شرطة نيويورك تجري تدريبات استعدادا للاحتجاجات المتوقعة خلال اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي

TT

يجري آلاف من رجال الشرطة في مدينة نيويورك تدريبات متنوعة استعدادا لمواجهة اي اعمال عنف محتملة، قد تصاحب الاحتجاجات المتوقعة خلال اجتماعات «المنتدى الاقتصادي العالمي» المرتقب خلال الفترة من 31 يناير (كانون الثاني) الجاري الى 4 فبراير (شباط) المقبل في نيويورك. وتجري الشرطة تدريبات على عمليات السيطرة على العنف وتفريق التجمعات، رغم ان المتظاهرين اكدوا عزمهم المشاركة في مسيرات سلمية.

واعرب راي كيلي، مدير شرطة نيويورك، عن امله في ان يتحلى المتظاهرون «باللياقة» والهدوء، لكنه اشار الى عدم وجود ضمانات على ذلك. واضاف انه يرغب في ان تكون مسيرات الاحتجاج سلمية بعيدا عن العنف. وعلق قائلا: «هذه اميركا ومن حقهم التظاهر».

وتدرب افراد الشرطة على الاستعدادات على وقف المواكب، ومثّل بعض افراد الشرطة والطلبة العسكريون دور متظاهرين يضربون على سقف سيارة احد المسؤولين المشاركين مع هزها وتحريكها بالقوة الى الامام والخلف. واستخدمت الشرطة خلال التدريبات مناشير كهربائية لكسر السلاسل المعدنية التي يستخدمها المتظاهرون لربط بعضهم البعض، كما تمرن المشاركون في التدريبات على تقييد ايادي المتظاهرين واركابهم في سيارات الشرطة.

ووافقت الدول المشاركة في «المنتدي الاقتصادي العالمي» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي على نقل الاجتماع السنوي من سويسرا الى نيويورك تعبيرا عن مساندة الولايات المتحدة عقب هجمات 11سبتمبر (ايلول) الماضي. وقال عمدة المدينة، مايكل بلومبيرغ، ان المؤتمر، الذي من المقرر ان يستمر خمسة ايام، سيساعد في انعاش اقتصاد نيويورك الضعيف.

وفي وقت تتزايد فيه المخاوف الامنية وسط المهام الواسعة التي تضطلع بها قوات الشرطة، فإنها تجري استعدادتها تحسبا لاحتمال اندلاع اعمال عنف مصاحبة للاحتجاجات مثلما جرى في سياتل وجنوا. فقد فاجأ المحتجون في سياتل (5 الاف متظاهر) عام 1999 عددا من افراد الشرطة الذين لم يتعدوا الف شرطي بقليل مما ادى الى الغاء اليوم الاول من محادثات «منظمة التجارة العالمية» وقاد الى القاء القبض على 500 شخص واعلان حالة الطوارئ في المدينة. وقال مسؤولو الشرطة ان «ادارة شرطة مدينة نيويورك» تملك الامكانيات والموارد والخبرة الكافية التي تتيح لها السيطرة على الموقف. وقال توماس غراهام، مدير وحدة السيطرة على الشغب، ان نيويورك ليست سياتل، مؤكدا ان لدى شرطة نيويورك عددا كافيا من الافراد يسمح لها بالسيطرة على الاوضاع وبسط الهدوء. واضاف غراهام قائلا: ان شرطة نيويورك قادرة على التعامل مع اكثر التجمعات عنفا، لكنه اعرب عن امله في ان يمارس المتظاهرون حقهم في التعبير عن آرائهم بصورة سلمية.

وتوعد ناشطون في حركة الاحتجاجات في وقت سابق بالتوجه اولا الى المقر الرئيسي لـ«المنتدى الاقتصادي العالمي» في «وولدورف آستوريا» للاحتجاج على مجموعة من القضايا من العولمة الى العنصرية الى الحرب، مستبعدين فكرة ان جراح نيويورك لا تزال جديدة وانها لا تتحمل فوضى جديدة. وقال برايان بيكر، منسق مركز يعتزم تنظيم مظاهرة احتجاجية ضخمة امام مقر «المنتدي الاقتصادي العالمي» يوم 2 فبراير المقبل، ان المناسبة المرتقبة تعتبر نقطة تحول بالنسبة للذين يعتقدون في حق المعارضة والاحتجاج. واضاف قائلا: ان المناسبة المقبلة ستجعل المحتجين «جزءا من معارضة ديمقراطية نشطة على اولويات الحكومة واولويات القوى الاقتصادية». وقال بيكر ان المركز الذي يشارك في ادارته، وهو يشكل جزءا من تحالف دولي للاحتجاجات، طلب من الشرطة رسميا السماح له بتسيير مظاهرة من 5 آلاف شخص.

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بالـ«الشرق الأوسط»