الأردن: الأمن المركزي يتدخل في مدينة معان بعد أعمال عنف واشتباكات بين الشرطة ومحتجين

نفى تعذيب أحد أبناء عشيرة الفناطسة قبل وفاته وعائلته تطالب بمحاكمة المسؤولين

TT

تواصلت أعمال العنف والشغب أمس في مدينة معان التي اندلعت الليلة قبل الماضية بين المواطنين وأفراد قوات الشرطة اثر اقتحام مركز أمن المدينة وقاموا بإشعال النيران فيه وكذلك مركز البريد المجاور له.

وتبادل المواطنون وأفراد قوات الشرطة النيران بالأسلحة النارية والرشاشة، فيما تحصن بعض المهاجمين من أبناء المدينة في شارع الملك حسين وهو اكبر شوارع المدينة، إضافة إلى السوق القديم فيها وبدأوا بإطلاق النيران على قوات الأمن المحمولة على عربات مصفحة.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» ان الوضع الأمني في المدينة انهار بعد ان قامت عشيرة الفناطسة بدفن جثمان ابنها سليمان عدنان شويطر الفناطسة 17 عاما الذي فارق الحياة وهو رهن الاعتقال لدى قوات الشرطة منذ يوم السبت الماضي، فيما تقول الشرطة انه فارق الحياة في مستشفى البشير بعمان بعد ان تم تحويله من مستشفى معان الحكومي اثر إسعافه من قبل الشرطة.

وأوضح الشهود ان قوات من الجيش تتأهب لدخول المدينة بعد ان تصاعدت حدة التراشق بالأسلحة المختلفة ولم يبلغ عن سقوط قتلى أو جرحى في الوقت الراهن، حسب ما أفاد به مدير مستشفى معان، وقال انه لم تصل أي حالة إلى قسم الطوارئ حتى الساعة الواحدة والنصف ظهرا.

واشار شهود عيان ان المدينة عاشت يوم أمس لحظات من عدم الاستقرار إلى حين وصلت قوات الأمن المركزي التي سيطرت على الوضع وأعادت الهدوء إلى المدينة نسبيا، فيما بقيت بعض الأحياء التي تصدر منها بعض الرشقات والأعيرة النارية وان قوات الأمن تتعامل مع الموضوع بكل حكمة ودراية تجنبا لسقوط الجرحى والقتلى وأنها في موضع الدفاع عن النفس ومعظم إطلاق أعيرتها يتم في الهواء.

وأغلقت المحال التجارية أبوابها وشلت الحركة المرورية في المدينة واصبحت معزولة عن العالم الخارجي، فيما بقيت الاتصالات تعمل دون انقطاع.

وكانت الاشتباكات في المدينة قد اندلعت أول من أمس ونتج عنها إصابة أحد أفراد قوات الشرطة وإضرام النيران في بعض السيارات التابعة لها.

وفي ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية أصدرت وزارة الخارجية على لسان مصدر مسؤول بيانا جاء فيه انه «وعلى اثر مشاجرة يوم الاثنين الماضي الموافق 14 من الشهر الحالي في أحد أحياء مدينة معان قامت الشرطة بالتحقيق مع حدث عمره 17 عاما وأثناء ذلك تبين انه يعاني من إعياء شديد، حيث تم نقله فورا إلى مستشفى معان الحكومي الذي حوله إلى مستشفى البشير في عمان وما لبث ان فارق الحياة يوم السبت الماضي».

وقال المصدر ان ذوي المتوفى ابدوا تعاونا وتفهما للوضع، إلا ان نفرا من مثيري الشغب والفتنة وذوي السوابق في المدينة اتجهوا مساء الاثنين إلى المركز الأمني وبدأوا بإطلاق العيارات النارية ورشق المركز والسيارات والمارة بالحجارة ونتج عن ذلك إصابة أحد رجال الشرطة بعيار ناري. وتعاملت أجهزة الأمن المختصة مع الحادث بحرص شديد على سلامة المواطنين وممتلكاتهم وسيطرت على الموقف.

وتم تشكيل هيئة تحقيق مختصة للوقوف على ملابسات الحادث والقبض على الفاعلين تمهيدا لتسليمهم إلى العدالة وما زال التحقيق جاريا بإشراف مدعي عام معان.

وقال المصدر ان وزارة الداخلية تؤكد أنها حريصة على أمن وممتلكات المواطنين جميعا وتهيب بالمواطنين التعاون التام والاطمئنان إلى ان أمن الوطن وأمان المواطن وتحقيق العدالة هي الغاية الاولى والأخيرة.

وكان المواطنون في مدينة معان قد قاموا باحتجاجات شعبية في أبريل (نيسان) عام 1989 على اثر رفع أسعار المحروقات سرعان ما تحولت إلى أعمال شغب وأضرمت النيران في المراكز الخدمية التابعة للحكومة، إضافة إلى إحراق سيارات وشاحنات وقطع خط عمان العقبة، مما استدعى إلى إنزال قوات الجيش لتهدئة الوضع.

كما قام المواطنون بمظاهرات وأعمال شغب في عام 1995 عندما رفعت الحكومة أسعار الخبز سرعان ما امتدت إلى مناطق الكرك والطفيلة جنوب الأردن.