فلسطيني مهاجر في أميركا يطالب حاكم فلوريدا باعتذار مكتوب

اعتقلوا أمجد حمّاد ثم خرج بريئا من مؤامرة لاغتيال الشقيق الأصغر للرئيس الأميركي

TT

تحدثت «الشرق الأوسط» عبر الهاتف أمس الى رجل أعمال فلسطيني يثير جدلا حيث يقيم في ولاية فلوريدا الأميركية، لاصراره على تسلم اعتذار رسمي مكتوب من حاكمها، جيب بوش، وهو الشقيق الأصغر للرئيس الأميركي جورج بوش، ومن قيّمين على مكتب المباحث الفيدرالي الاميركي (إف.بي.آي) للتحقيق معه قبل أسبوع للاشتباه فيما لم يكن له فيه لا ناقة ولا جمل.

وقال أمجد حمّاد، البالغ 28 عاما، وبالهاتف من متجر «كوميونتي فود ماركت» في مدينة «ديلروي بيتش» البعيدة 80 كيلومترا عن ميامي، حيث يملك مع خاله المهاجر مثله، مؤيد ناصر، شبكة من 9 محلات مماثلة في المدينة، إن رجال مكتب المباحث الفيدرالي داهموا محله صباح الجمعة قبل الماضي واعتقلوه للتحقيق، اشتباها في انه كان يخطط مع 3 آخرين لقتل حاكم الولاية بشاحنة يتم تفجيرها عن بعد بما عليها من متفجرات، «لذلك سأطالب الحاكم باعتذار مكتوب، ومثله من القيّمين على الـ«اف.بي.آي» كرد للاعتبار»، على حد ما ذكر من مكتبه بالمتجر المعروف لدى السكان بالبقالة والسمانة والخردوات وتوابعها.

وروى حمّاد، المتزوج من فلسطينية له منها ولدان، وهي مثله من بلدة البيرة بالضفة الغربية، ان رجال «إف.بي.آي» اعتقلوه 5 ساعات، وأخضعوه خلالها 3 مرات لجهاز الكشف عن الكذب «ومع أنهم كانوا يقومون بواجبهم وعملهم، وعاملوني باحتراف واحترام مقبولين بعض الشيء قبل اطلاق سراحي بلا بيّنة فيما بعد، الا أنهم مضوا وكأن شيئا لم يكن وسط وصول صدى ما حدث الى السكان، لذلك أريد منهم رد الاعتبار لي الآن، ولما لحق بي وبعائلتي القلقة، وكذلك بخالي وشريكي بالمحلات، من سوء سمعة أمام الزبائن والجيران ومن نعرفهم ولا نعرفهم»، كما ذكر المهاجر وهو طفل بعمر 7 سنوات مع والده الى الولايات المتحدة.

وكان أحد السجناء، وهو الفلسطيني المولود منذ 36 سنة في تل أبيب، أحمد يوسف سرور، قد كتب رسالة للحاكم أواخر الشهر الماضي من حيث هو نزيل وراء قضبان سجن مركزي في منطقة «فورت لوردل» بميامي، حيث يقضي عقوبة أدانته بها محكمة محلية قبل 6 أشهر عن تهريب كوكايين وعمليات سطو مسلح في المدينة، وذكر أسماء 4 من العرب، من بينهم أمجد حمّاد، زاعما بأنهم طرف أساسي في مؤامرة لتصفية الحاكم بوش، عبر قيادة شاحنة مليئة بالمتفجرات الى مبنى برلمان فلوريدا في تالاهاسي لتفجيرها بالقرب من بوش لقتله، انتقاما مما يحدث في أفغانستان. ودفعت معلومات السجين الى العثور على شاحنة صغيرة، طراز «فان»، في المكان الذي حدده بعد أن أسرع اليه رجال مكتب المباحث الفيدرالي، ممن جالت كلابهم المدرّبة في الموقع من دون أن تعثر فيه على متفجرات ولا على أي أثر لمواد تفجيرية في الشاحنة أو بقربها.

وفي تصريح الأسبوع الماضي للعضو الديمقراطي بالكونغرس عن فلوريدا، قال ستيفن غيلر، ان الأمور «لم تعد منذ 11 سبتمبر (أيلول) الماضي كما كانت من قبل بأميركا، اذ لا يمكن لأحد الوصول الى الحاكم بشاحنة مفخخة». وأبدى غيلر اقتناعه المبدئي بأن السجين ـ المخبر «اخترع القصة للحصول على ايجابيات، كأن يحمل سلطات السجن على تخفيض مدة الحكم الصادر في حقه مثلا، أو أي شيء من هذا القبيل»، وفق ما قاله لمحطة تلفزيون محلية في المدينة.

وذكر حمّاد، أنه لم يطالب حاكم الولاية بالاعتذار بعد «لكني سأكتب اليه والى القيّمين على مكتب المباحث الفيدرالي غدا أو بعده. سأطالب باعتذار مكتوب منه ومنهم، وسأنتظر الى ما لا نهاية اذا اقتضى الأمر، فأنا أميركي أيضا، ولي حقوق» كما قال.