لبنان يبلغ المندوب الأميركي في مجلس الأمن تمسكه بالقوة الدولية ودورها في تطبيق القرار 425

TT

اكد مندوب الولايات المتحدة الاميركية في مجلس الامن الدولي جون نيغروبونتي ان عمل القوة الدولية في جنوب لبنان وحضورها «لن يتأثرا باحتمال خفض عديدها». معتبراً ان هذا الامر تم «اثر قيام اسرائيل بسحب قواتها من لبنان بشكل كامل». وفي المقابل، ابلغ الرئيس اللبناني، اميل لحود نيغروبونتي تمسك لبنان بالقوة الدولية في الجنوب، ورغبته في ان تتمكن عدداً وعدة من تنفيذ المهمات التي اوكلها اليها مجلس الامن، لا سيما لجهة تطبيق القرار الرقم 425، رافضاً تحويلها الى «مجموعة مراقبين دوليين».

واكد الرئيس لحود، خلال لقائه نيغروبونتي الذي زار لبنان امس ليوم واحد، ان «الحكومة اللبنانية تولي اهتماما خاصاً للقرى الجنوبية التي تحررت من الاحتلال الاسرائيلي. وهي اعدت خطة انمائية متكاملة يجري تنفيذها تباعاً وفق الامكانات المادية المتاحة». واشار الى «الهدوء الذي تعيشه هذه المنطقة الجنوبية بفضل الانتشار الامني في المدن والقرى ما جعلها من اكثر المناطق اللبنانية اماناً». وقال: « تأكد للجميع ما كنا اعلناه في السابق من ان المنطقة لن تشهد اي اعمال انتقامية او حوادث دامية عندما تتحرر من الاحتلال الاسرائيلي. وهذا ما تحقق فعلاً. والاحصاءات اظهرت ان نسبة الحوادث في المناطق المحررة متدنية جداً، لا بل انها شبه معدومة». واضاف: «ان القوى الامنية اللبنانية تقوم بمهمتها كاملة في الجنوب بالتعاون مع القوات الدولية»، مشيراً الى «ان السلام العادل والشامل والدائم هو الذي يحقق الاستقرار الكامل في المنطقة وينهي الصراع العربي ـ الاسرائيلي».

وعرض لحود «موقف لبنان المميَّز بين الارهاب ونضال الشعوب لتحرير اراضيها من الاحتلال» مؤكداً ان «جواب لبنان على قرار مجلس الامن الرقم 1373 هو الذي يعكس الموقف اللبناني بأمانة والتزام».

وافاد بيان صدر عن الرئاسة اللبنانية ان الحديث «تطرق خلال اللقاء الى تأخر عملية ازالة الالغام المزروعة في القرى المحررة بعدما امتنعت اسرائيل عن تسليم خرائط الالغام الى القوات الدولية ولم تفعل الا قبل مدة قصيرة حيث يجري الآن التأكد من صحة هذه الخرائط وشموليتها».

وحذر الرئيس لحود من «تمادي اسرائيل في استعمال القوة والعنف في الاراضي الفلسطينية المحتلة»، معتبراً ان «هذه السياسة العدوانية المتزايدة ستؤدي الى تردي الاوضاع لسنوات كثيرة. ولن تعرف الاجيال المقبلة الاستقرار والسلام المنشودين».

وافاد بيان الرئاسة اللبنانية ان نيغروبونتي «عرض للرئيس لحود اهداف جولته في عدد من دول المنطقة وخلاصة لقاءاته مع قيادة القوات الدولية في الجنوب والملاحظات التي عاد بها اثر الزيارة الميدانية الى المنطقة الحدودية» مشيراً الى «التعاون والتنسيق القائمين بينه وبين مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة (في نيويورك) وذلك بهدف خدمة السلام في جنوب لبنان». واكد موافقة الولايات المتحدة على التمديد للقوة الدولية في مهمتها في الجنوب.

وقال نيغروبونتي عقب لقائه لحود: «هذه اول جولة لي في المنطقة بعد تسلمي مهامي. وقد زرت كلاً من مصر وسورية، وانا اليوم في لبنان، وسأتوجه غداً الى الاردن وبعدها ستكون محطتي الاخيرة في اسرائيل». واكد ان «للامم المتحدة مصالح مباشرة في لبنان من خلال وجود قوات حفظ السلام الدولية (اليونيفيل). وقد سنحت لي الفرصة اليوم (امس) لزيارة هذه القوات في جنوب لبنان ولقاء قائدها، وتفقد بعض مواقعها. وقد فوجئت حين علمت أنني اول مندوب اميركي لدى الامم المتحدة يقوم بمثل هذه الزيارة لليونيفيل التي تعمل في لبنان منذ ما يقارب الـ 25 عاماً». وقال: «كانت زيارة لجمع المعلومات والتوجهات، ولا املك اي جدول اعمال محدد». وعن نظرته للوضع في الجنوب في ضوء تقرير الامين العام للامم المتحدة كوفي انان القاضي بالتجديد للقوات الدولية وخفض عديدها، قال نيغروبونتي: «سنناقش في مجلس الامن نهاية الشهر، مسألة تجديد فترة عمل القوات الدولية. واتوقع ان يتم تجديد هذه الفترة. والسؤال الوحيد هو هل سيكون هناك خفض لحجم هذه القوات ام لا؟ ولكن نتوقع استمرار عمل قوات اليونيفيل وحضورها في الجنوب ولو مع احتمال خفض عديدها». واشار الى ان اقتراح الخفض اتى «اثر قيام اسرائيل بسحب قواتها بشكل كامل من جنوب لبنان». وقال: «لكن لم يتم اخذ هذا القرار بشكل نهائي. ومهما يكن، سيتم الامر بشكل تدريجي وليس بشكل مفاجىء» مشدداً على «اننا نود رؤية اليونيفيل تحتفظ بفترة عملها الحالية اي ستة اشهر».

وبعد لقائه لحود توجه الموفد الاميركي الى مقر وزارة الخارجية اللبنانية حيث اجتمع بالوزير محمود حمود، ثم انتقل الى مقر رئاسة مجلس النواب حيث التقى الرئيس نبيه بري قبل ان يلتقي عند العاشرة مساء رئيس الحكومة رفيق الحريري العائد من زيارة الى الكويت.

وكان نيغروبونتي استهل زيارته للبنان بجولة في مروحية على طول «الخط الازرق الحدودي» الذي رسمته الامم المتحدة للانسحاب الاسرائيلي، من بلدة الغجر شرقاً وحتى رأس الناقورة غرباً، وذلك برفقة السفير الاميركي في بيروت فنسنت باتل.

وعقد نيغروبونتي اجتماع عمل مع قيادة القوة الدولية حضره قائد القوة الجنرال لاليت تواري والناطق الرسمي باسمها تيمور غوكسيل وكبار الضباط في القوة. وذكرت المصادر الدولية ان نيغروبونتي «استفسر من القيادة الدولية بشكل دقيق عن الظروف التي تعمل بها القوات الدولية وعن ملاءمة توصية الامين العام للامم المتحدة كوفي انان تقليص عديد هذه القوات الى 2000 عنصر نهاية السنة الجارية، مع الواقع الذي تتطلبه مجريات الامور الميدانية».