كلينتون في القاهرة: أحداث 11 سبتمبر توجب تقوية العلاقات بين الغرب والعالم الإسلامي

قال في ندوة إنه كان أول رئيس أميركي يزور غزة ويلقي خطابا أمام البرلمان الفلسطيني

TT

استقبل الرئيس المصري حسني مبارك امس في القاهرة الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون الذي قام بزيارة خاصة الى مصر بدعوة من جمعية المستقبل التي يرأسها جمال مبارك نجل الرئيس المصري. وأقام مبارك مأدبة افطار تكريما لكلينتون حضرها وزير الخارجية أحمد ماهر وجمال مبارك ورئيس الديوان الجمهوري زكريا عزمي.

وكان كلينتون قد أكد أن أحداث 11 سبتمبر (ايلول) بالولايات المتحدة أوجبت تقوية العلاقة بين العالم الاسلامي والغرب، مشيراً إلى أن التنمية وبناء اقتصاد عالمي قوي غير ممكن دون رفض الارهاب.

وأشار كلينتون في محاضرة له مساء أمس الأول أمام أعضاء جمعية المستقبل المصرية الى أن مصلحة أميركا وأوروبا اقامة شراكة دولية مع باقي الدول للقضاء على الارهاب.

وأوضح ان الولايات المتحدة قد استخدمت قواتها المسلحة من قبل في حماية المسلمين في البوسنة والهرسك وكذلك في كوسوفو. وقال: انني كنت اول رئيس اميركي يزور غزة ويتحدث امام المجلس الوطني الفلسطيني (البرلمان)، وقد حاولت جاهدا دون جدوى حتى آخر ايامي في الحكم ان أتوصل الى سلام عادل في الشرق الأوسط واقامة دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية على الاقل ليعيش الفلسطينيون والاسرائيليون في سلام.

وقال كلينتون انه: ليس بمقدورنا أن نبني اقتصادا عالميا قويا أو تنمية عالمية بدون نبذنا ورفضنا للارهاب والعنف والتغلب على خلافاتنا وبناء مجتمعنا في المستقبل على أساس القيم المشتركة. وذكر كلينتون في محاضرته بأن مصر كانت أول دولة عربية واسلامية تساند الحملة ضد طالبان، مشيرا الى أن الرئيس المصري قد أعلن تأييده للاجراءات من أجل القضاء على الارهاب الذي عانت مصر منه.

وأضاف ان مصر في عملية سلام منذ اتفاق كامب ديفيد وانه عمل عن قرب مع الرئيس مبارك من اجل اقرار السلام في المنطقة وانه ذهب مرتين لمباحثات في هذا الشأن الى شرم الشيخ في محاولة لتقليل الفجوة في الخلافات بين الفلسطينيين والاسرائيليين وهو الجهد الذي واصله حتى آخر ايامه في الحكم. وأشار الى أن مصر تؤيد اقرار السلام وهو الامر الضروري لاستمرار الأمن السياسي والاقتصادي بها في المستقبل.

وأكد حق كل من الفلسطينيين والاسرائيليين الذين يعيشون على ارض واحدة المشروع ولا احد منهما سيتخلى عن ذلك واذا كان العنف والارهاب قد يقتل الابرياء غير انه لن يسود وبالتالي فانه من الضروري احلال التفاوض محل القتل عن طريق القيام بعمل بناء يؤدي الى استجابة بناءة وان على القيادات في الجانبين ان تعد الناس للسلام وليس للعنف.

وأضاف كلينتون انه: من الاهمية بمكان تحقيق السلام اذا ما اردنا بناء المجتمع حتى تعيش الشعوب في أمان وتحل خلافاتها.. وأشار الى أن حادث الحادي عشر من سبتمبر قد أودى بحياة الكثيرين بما في ذلك الامهات.

وأشار كلينتون الى ان الارهاب لا يقتصر على جنسية بعينها او دين معين قائلا «انه عندما كان صغير السن قتل كيندي على ايدي احد مواطنيه من الاميركيين، كما قتل غاندي على ايدي احد الهنود ليس بأيدي احد من المسلمين بل بأيدي احد الهنود الهندوس وكان غاندي يرغب في الا تقتصر الهند على الهندوس بل تكون دولة للهندوس والمسلمين والمسيحيين وكافة الديانات».

وتحول كلينتون بالحديث في هذا الشأن الى الشرق الاوسط، قائلا : كما نجا الرئيس مبارك نفسه من الكثير من محاولات الاغتيال الفاشلة غير اننا فقدنا السادات ليس بيد الاسرائيليين ولكن بأيدي مصريين عند محاولته صنع السلام مع اسرائيل، كما فقدنا صديقنا اسحاق رابين بأيدي احد الاسرائيليين وهذا القاتل قد سعى بذلك الى اغتيال عملية السلام.

وقال كلينتون: انني أسرد بالحديث هذه الامور لانني أرغب في تقديم العون لهذا المشروع «جيل المستقبل» حتى يتسنى الاستمرار وخدمة القضايا البشرية. وكان حفل العشاء الخيري مساء اول من امس قد بدأ بكلمة ترحيب من رئيس الغرفة التجارية المصرية الاميركية ثم بعرض فيلم وثائقي عن انشطة جمعية جيل المستقبل وعرض لعينة كبيرة من الشباب من الجنسين الذين استفادوا من برامج التأهيل التي قدمتها هذه الجمعية في مجالات التدريب والتأهيل والاعداد في مجالات تكنولوجيا المعلومات والكومبيوتر.

وحضر حفل العشاء الخيري ايضا الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء والدكتور مصطفى كمال حلمي رئيس مجلس الشورى والعديد من الوزراء والمسؤولين والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية وعدد من السفراء العرب والاجانب والعديد من رجال الاعمال المصريين والعرب والاجانب. فضلا عن ممثلي المنظمات والمؤسسات التجارية والمالية.

يذكر ان جمعية «جيل المستقبل» التي يرأسها نجل الرئيس المصري تعد نموذجا نشطا للتعاون بين الحكومة والقطاع الاهلي في مصر حيث تعتمد الجمعية على تبرعات ومساهمات الافراد والهيئات ولا يتم تقديم اية اموال سواء من الحكومة او الوزارات للمساهمة في انشطتها التي تعتمد على التمويل الذاتي.

وقال جمال مبارك، في كلمة امام حفل عشاء خيري اقامته جمعية جيل المستقبل الليلة الماضية بدار القوات الجوية بالقاهرة، تحت رعاية سوزان مبارك حرم الرئيس المصري وحضره كضيف شرف رئيسي الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون، ان التقدم الاقتصادي والاجتماعي في مصر بل والسياسي يتوقف كثيرا على مدى القدرة على الارتقاء بهذه القوة البشرية الشبابية، كما يتوقف على اتاحة الفرصة لهم للتدريب المتميز الذي يؤهلهم للحياة العملية المعاصرة.

وقال ان الجهل مثلما يولد الارهاب، فانه يولد التحيز والتمييز وان الاحداث الاخيرة قد كشفت عن جهلنا العميق ببعضنا البعض وبثقافتنا وبمجتمعاتنا. واضاف انه يتعين على شعوبنا ان تعمل سويا لتجنب الانقسام الذي قد يهدد النظام على كوكبنا.