عشرات الجرحى في عملية لمسلح فلسطيني بالقدس وبيريس يطالب السلطة بتحديد علاقتها بفتح

كتائب الأقصى تعلن مسؤوليتها انتقاما للكرمي واغتيال 4 من كوادر القسام في نابلس

TT

نفذ مسلح فلسطيني امس عملية عسكرية وسط القدس المحتلة اسفرت عن مقتله وجرح ما لا يقل عن 15 اسرائيليا حالة 5 منهم على الاقل خطرة، وذلك انتقاما كما يبدو لعملية اغتيال اسرائيل فجر امس في نابلس لاربعة من كوادر كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

واعلنت كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح، مسؤوليتها عن العملية التي نفذها سعيد ابراهيم رمضان. وقال مسؤول في كتائب الاقصى في نابلس «ان رمضان ينتمي الى الكتائب وهو من بلدة تل في محافظة نابلس ويبلغ من العمر تقريبا 24 سنة». وقال المسؤول «ان العملية هذه تأتي ردا على اغتيال كوادر حماس الاربعة وكذلك انتقاما لمقتل رائد الكرمي قائد الكتائب في طولكرم».

وحملت الحكومة الاسرائيلية كعادتها السلطة الفلسطينية والرئيس ياسر عرفات «مسؤولية» العملية. واتهمتها بانها «لا تفعل اي شيء» لمنع ما اسمتهم «المنظمات الارهابية».

وكان بيريس قد طالب السلطة الفلسطينية بتحديد ما اذا كانت فتح جزءا منها ام لا. واضاف «فاذا كانت فتح جزءاً من السلطة فلا بد ان تحترم وقف اطلاق النار اما اذا لم تكن جزءا منها فان على السلطة ان تعلنها تنظيما خارجا على القانون وتعتقل عناصرها».

وفجر امس قامت وحدة مشتركة من الاجهزة العسكرية والامنية الاسرائيلية المختلفة باقتحام المنطقة الشمالية الغربية من مدينة نابلس واغتيال 4 من كوادر الجهاز العسكري لحركة حماس من بينهم قائد كتائب عز الدين القسام وهم نيام في منازلهم في الساعة الثالثة والنصف من فجر امس. والاربعة هم يوسف السوركجي (42 سنة) القائد السري لكتائب القسام في الضفة الغربية، ونسيم ابو الروس (27 سنة) وجاسر سمارو (27 سنة) وكريم مفارجة (25 سنة). وخلفت القوات المعتدية وراءها 5 جرحى واعتقلت 9 اخرين.

وقالت مصادر فلسطينية ان متعاونين فلسطينيين مع المخابرات الاسرائيلية العامة «الشاباك» لعبوا دورا رئيسيا في عملية الاغتيال. بينما قال حسام خضر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني واحد قادة فتح في المدينة لـ«الشرق الأوسط» «ان قوات الاحتلال ابلغت قيادة قوات الامن الوطني الفلسطيني في المدينة بانها ستقوم بمهمة امنية محددة وخاصة. ودخلت القوة الاسرائيلية المهاجمة من حاجز عصيرة الشمالية وحاجز زواتا (بيت ايبا) وحاصرت المنزل الذي كان فيه اثنان من كبار المطلوبين من قادة حماس الميدانيين (السوركجي وابو سرور) لاسرائيل والسلطة الفلسطينية».

واتهم خضر قيادة قوى الامن الوطني بالتواطؤ مع قوات الاحتلال في تصفية رموز الحركة الوطنية الفلسطينية. وقال لا عجب اذا نحن علمنا من هي هذه القيادة». وتابع القول «التساؤل المطروح في الشارع في نابلس هو لماذا لم تتصد قوات الامن الوطني للقوة الاسرائيلية المهاجمة». واضاف «لو اطلقت قوات الامن الوطني المرابطة على حدود اوسلو الوهمية، رصاصة واحدة على الاسرائيليين لانقذت 4 من مجاهدي الشعب الفلسطيني».

وعقب انتشار نبأ اغتيال الكوادر الاربعة تجمع الآلاف من اهالي نابلس امام مستشفى رفيديا حيث كانت ترقد الجثامين الاربعة ونعى عناصر ملثمون في الجهاز العسكري لحماس «الشهداء الاربعة» وطالبوا «بالانتقام العاجل للشهداء» ووجهوا نداء عاجلا للمطارد مهند الطاهر للقيام بذلك.

وانطلق المتظاهرون من هناك في اتجاه السجن المركزي في نابلس مطالبين بالافراج عن جميع المعتقلين السياسيين. ودارت بينهم وبين افراد قوى الامن مواجهات عنيفة احرق خلالها المتظاهرون ما لا يقل عن سيارتين تابعتين للامن الوطني واطلق افراده النار في الهواء لتفريق المتظاهرين. وبقيت الاجواء حتى وقت متأخر من امس متوترة في جميع انحاء المدينة. وتحت الضغط الجماهيري اعلن قائد السجن ان الرئيس عرفات وافق على الافراج عن ايمن ابو الروس الذي يقال انه كان معتقلا حتى يسلم شقيقه المطلوب المختفي على حد قول حسام خضر.

وتوعدت كتائب القسام بالانتقام لمقتل كوادرها الاربعة واصدرت بيانا مقتضبا في نابلس تلقت «الشرق الاوسط» نسخة عنه. وقالت الكتائب في البيان الذي صدر تحت عنوان «طفح الكيل يا عصابات الارهاب الصهيوني... وقسما بالله لننتقم». وجاء في البيان ان «مسلسل المجازر البشعة التي يقوم بها اليهود القتلة الارهابيون المفسدون في الارض على ارض فلسطين التي كان اخرها المجزرة الوحشية التي راح ضحيتها شهداء من خيرة ابناء فلسطين في نابلس وهم يوسف ونسيم وجاسر وكريم، ليفتح الباب على مصراعيه امام حرب ضروس تطال عصابات القتل الصهيوني في اي مكان وبكل الوسائل». واختتمت كتائب القسام البيان بعبارة «وان عدتم عدنا».

من ناحيتها وصفت حركة حماس عملية التصفية بانها استمرار لمسلسل «المجازر البشعة التي يقوم بها اليهود القتلة الإرهابيون المفسدون في الأرض على أرض فلسطين المسلمة».

وقال حسن يوسف احد قياديي حركة حماس في الضفة الغربية إن الجريمة البشعة التي أقدمت عليها القوات الإسرائلية صباح امس تجعل الخيار الوحيد أمام الشعب الفلسطيني هو المقاومة والاستمرار في الدفاع عن أراضينا موضحا أن من يدفع فاتورة التهدئة هو الشعب الفلسطيني فقط واكد أنه «علينا أن ندفع هذه الفاتورة بمقاومة المحتل الغاصب».

وكانت وحدة من قوات مشاة الاحتلال قد عبرت حاجزي عصيرة الشمالية وزواتا، تعززها دبابات مجموعة خاصة قامت بمحاصرة عمارة في حي المعاجين الواقع في المدخل الشمالي الغربي من المدينة حيث كان الكوادر الاربعة. وذكرت مصادر اسرائيلية ان عملية المداهمة كانت معقدة للغاية وشارك فيها اكبر عدد من عناصر الوحدات الخاصة، حيث انه لاول مرة تشارك الوحدة الخاصة لسلاح الجو في عملية برية الى جانب وحدات المستعربين «دوفيديفان» و«ايجوز» و«يمام» وهي الوحدة المختارة لمكافحة الارهاب التابعة لشرطة الاحتلال. وقال شهود عيان ان الجنود اطلقوا قنابل ورصاصاً من النوع الكاتم للصوت داخل الشقة الامر الذي ادى الى عدم سماع سكان المنطقة المجاورة ما جرى في شقة الشباب الاربعة. وفي نفس العملية قامت قوات الاحتلال بحملة اعتقالات واسعة بحق 9 من سكان العمارة وهم معتز الشحروري وحمدي الرطروط وفتحي شلهوب وكريم مفارجة وساهر دويكات وقاسم كليوسا وسمير الميثلوني وعصام الأثيرة وعصام عينبوسي.

وفي القدس المحتلة وتحديدا في الساعة 4.15 فتح فلسطيني مسلح نيران رشاشه على اسرائيليين كانوا في انتظار حافلة قرب مركز للتسوق في شارع يافا في القدس الغربية. فأصاب ما لا يقل عن 30 منهم حالات خمسة منهم خطيرة قبل ان تتمكن الشرطة الاسرائيلية من قتله.

ونقلت الصحف الاسرائيلية في اعدادها الالكترونية عن شاهد عيان قوله لاذاعة الجيش الاسرائيلي «كنت داخل متجر.. وهو خرج من سيارة اجرة قرب المدخل وبدأ اطلاق النار».

وقال قائد شرطة القدس ميكي ليفي ان فلسطينيا اطلق النار بمفرده على اشخاص ينتظرون في موقف للحافلات. واضاف في تصريحات للصحافيين ان المسلح حاول الفرار لكن بعد مطاردة قصيرة لمسافة 15 مترا نجحت الشرطة في قتله. واختبأ زبائن صيدلية لطخت ببقع من الدماء في مخزن للادوية اثناء الهجوم. وقال مالك الصيدلية «اطلق النار داخل الصيدلية او بالقرب منها.. لقد انقذ مخزن الادوية حياتي».

وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان العملية وقعت على مقربة من مكان العمليتين اللتين وقعتا في الاول من ديسمبر (كانون الاول) الماضي وقتل فيهما ما لا يقل عن 10 اسرائيليين وجرح اكثر من 250 اخرين.

وكان قائد المخابرات العسكرية الإسرائيلية «امان»، قد حذر قبل وقت قصير من وقوع العملية، في جلسة للجنة الأمن والخارجية التابعة للكنيست، من احتمالات وقوع عملية جديدة.