مارك مالوك براون مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: دور ريادي للسعودية في مؤتمر طوكيو لإعادة إعمار أفغانستان

TT

أكد مدير برنامج الامم المتحدة الانمائي مارك مالوك براون على دور السعودية في مؤتمر طوكيو لاعادة اعمار افغانستان الذي سيبدأ اعماله في العاصمة اليابانية غداً.

وذكر براون في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن اكثر من خمسين دولة ستشارك في اعمال المؤتمر على المستوى الوزاري الذي سيكون برئاسة اليابان والسعودية والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. ويتطلع المؤتمر الذي يستغرق يومين الى تعهد والتزام الدول المشاركة في تعهد طويل المدى لضمان اعادة الاستقرار والسلام في افغانستان بعد مرحلة ما بعد حركة الطالبان.

وقال براون ان «اجتماع طوكيو هو مزيج من عدة عمليات تحضيرية وهو برئاسة السعودية والولايات المتحدة واليابان والاتحاد الاوروبي».

وأشار الى ان الدول التي ستشارك في طوكيو ستلتزم اولا بتنفيذ خطة السنة الاولى من اجل اعادة بناء افغانستان. وتوقع ايضا الاعلان عن ما يمكن ان تقوم به الدول المشاركة في مؤتمر طوكيو للسنوات الأربع التي ستلي خطة السنة الاولى. واوضح قائلاً «انه يمكن لنا ان نقدم للشعب الافغاني معنى حقيقيا عن ما يمكن ان يقدمه المجتمع الدولي من دعم ومساندة في السنوات الخمس الاولى لاعادة اعمار افغانستان».

وبين ان البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي والبنك الانمائي قدمت التقديرات لمشروع اعادة بناء افغانستان منها 1.7 مليار دولار لتغطية تكاليف اعادة البناء في السنة الاولى، و10 مليارات دولار للسنوات الخمس الاولى اضافة الى 15 مليار دولار للسنوات العشر الاولى.

وعن الأولويات الاولى للبرنامج في ظل الوضع الامني المتدهور في افغانستان قال مارك براون «ان الأمن بالنسبة لنا ليس بمعنى الامن على الصعيد العسكري وانما بالمعنى العام فثمة حاجة الى شرطة فعالة لنشر الأمن والاستقرار في شوارع المدن وفي القرى والأرياف. ومنذ اكثر من 20 عاما لم يتمتع هذا البلد بقوات امن وطنية». واكد قائلاً «ان هذا المطلب هو من القضايا الأساسية التي هي محور اهتمام اي افغاني تحدثنا اليه». وزاد في القول «انني عندما اتحدث عن توفير الشروط الامنية، اشير ايضا الى ازالة الألغام والى مكافحة المخدرات».

وأفاد بأن المهمة الثانية تتمثل بمنح الحكومة المؤقتة الموارد من اجل ان تتصرف كحكومة لتوفير الخدمات لشعبها مثل خدمات الصحة والتربية وكي تتمكن من انشاء المؤسسات المدنية، قائلاً انه «في الوقت الراهن ليس للحكومة اي موارد على الاطلاق وليس لدى السلطة اي نظام للضرائب. واذا لم نتمكن من بناء قدرات وسلطات الحكومة فلن نتمكن من تحقيق اي من المشاريع الجيدة مثل شق وتعبيد الطرق الخارجية». ومضى يقول «انه من المهم استعادة الثقة بين الشعب والحكومة من اجل ان يشعر المواطنون انهم سيحصلون على المنافع من خلال دعم حكومتهم».

واما الاولوية الثالثة فهي دفع اكبر عدد ممكن من الاطفال للالتحاق في المدارس مع العام الدراسي الذي سيبدأ في مارس (آذار) المقبل. وذكر براون ان البرنامج يأمل في ان يتم ارسال نسبة 10% من الاولاد الى المدارس، وارسال نسبة 3% من البنات. واما الاولوية الرابعة فهي محاربة الجفاف في افغانستان الذي دخل عامه الرابع وقال براون «نحن نواجه ازمة انسانية خطيرة ونحتاج الى مساعدات لتلبية توفير المواد الغذائية، ومن المهمات الملحة اعادة نشاط القطاع الزراعي في البلد». وتوقع براون مشاركة اكثر من 50 دولة في مؤتمر طوكيو من بينها عدد كبير من الدول الاسلامية خصوصا من الدول المجاورة لأفغانستان مثل ايران وباكستان ومن الخليج ستشارك اضافة الى السعودية، الامارات العربية المتحدة كذلك الصين والهند.

وزاد في القول «اننا ننوي كسر التقليد الذي اعتدنا عليه وهو اقتصار تقديم المساعدات على الدول المانحة الغربية».

وأضاف «انه اذا نظرت الى الدول والمجموعات الأربع التي سترأس مؤتمر اعادة بناء افغانستان فاننا نتوقع من الولايات المتحدة واليابان والسعودية والاتحاد الاوروبي مساهمات مالية كبيرة ونحن نتطلع الى رؤساء المؤتمر خصوصا لدفع اعادة بناء افغانستان ونحن نتطلع ان يكون البنك الاسلامي للتنمية شريكا لنا من ناحية التخطيط للبرنامج ومن حيث الادارة».

واعرب عن امله في ان تمارس الدول التي ترأس اعمال المؤتمر تأثيرا على الدول الاخرى وان يمارس الاتحاد الاوروبي تأثيرا على جميع الدول الاوروبية وان تلعب السعودية نفس الدور في التأثير على الدول الاسلامية الاخرى للمساهمة في برنامج اعادة اعمار افغانستان.

وأكد مدير البرنامج الانمائي على امكانية نشر الاستقرار والسلام في افغانستان بعد انتهاء العمليات العسكرية وقال «انه من الممكن اعادة بناء البلد وتحقيق الأمن والاستقرار فيه اذا كان هناك التزام حقيقي من الدول المانحة في تنفيذ تعهداتها». ومضى يقول «لا استطيع ان اقول الآن بأني متشائم او متفائل، انا واقعي وأعني بذلك انه ليس هناك تصور قاطع يؤكد ان عملية السلام ستفشل او انها ستنجح. وهذا الامر يعتمد بالدرجة الاولى على العزيمة السياسية للسلطة المؤقتة بقيادة حميد كرزاي وعلى قدرة وعزيمة الامم المتحدة والدول المانحة في اظهار تعهدها الطويل الأمد بتقديم الموارد المالية».

وقال «كنت يوم الاربعاء الماضي في واشنطن وقد اقتنعت بأن الولايات المتحدة ستكون من الدول المساهمة الأساسية في عملية اعادة اعمار افغانستان وهي تتطلع الى السعودية لتكون من الدول المانحة القوية».

واعرب عن ارتياحه لزيارة رئيس الحكومة المؤقتة حميد كرزاي الى السعودية تأكيدا على الدور الريادي للسعودية الذي وصفه بالمهم والضروري للغاية في جهود اعادة الاستقرار والسلام في افغانستان.

يذكر انه يوجد حالياً 50 موظفاً من موظفي الامم المتحدة ومن البرنامج الانمائي اضافة الى وجود الف شخص من الموظفين المحليين، وبسبب الاوضاع الأمنية لم يتمكن البرنامج من بناء قواعد له وشرع الآن في البناء. وقال براون «نحن نأمل ان يكون طاقمنا خفيفا وبعدد محدود ولا نريد عملية ضخمة وانما نحاول بقدر الممكن ان يتم انجاز العملية تحت رعاية القيادة الأفغانية».