إنتهاء أزمة سفينة الشحن السودانية «الأبِّيض» التي احتجزتها البحرية الأميركية في المياه الدولية بوصولها غدا إلى ميناء جدة السعودي

TT

تصل غدا الى ميناء جدة السعودي سفينة الشحن التجارية السودانية «الأبِّيض» عقب مكوثها لعدة ايام في المياه الدولية في بحر العرب، خضعت خلالها لتفتيش دقيق من قبل قوات البحرية الاميركية، شمل جميع اقسام ومستودعات السفينة. وصاحب قصة التفتيش جدل كبير، حيث سارعت وزارة الخارجية السودانية برفع مذكرة احتجاج لدى الادارة الاميركية، رافضة بالكامل خضوع السفينة للتفتيش، معتبرة انه لا يمكن تبريره.

وقالت مذكرة الاحتجاج «ان مثل هذه الخطوة تعد انتهاكا صريحا لكل الاتفاقات الدولية التي تنظم قواعد سير سفن الشحن التجاري في المياه الدولية». وعلمت «الشرق الأوسط» امس، ان الاحتجاج السوداني مازال قائما حتى تتم معرفة كافة التفاصيل التي ينتظر ان يشرحها قبطان السفينة محمد صالح حول ظروف حادثة التفتيش التي تعرضت لها سفينته عقب ساعات من دخولها مجال المياه الدولية في بحر العرب متجهة الى ميناء جدة لتفريغ حمولة تتكون من شحنة ارز هندي وبضائع اخرى.

ورجحت مصادر دبلوماسية ان «تصعد الحكومة السودانية من لهجة احتجاجها وتسجيل الحادثة كحادثة انتهاك سيادي لدى سجلات الامم المتحدة»، وهذه المرة الثالثة التي تعترض فيها قوات البحرية الاميركية سفنا تجارية تعود ملكيتها للحكومة السودانية، بيد ان جميع الانتهاكات تمت تسويتها خلال ايام معدودة.

من جانبه، كشف علي محمد قروب مدير مؤسسة الخطوط البحرية الوطنية (سودان لاين) في جدة لـ «الشرق الأوسط» امس، ان القبطان ابلغه من على ظهر السفينة بالواقعة قبل ايام، لكن لهجته (القبطان) كانت مطمئنة. في حين اختصر الحوار بين الرجلين في دقائق انتظارا لوصول السفينة بطاقمها المكون من 30 بحارا، الى ميناء جدة لمعرفة كافة التفاصيل. وشدد مدير الخطوط البحرية، على رفضه مثل هذه الاجراءات التي تنتهك الحقوق التجارية والمدنية لسفينة ترفع علم دولة مستقلة ذات سيادة وطنية معترف بها دوليا، معتبرا ان هذا «التصرف غير مبرر اطلاقا»، لكنه حدد دوره الشخصي في معرفة التفاصيل اللازمة، ومن ثم يترك ملف المتابعة الرسمية للجهات المختصة في حكومة بلاده.

وبين قروب ان السفينة التي يتجاوز عمرها عشرين عاما كانت تحمل كمية من الأرز الهندي لصالح تجار سعوديين، الى جانب 88 حاوية بحرية تحوي بضائع متنوعه، كلها قادمة من ميناء «كندلة» الهندي مرورا بميناء صلالة العماني، في طريقها الى جدة، ومن ثم موانئ السودان. واوضح ان «الأبِّيض» خرجت من مصانع يوغوسلافية عريقة عندما تم شراؤها قبل عشرين عاما لمصلحة المؤسسة الوطنية البحرية السودانية، وهي مخصصة لشحن الحبوب السائبة وحاويات البضائع التجارية، بطاقة استيعابية تبلغ 10 الاف طن.