مواجهة بين سورية وإسرائيل في مجلس الأمن خلال مناقشة حول الإرهاب

TT

اندلعت أول من امس مواجهة بين سورية وإسرائيل في مجلس الامن الدولي، حين قارن ممثل سورية بيوت الفلسطينيين في الاراضي المحتلة بتدمير برجي مركز التجارة العالمي. وانتقد الوفد الاميركي المقارنة التي عقدها فيصل مقداد، القائم بأعمال البعثة السورية لدى المنظمة الدولية، واصفاً إياها بـ«المهينة». اما ممثل إسرائيل فاعتبر التشبيه الذي قام به مقداد خلال حوار حول مكافحة الارهاب محاولة للتستر على تورط دمشق فيما سماه بـ«الارهاب».

وكان مقداد قد قال في أول خطاب لسورية في مجلس الامن بعد انتخابها عضواً غير دائم فيه، «إن محاولة إسرائيل الربط بين ما تقوم به من اغتيال للشعب الفلسطيني وقمعه وبين احداث 11 سبتمبر (أيلول) الماضي محاولة مفضوحة للتغرير بالرأي العام الدولي والتغطية على أعمال إسرائيل الارهابية ودفع حالة الكراهية وتعميقها بين العرب وأميركا وتقويض عملية السلام».

وفي معرض تسليطه الضوء على قيام الدبابات الاسرائيلية أخيراً بتدمير عشرات البيوت الفلسطينية في مخيم رفح، أكد المندوب السوري «ان ما ترتكبه إسرائيل من جرائم يومية بحق الشعب الفلسطيني هو جريمة حرب يجب أن يُحاكم المسؤولون عنها». وأضاف ان منظر عشرات البيوت الفلسطينية التي دمرتها دبابات الاحتلال الاسرائيلي «لا يختلف كثيراً عن منظر مركز التجارة العالمي الذي دمره إرهابيون اتفقنا جميعاً على محاربتهم ووضع حد نهائي لهم». وزاد ان «أخطر ما يواجه حربنا المشتركة على الارهاب هو ذلك التفسير الاسرائيلي لمسألة الارهاب ولقرارات الشرعية الدولية بذريعة الدفاع عن النفس».

وانتقد الدبلوماسي السوري مجلس الامن الدولي لجهة تقصيره في إدانة الممارسات الاسرائيلية. وقال إن «مجلس الامن الذي نناقش في رحابه سبل محاربة الارهاب الدولي لم يندد حتى الآن بإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل، وبانتهاكات إسرائيل المتكررة للقانون الدولي وميثاق الامم المتحدة».

وشدد مقداد على ضرورة التعاطي مع الارهاب اياً كان مصدره بطريقة واحدة، مطالباً بتوحيد أساليب رؤية الارهاب وسبل معالجته. وعزا تدهور الاوضاع الامنية في الاراضي الفلسطينية المحتلة وعرقلة عملية السلام في الشرق الاوسط الى استمرار الاحتلال الاسرائيلي غير المشروع للأراضي العربية. وأكدت سورية مجدداً موقفها الداعي الى التمييز بين الارهاب والمقاومة الوطنية المشروعة للاحتلال الاجنبي.

من جانبه، وجه يهودا لانسي ممثل إسرائيل في مجلس الامن، انتقادات شديدة اللهجة لكلمة المندوب السوري. وإذ أنكر صحة الاتهامات التي وجهها مقداد للدولة العبرية، زعم لانسي ان المقارنة التي عقدها مقداد تهدف الى طمس الدور الذي تلعبه سورية في تشجيع ما سماه بـ«الارهاب». وراى أن سورية «تدعم وتشجع وتمول وتؤوي مجموعة كبيرة من المنظمات الارهابية». واعرب دبلوماسي أميركي عن الاستياء لما جاء في كلمة ممثل سورية في مجلس الامن. ونُسب الى عضو الوفد الاميركي المشارك في اجتماع مجلس الامن، قوله إثر انتهاء الجلسة إن خطاب مقداد كان فظيعاً. واعتبر ان المقارنة بين احداث الحادي عشر من سبتمبر الماضي وبين ما تقوم به اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة، مقارنة «مهينة».