قائد حرس الحدود الروسي يحذر من مغبة استمرار الوجود الأميركي في آسيا الوسطى

TT

لأول مرة منذ احداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي حذر العسكريون الروس علانية من مغبة استمرار الوجود العسكري الاميركي في آسيا الوسطى. ففي دوشنبه عاصمة تاجيكستان اعلن الجنرال قسطنطين توتسكي قائد سلاح حرس الحدود الروسي ان بلاده تعارض وجود القواعد العسكرية للولايات المتحدة وبلدان حلف «الناتو» الاخرى على اساس دائم في تاجيكستان.

وقال ان الوجود العسكري للناتو في هذه المنطقة يظل مقبولا فقط للفترة المحددة للعملية التي تتواصل لمكافحة الارهاب.

ولعل صدور مثل هذا التصريح من جانب مثل هذه الشخصية العسكرية الروسية العالية المستوى، دفع المسؤولين في اوزبكستان للتعجيل بالاعلان عن كون طشقند لم تجر اية مباحثات بشأن توسيع تعاونها العسكري مع الولايات المتحدة او حول الموافقة على تقديم اراضيها لخدمة اية وحدات عسكرية للناتو.

وجاءت هذه التصريحات متناقضة مع ما سبق ان صدر عن طشقند من اقوال حول «استقلالية القرار»، وحول المكاسب المادية التي تعود على اوزبكستان مقابل «طلعات» الطائرات الاميركية، ناهيك مما قيل بشأن تأجير قاعدة «خان أباه» لفترة تتراوح ما بين 25 و50 عاما.

غير ان ما قاله قائد حرس الحدود الفيدرالي الجنرال توتسكي لم يتوقف عند هذا الحد، ذلك انه «هدد» باحتمالات تدهور العلاقات الروسية الاميركية اذا ما فكر الاميركيون في البقاء على اساس طويل الامد، حيث قال صراحة: «اذا كان البقاء سيطول فلن نكون اصدقاء»! وناقش المسؤول العسكري الروسي هذه القضايا الى جانب قضايا التعاون الثنائي مع رئيس تاجيكستان إمام علي رحمنوف.

ومن المعروف ان تاجيكستان تتمسك ومنذ نهاية الاتحاد السوفياتي السابق ببقاء قوات حرس الحدود الروسية التي طالما ساندت النظام القائم هناك في مقاومته للمعارضة الاصولية من جانب، وللاعتداءات المتكررة من جانب فصائل حركة طالبان في الجنوب من جانب آخر.

وجاءت زيارةالمسؤول العسكري الروسي لتاجيكستان مواكبة لزيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية للشؤون الاوروبية والآسيوية على رأس وفد كبير لأوزبكستان.

ومن المقرر ان تشهد طشقند اجتماعا اوزبكيا ـ اميركيا يستهدف بحث سبل التشاور والتعاون بين الدولتين في مجالات الامن، وذلك في سياق ما تقوم به واشنطن من اجتماعات واتصالات مع بقية بلدان آسيا الوسطى.