ناج من انهيار مركز التجارة العالمي يغادر المستشفى بعد 4 أشهر من أحداث سبتمبر

ماكلوخلين يروي كيف قضى 22 ساعة تحت الركام

TT

كان جون ماكلوخلين (48 سنة) يفكر في زوجته واطفاله الاربعة خلال الـ22 ساعة التي قضاها تحت حطام «مركز التجارة العالمي» عقب الهجوم الذي دمره في 11 سبتمبر (ايلول) الماضي. وبمرور تلك الساعات التي قضاها في ظلام دامس وجسده مثبت بواسطة قطع من الحديد والصلب الذي التوى بفعل الدمار، فكر ماكلوخلين في الموت، لكنه، كما يؤكد، لم يفقد الامل في الخروج حيا من تحت حطام المبنى.

وقد تحقق بالفعل أمل الشرطي الاميركي ماكلوخلين، فقد جرى انتشاله من تحت الحطام يوم 12 سبتمبر، وهو يعاني من عدة كسور واصابات بالغة. وبدأ ماكلوخلين رحلة الاستشفاء المؤلمة في ذلك اليوم، إلى ان اخرج من مستشفى «هيلين هيز» يوم الخميس الماضي، حيث خضع لعمليات اعادة تأهيل جسدية منذ اواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وقال ماكلوخلين وهو محاط بأسرته وبعض زملائه الى جانب الاطباء والممرضات الذين تجمعوا للاحتفال بخروجه بعد 4 اشهر من تدمير مركز التجارة العالمي «انني اتوق الى العودة الى العالم الحقيقي». فبهجة العالم الحقيقي بالنسبة لماكلوخلين توجد في بيته وفي الوجبات الشهية التي تعدها زوجته وفي حضور اجتماعات الكشافة والالعاب الرياضية التي يمارسها أطفاله، وربما تناول وجبة غداء خارج المنزل مع زوجته دونا في احد المطاعم الراقية.

وقال ماكلوخلين، وهو يبتسم الى زوجته واطفاله، انه بات يستمتع بالاشياء اكثر من ذي قبل. لكنه لا يزال، كما يقول، يعاني من كابوس ذكريات يوم 11 سبتمبر، اليوم الذي بدأ عاديا كغيره من الايام التي قضاها في قوات الشرطة على مدى 21 عاماً. وبدأ ماكلوخلين يتذكر ما حدث بعد ان سمع صوت انفجار ضخم في ذلك اليوم قائلا «ظننت انه انفجار سيارة ملغومة». عند ذلك انطلق ماكلوخلين وضباط آخرون باتجاه الباحة الموجودة بين برجي المركز لاحضار معدات الانقاذ، غير ان الحطام كان يتساقط عليه من كل مكان. ويتابع قائلا انه ورفاقه واجهوا فجأة ما سمّاه «جدارا بنيا ضخما» يتحرك في اتجاههم.

وبحكم معرفته بمركز التجارة العالمي ونجاته من الانفجار الاول الذي استهدفه عام 1993، أدرك ماكلوخلين انه بالقرب من مدخل مؤد الى مصعد لنقل البضائع، ففكر في احتمال ان يوفر له هذا المدخل حماية من موجة الحطام المتساقط بعنف، لكنه افتقد الزمن ولم يكن واعيا بأي شيء.

وفاق ماكلوخلين فوجد حوله ظلاماً دامساً وهو داخل مساحة ضيقة وخوذته تضغط على رأسه الى اسفل وهو وسط حطام من رأسه الى قدميه. كما ان الحرارة العالية تسببت في انطلاق الذخيرة من سلاح شرطي سقط قتيلا بالقرب منه. ورد ضابطا الشرطة ويل جيمينو ودوم بيزولو على صياحه، وتمكن ماكلوخلين وجيمينو من البقاء على قيد الحياة. وخلال عمليات الانقاذ، سمع واحد من جنود الاحتياط التابعين لمشاة البحرية صوت صراخهما الضعيف، اذ اضطر عمال الانقاذ الى الوصول اليهما رغم كوم الحطام الذي بلغ ارتفاعه 10 امتار. في ذلك الوقت فقط، ادرك ماكلوخلين ان برجي مركز التجارة العالمي دمرا تماما.

وقال روبرت كارون، نائب رئيس قسم الشرطة الذي يعمل به جون ماكلوخلين، ان ما حدث لزميلهم كان معجزة بالفعل. فقد أدخل عقب إخراجه من وسط الحطام الى «بيلوف هوسبيتال سنتر»، حيث بقي حتى 29 نوفمبر الماضي، وكان فاقد الوعي لمدة شهر ونصف الشهر، كما انه اصيب بفشل كلوي وفقد القدرة على التنفس الطبيعي، وخضع لـ26 جراحة لإصلاح العظام المهشمة والعضلات في كلتا رجليه الى جانب عمليات ترقيع جلدية بسبب الجروح التي تعرض لها. وكان ماكلوخلين يدرك جيدا انه تعرض لإصابات وجروح خطيرة، لكنه قال عند خروجه من المستشفى يوم الخميس الماضي، انه كان يعتقد باستمرار انه سيصبح قادرا على المشي مرة اخرى.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»