رئيس وزراء كازاخستان السابق: آسيا الوسطى مصدر بديل للنفط والغاز الطبيعي وطالبان كانت ستسيطر على تركمانستان

TT

دعا رئيس وزراء كازاخستان السابق أكيجان كاجيلدين الغرب الى التعامل مع آسيا الوسطى كمصدر بديل للنفط والغاز. وقال المسؤول السابق الذي كان يتحدث في محاضرة ألقاها في «المعهد الملكي للشؤون الدولية» بلندن، إن المسلمين والمسيحيين في كازاخستان يعيشون بسلام منبهاً الى وجود قلق من نمو النفوذ الاسلامي. وأكد أن مشكلة جمهوريات آسيا الوسطى لا تكمن في الاسلام، بل في الانظمة التي تتستر وراء تعاليمه. واعتبر أن قادة جمهوريات آسيا الوسطى الخمس لم يأتوا بجديد، موضحاً أنهم وافقوا على تأييد الحرب ضد الارهاب شرط أن لا تؤثر على الاوضاع الراهنة في بلدانهم. وأشار المحاضر، الذي رأس حكومة بلاده بين 1995 و1997 قبل أن يهاجر ويحكم عليه بالسجن بتهمة الفساد، إن الصراعات تهدد جمهوريات آسيا الوسطى الاسلامية.

وقال إن آسيا الوسطى صارت منطقة اساسية خصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) الماضي. بيد انه أكد ان زعماء المنطقة أوضحوا أنهم متحمسون للإنضمام الى التحالف الدولي ضد الارهاب طالما ان الحملة لا تؤثر على الاوضاع الداخلية في بلدانهم. واعتبر أن السفر الى واشنطن للتوقيع على الاعلان المشترك مع الرئيس الاميركي جورج بوش المتعلق بالديمقراطية وحرية الاعلام كان أمراً صعباً بالنسبة لنور سلطان نزارباييف رئيس وزراء كازاخستان.

وأضاف إن آسيا الوسطى نهب لصراعات شتى. وأشار الى «الحرب الاهلية التي استمرت لسنوات في طاجيكستان» وإلى «صراع القوة في أوزبكستان». ولم يستبعد أن يكون «نظام طالبان قد تمكن من السيطرة على تركمانستان لو أنه استمر سنة أخرى» علماً أنها تملك ثروة هائلة من الغاز الطبيعي. وفيما اشار الى إن للإسلاميين مشاكلهم في تركمانستان، اعتبر رئيس وزراء كازاخستان السابق أن «أوزبكستان مهددة أكثر من غيرها». وذكر بأن للأوزبك خلافات مع الدول الاربع الاخرى. ورد ذلك الى «سوء الادارة والفشل في إجراء إصلاحات حقيقية في البلاد، الامر الذي أدى الى ارتفاع نسبة البطالة والفقر». وقال إنها تطالب أكثر الدول المجاورة بأراض تعتبر أنها من حقها. واضاف إن قادة الدول الخمس يأكدون دائماً أنهم نجحوا في تجنيب بلدانهم حمامات دماء خلال السنوات العشر الاخيرة، بيد انه شدد على ان الفضل في هذا السلام يعود الى الشعوب لا إلى الانظمة. وأعرب عن اعتقاده في أن المقارنات يجب أن لا تتم بين شخص قيادي وآخر، بل بين نظام وآخر يتبع كل منهما طرقاً مختلفة في الحكم. وأبدى وجهة نظره في أن الحرية غير خاضعة للتقسيم، فإما ينالها الشعب كاملة أو لا ينالها. وأوضح انه ناقش هذه المسألة مراراً مع الاذربيجانيين. واعتبر أن ثمة صراعاً بين أوزبكستان وطاجيكستان على قيادة المنطقة. وكشف ان الدولتين أرادتا ممارسة نفوذ أكبر على الحكومة الأفغانية من الداخل، غير أن الغرب أصر على تسليم حامد كرزاي رئاسة الوزارة المؤقتة. وأعرب عن قلقه على مستقبل الجنرال برويز مشرف، موضحاً «لقد خشيت في بعض الاوقات خلال الحملة على مشرف من السقوط». وشدد على أن لمنطقة آسيا الوسطى دوراً عالمياً يمكنها أن تلعبه فيما لو تعامل معها الغرب بطريقة افضل. وقال «يجب أن يعتمد الغرب على الشرق الاوسط وحده كمصدر للنفط والغاز». واعتبر أن الاسلاميين فضلاً عن قضية فلسطين يمكن أن يبيقيا الشرق الاوسط منطقة تفتقر الى الاستقرار.

واعترف السياسي الذي أدخل اقتصاد السوق الى بلاده ثم اتهم بالفساد، انه يعتبر «إعطاء الاولوية للاقتصاد هو خطيئتي الكبرى، فلا يمكن تحقيق اصلاح إقتصادي ما لم يسبقه إصلاح سياسي اولاً». واتهم خصمه نزارباييف بالتخطيط لتوريث السلطة الى أحد أبنائه، وبالسيطرة عن طريق أقارب له على شركات كبيرة والاستفادة من أموال الشعب. وفي رد على سؤال حول العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في كازاخستان، أكد رئيس «الحزب الوطني الجمهوري» المعارض أن الهدوء مخيم بين المسلمين الذين يشكلون 50 في المائة والمسيحيين الذين يمثلون 48 في المائة من الشعب الكازاخي. بيد انه لفت الى «وجود قلق» في بعض الاوساط. واشار في هذا السياق الى أن «السنة الماضية شهدت إقامة حوالي مئة مسجد جديد، فيما لم يزد عدد المشافي الجديدة عن ثلاثة». وأكد ان الاسلام الصحيح بريء من الممارسات التي تتم باسمه في دول آسيا الوسطى، مسلطاً الضوء على إنتشار الفساد والرشوى في ظل انظمة تعتبر نفسها «ديمقراطيات إسلامية».