعن اثار هذه الحملة على العلاقات بين البلدين شدد بيليترو على اعتقاده «بان الحملة لن تحدث اي اثر على المدى البعيد او غير البعيد على العلاقة بين البلدين. ويؤكد ذلك اعلان الادارة الأميركية ردا على الحملات ان السعودية تعاونت واستجابت لكل ما طلب منها». وخلص في ختام المقابلة الى ان العلاقة بين البلدين واوسع واهم واقوى من كل ما يثار حولها.