إسرائيل تبلغ واشنطن والكنيست بخططها لاجتياح رام الله وغيرها من المدن الفلسطينية

TT

أبلغت السلطات الاسرائيلية، امس، هيئات الكنيست (البرلمان الاسرائيلي) والولايات المتحدة بأن احتلالها طولكرم، اول من امس، واقتحامها بعض احياء نابلس امس، ستعقبهما اجراءات مماثلة في بقية المدن الفلسطينية، وخصوصا مدينة رام الله، التي يحاصر بداخلها الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات.

وقال مسؤول كبير في ديوان رئيس الوزراء، ارييل شارون، امس، ان عمليات الاحتلال هذه تتم لأهداف محددة وليس بغرض الاقامة الدائمة.

وهذه الاهداف هي: تنفيذ المهمات المطلوبة من السلطة الفلسطينية لتصفية البنى التحتية للارهاب، التي تمتنع السلطة عن القيام بها بسبب موقف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

وكانت قوات الاحتلال قد انسحبت من طولكرم بشكل مفاجئ في الصباح الباكر امس وبعد اقل من 30 ساعة من احتلال المدينة دون ان تحقق الاهداف المرجوة من هذا الاحتلال وهو اعتقال مطلوبين واقتحام مخيم المدينة، وكانت مصادر عسكرية عليا قد اعلنت اول من امس لوسائل الاعلام الاسرائيلية انها ستبقى في المدينة عدة ايام. وحاول وزير الدفاع، بنيامين بن اليعزر، تبرير الانسحاب المفاجئ بالقول ان قواته «اتمت مهماتها بنجاح»، وقال: «لقد عدنا ومعنا سبعة من كبار الارهابيين الفلسطينيين، الذين كانوا على أهبة الاستعداد للقيام بعمليات انتحارية. وجمعنا وثائق مهمة من مكاتب التنظيم (التابع لحركة «فتح»). وضبطنا مختبرا لصنع الاسلحة والعبوات الناسفة، اشتمل على مواد كيميائية تدل على ان «حماس» تطور اسلحة كيماوية».

لكن الفلسطينيين يقولون ان الاحتلال فشل في مهمته في طولكرم، واعتقل عددا من المواطنين العاديين احدهم شقيق منفذ عملية انتحارية لا علاقة له بالعمل السياسي. واضطر جيش الاحتلال للانسحاب بفضل المقاومة الباسلة. وان القوات الاسرائيلية تعرضت لهجمات مسلحة عند شارع نابلس وعزبة الجراد، وهي تنسحب.

أما في اليسار الاسرائيلي المعارض فيعتبرون الانسحاب ثمرة هجومهم على سياسة الحكومة، اول من امس، خلال جلسة لجنة الخارجية والامن في الكنيست بحضور رئيس الوزراء ارييل شارون.

ومن بين المعترضين على سياسة الحكومة في المناطق الفلسطينية، نائبة وزيرة الدفاع، داليا فيلوسوف ـ رابين، التي قالت امس ان اسرائيل تدفع اليوم ثمن اغتيال رائد الكرمي في طولكرم قبل عشرة ايام.

وتولى الرد على حملة الاعتراض، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي، عاموس جلعاد، الذي ادعى ان الهدوء الذي ساد في الاسابيع الاخيرة قبل اغتيال الكرمي كان بمثابة خطوة تكتيكية من السلطة الفلسطينية لصد الضغوط الدولية على عرفات وكسب الرأي العام. و«قد وصلتنا معلومات موثوقة تؤكد انهم كانوا سيطلقون سلسلة عمليات ارهابية في اول مناسبة تسنح لهم».

واضاف جلعاد، الذي تكلم امام لجنة الخارجية والامن في الكنيست، امس، ان عرفات يثبت «كقائد ثعلب، يخدع اسرائيل من البداية، عندما اطلق ما يسمى بعملية السلام. ونحن في شعبة الاستخبارات لم نثق به في يوم من الايام. حتى في فترة اتفاقات اوسلو، رأيناه يلعب لعبة خطيرة. لكن احدا لم يستشرنا يومها حتى نقول رأينا بصراحة. وها نحن نحذر اليوم، مرة اخرى، من خطر الانجرار وراءه وتصديق شكاواه او وعوده السلمية. فهذا الرجل، لا يؤمن بالسلام».

وقال جلعاد ان الجيش اكتشف في مختبر السلاح، الذي تم قصفه بالطائرات فجر امس وجرى احتلاله صباح امس في نابلس، وجود عشرات الاحزمة المفخخة الجاهزة للعمليات الانتحارية. و«هذه لا يمكن ان تكون سرية لدرجة لا يعرف بها رجال المخابرات التابعون لعرفات».

وكان بن اليعزر قد قال ان هناك انذارات حول احتمال القيام بعمليات انتحارية عديدة داخل اسرائيل. واكد ان قوات الامن الاسرائيلية ما زالت في حالة استنفار شامل «اذ ان الارهابيين لا يريدون اي هدوء في المنطقة».

ولكن، من جهة اخرى، تزداد القناعة لدى اوساط واسعة في اسرائيل ان سياسة شارون المغامرة تستدعي ردود فعل فلسطينية مغامرة وتطالب بوقف هذه الحرب. ولكن هذه الاوساط لم تصل بعد الى درجة التأثير.

يذكر ان اوساطا سياسية في اسرائيل تستبعد اي نشاط سياسي هذه الايام. وتؤكد أن وسيط السلام الاميركي الجنرال انتوني زيني، لن يعود الى المنطقة في القريب، بل انه يطلب ان يعفى من منصبه «لانه لا يثق بكلام ياسر عرفات». وعليه فان حكومة شارون تشعر انها تستطيع العمل بمنتهى الحرية ضد الفلسطينيين.