كرزاي لـ«الشرق الأوسط»: كابل والرياض ستتبادلان قريبا التمثيل الدبلوماسي

السعودية تقدم 20 مليون دولار مساعدة عاجلة لأفغانستان * لا نملك معلومات أكيدة عن الملا عمر وبن لادن

TT

اعلن حميد كرزاي رئيس الحكومة الافغانية المؤقتة ان الامير عبد الله بن عبد العزيز، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي، ابلغه عن تقديم السعودية مساعدة مالية عاجلة قدرها 20 مليون دولار لمساعدة الحكومة والشعب الافغانيان في اعادة بناء البنية التحتية لبلادهم.

واكد كرزاي ان الامير عبد الله بن عبد العزيز ابلغه «ان هذه المساعدة هي اولية وعاجلة لان السعودية تتفهم الوضع في افغانستان».

واضاف كرزاي في حوار خص به «الشرق الأوسط» عقب لقائه ولي العهد السعودي ان البلدين سيتبادلان التمثيل الدبلوماسي قريبا جدا، مشيرا الى ان اجتماعه مع الامير عبد الله تناول العديد من المواضيع التي تهم افغانستان.

واكد ايضا ان القوات الاميركية ستغادر افغانستان بعد ان تنجز الهدف الذي قدمت من اجله، مشددا في هذا السياق على حاجة افغانستان لمساعدة المجتمع الدولي والدول الاسلامية والصديقة من اجل استئصال الارهاب من بلاده.

وفي ما يلي نص الحوار:

* التقيتم الامير عبد الله بن عبد العزيز، ظهر اليوم (امس)، فما هي اهم القضايا التي تناولها الاجتماع وما هي نتائجه؟ ـ كان الاجتماع مع الامير عبد الله اجتماعا اخويا ووديا بشكل ممتاز، واثبت لي مرة اخرى ان المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا، اخوة حقيقيون لافغانستان وهذا امر لا يستغرب على السعودية وشعبها اللذين نحمل لهما في قلوبنا كل المحبة والتقدير، ويكفي ان افئدة جميع المسلمين تتجه الى بلد الحرمين الشريفين، ويكفي انها تحتضن ابناء الجالية الافغانية الذين يلقون كل رعاية واهتمام هنا في السعودية.

وقد ناقشنا في الاجتماع العديد من الامور بدون وجود جدول اعمال مسبق، كما تحدثنا عن امور تتعلق بافغانستان والاحداث التي عرفتها في السنوات الماضية، وهذا هو السبب الذي من اجله انا هنا في اول زيارة لي خارج افغانستان. كلمات الامير عبد الله خلال الاجتماع جيدة وتمنى لافغانستان ان تعود قوية فاعلة في المجتمع الدولي كما انه كان كريما جدا عندما امر بـمساعدة عاجلة لافغانستان قدرها 20 مليون دولار كقسط اول، وهي مساعدة نعتز بها كثيرا ونشعر بالتقدير الكبير لهذه الخطوة السعودية التي تتفهم حاجة افغانستان للمساعدة العاجلة من اجل اعادة بناء البلاد، ونأمل ان نقوم في الحكومة بالاستفادة المثلى من هذه المساعدة العاجلة في دعم المشاريع الانية والضرورية للبلاد والمواطنين.

* هل تناول الاجتماع موضوع تبادل السفراء وافتتاح سفارتي البلدين؟

ـ نعم، وطلبت من الامير عبد الله بن عبد العزيز ان يرسل سفيرا الى كابل في اسرع وقت ممكن. ونحن ايضا من جانبا سنقوم بارسال سفيرنا للرياض باسرع ما يمكن.

* هل جرى الحديث عن الافغان العرب وخصوصا السعوديين منهم؟

ـ نعم ناقشنا الموضوع ولكن بصورة عامة. واخبرت ولي العهد السعودي أن لا حركة طالبان مثلت في يوم من الايام الاسلام او افغانستان، ولا ايضا هؤلاء الناس الذين وجدوا في افغانستان باسم العرب، يمثلون العرب او الدين الاسلامي، وتمنينا الا تمر افغانستان مرة اخرى بنفس التجربة.

* ماهي توقعاتكم ازاء نتائج مؤتمر طوكيو للدول المانحة لافغانستان؟

ـ نحن قمنا فعلا بأولى الخطوات وهي بداية جيدة واخبرني الامير عبد الله بن عبد العزيز ان وزير المالية والاقتصاد الوطني الدكتور ابراهيم العساف سيمثل السعودية في المؤتمر كمشارك رئيسي في اعماله، ونتطلع الى ان يقدم المؤتمر المساعدات والدعم للمتطلبات العاجلة والضرورية لافغانستان.

* هل تتوقعون ان تطول فترة الوجود العسكري الاميركي في افغانستان؟

ـ الوجود العسكري الحالي في افغانستان على نوعين، الاول على شكل قوات دولية وهي موجودة بموجب قانون من مجلس الامن الدولي والاخر قوات التحالف الدولي من اجل مكافحة الارهاب.

وفي ما يتعلق بالقوات العسكرية الاميركية فهي ستعود الى بلادها حال انجازها للهدف الذي قدمت من اجله وفي حال ضمنا عدم وجود اي تهديدات ارهابية من اي نوع. ودعني اقول بوضوح، نحن في حاجة الى المساعدات الخارجية والى مساعدة الدول الصديقة ومن المجتمع الدولي وكذلك الدول المسلمة لاستمرار وقوفها الى جانبنا حتى يتم استئصال الارهاب من افغانستان بشكل كامل لان افغانستان عانت بشكل كبير من هذا الامر.

* هناك من يقول إن اسامة بن لادن قد قتل خلال القصف الاميركي، بينما تشير تقارير الى هربه الى باكستان، فما هي المعلومات المتوفرة لديكم عن بن لادن والملا عمر؟

ـ من الصعب معرفة مكان اي منهما والامر مجرد اقاويل واشاعات. فقد حصلنا على معلومات تفيد أن الملا عمر موجود في هلمند لكننا لم نعثرعلى اي اثر له عند تفتيش المنطقة، ونحن في الحقيقة لا نملك معلومات اكيدة عن مكان وجودهما ولكننا متأكدون من اننا سنواصل البحث عنهما.